آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

مهرجان الفرنكوفونية.. والقارة السمراء

آمال عثمان

الجمعة، 17 ديسمبر 2021 - 06:18 م

تسعى الدولة بكل أجهزتها لاستعادة دورها الريادى فى القارة السمراء، ومن هنا تأتى أهمية إقامة مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، أول مهرجان بالمنطقة يخصص نشاطه لسينما تقدمها 88 دولة وحكومة أعضاء بمنظمة الفرنكوفونية، تُمثل 300 مليون ناطق باللغة الفرنسية، يعيش نصفهم فى القارة الإفريقية.
لذلك فخورة بأن تقيم مصر أول مهرجان للسينما الفرنكوفونية، وأحيى الزميل والصديق الناقد ياسر محب على فكرة المهرجان، ورسالته فى ترسيخ قيم الحرية والتعايش والمحبة والسلام.

ويعود الفضل لانضمام مصر لمنظمة الفرنكوفونية للعظيم الراحل د. بطرس غالى عميد الدبلوماسيين المصريين، بتكليف من الزعيم الراحل «أنور السادات»، وذلك أثناء جولة د. غالى وزير الدولة للشئون الخارجية - آنذاك- سعيا لإرسال وحدات من دول أمريكا اللاتينية ضمن قوة دولية فى سيناء، بعد انسحاب القوات الاسرائيلية تطبيقا لمعاهدة السلام، وهناك التقى بالصدفة مع كلود شيسون وزير خارجية فرنسا وكان يقيم بنفس الفندق فى هندوراس، وخلال جلسة خاصة، طلب أن تصبح مصر عضواً فى منظمة الفرنكوفونية، وتشارك فى القمم الفرنسية-الإفريقية، فأجابه شيسون بأن مصر لم تعد بلداً ينطق باللغة الفرنسية، لكن د. غالى عرض مبرراته المتمثلة فى أن مصر «السادات» ترغب فى الانفتاح على أوروبا، وهذا التوجه يقطع الطريق على أى انزلاق نحو الانكفاء على الذات، الذى يراهن عليه الأصوليون، وهذا يدعم سياستها بالقارة، كما أن تعزيز العلاقات بين باريس والقاهرة سبب ثالث مهم للالتحاق بالمنظمة الفرنكوفونية.     

إننى أهنئ رئيس المهرجان على نجاح دورته الأولى، رغم كل التحديات التى واجهته على مدى 4 سنوات، وسعيدة بفوز «السنغال» بالجائزة الكبرى، وأتمنى أن يلقى المهرجان دعما ومساندة، حتى يكون له دور عظيم فى تدعيم علاقتنا بدول المنظمة من خلال السينما، أقوى أدوات القوة الناعمة التى تملكها مصر عبر تاريخها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة