هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


اشتروا منى

خادم مصباح علاء الدين

الأخبار

السبت، 18 ديسمبر 2021 - 06:43 م

 

لا أحد يتصور أنه لو أكرمه الله من وسع فوفر لأولاده كل أدوات الرفاهية والعيش الميسور سيكون بذلك قد خدمهم، قمة الظلم لنفسك ولأولادك أن تكون فى عيونهم خادم مصباح علاء الدين الذى يحقق طلبات بلا سقف وتطلعات بلا حدود ويأمر فيطاع، ويسأل فيجيب، شعور شبيك لبيك عبدك وبين إيديك لو وصل لابنك أو ابنتك فسيحوله أو يحولها لشخصية متواكلة، بلا خبرات حياتية ولا مسئولية، بلا مد وجزر يثقل العقل ويبنى فكرة عن جوهرالحياة. شخصية ذات قناعة كاملة بأن خادم المصباح هو المسئول، فلماذا أفكر أو أبذل مجهودا؟ لماذا أبدع أو أحقق نجاحاً يذكر؟ لماذا أرهق عقلى بأمور خادم المصباح مسئول كلياً عن تدبيرها؟
 هنا يتراجع الدأب وتختفى الهمة وتتبخر الإرادة، هنا تتقدم أفكار الإقبال على البذخ والسفه، لا أريد التطرق لتفاصيل حادث الشيخ زايد رغم كونه الباعث وراء كتابة تلك السطور، ورغم كونه مثالا صارخا لابن تفتحت عيناه على الدنيا فوجد أمامه خادم مصباح علاء الدين الذى وفر له كل شيء فأوصله لما وصل إليه الآن «خلف القضبان» ويحاكم بالتسبب فى إزهاق أربع أرواح وهو تحت تأثير الخمر، أريد تعميم الزاوية، والمقارنة بين هذا النوع من الأبناء ونوع آخر عاشوا حياة محدودة ولم يجدوها سهلة إطلاقاً فولد من رحم المعاناة نجاحهم وأصبحوا مبدعين ونماذج مشرقة يتحدث عن نجاحهم القاصى والدانى بفخر واعتزاز، الفرق هنا هو الأدوات التى تعاملوا بها مع الحياة، الخلاصة لو عندك مال قارون شخصياً لا يمكن بأى حال أن توفر لابنك منه كل ما يريد، أنت بهذا تهدمه وتحوله لمجرم محتمل أو شخص فاشل يتحول الذهب فى يديه لتراب، ابنك لابد أن يصطدم فى طلباته منك  بأشياء ممنوعة وأشياء غير متاحة وأشياء تقع مسئولية تحقيقها عليه هو وحده،  ابنك فى مرحلة معينة لابد أن يتعلم قيمة القرش، وفى مرحلة أخرى لابد أن يتعلم مسئولية توفيره، وفى مرحلة أخرى لابد أن ينفصل مادياً عنك تماماً، دور خادم المصباح يؤذيه لأبعد حد فى شخصيته ويؤذيك أنت أيضا، كل ولى أمر قام بهذا الدور تجاه أولاده وجاءته مصيبة بعد ذلك هو شريك أساسى فيها، وكل ولى أمر اعتدل فى تربية أولاده ونجحوا هو شريك أساسى فى هذا النجاح.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة