الناجون من منزل الرعب الأمريكي
الناجون من منزل الرعب الأمريكي


بعد ثلاث سنوات من إنقاذهم: الناجون من منزل الرعب الأمريكي مازالوا ضحايا

أخبار الحوادث

الأحد، 19 ديسمبر 2021 - 03:14 م

 دينا جلال

 ضحايا للمرة الثانية، 13 ابن وابنة، لم ينعموا بحياة إنسانية ولم يشعروا بآدميتهم في منزل تحول إلى سجن أو بيت للرعب يحكمه ابوان التزما بإنجاب المزيد من الابناء وامتنعا عن أداء دورهما الفطري في تربية أطفالهما ليستبدلاه بمسلسل دائم من التعذيب والاعتداءات والإهانات بالإضافة إلى حرمان أبنائهما من وسائل الاتصال أو التواصل مع العالم الخارجي حتى انهم يروا الشوارع والطرق طوال سنوات حياتهم.

اعتلت اسرار عائلة توربين الأمريكية شاشات التليفزيون والصحف منذ ثلاث سنوات لتكشف عن مآسي العائلة، ومنذ ايام قليلة عادت القضية إلى الاضواء  مرة أخرى لتكشف أن مأساة الابناء مستمرة بالرغم من إنقاذهم بسبب تخلي النظام الاجتماعي عن مساندتهم في رحلة العودة إلى الحياة الطبيعية.

العودة للحياة

عرف العالم قضية عائلة توربين فى يناير 2018 وتحديدا حين نجحت الابنة جوردان وعمرها وقتها 17 سنة فى الهرب من منزل والديها ديفيد ولويزا توربين عبر إحدى النوافذ، فكرت جوردان فى العقاب الذي ستناله من والديها في حال انكشاف امرها إلا أنها قضت حياتها مهددة بالموت والتعذيب طوال الوقت فقررت المخاطرة لإنقاذ أشقائها حيث لا يوجد ما تخسره، سارت جوردان في منتصف الطريق للمرة الاولى، لم تعلم أن هناك أرصفة مخصصة للمشاه، اقتربت من الهاتف وحاولت بصعوبة الضغط على رقم شرطة الإنقاذ 911 وكانت المرة الاولى التي تستمع فيها إلى صوت شخص عبر الهاتف، استمرت المكالمة مع الشرطة لمدة 20 دقيقة حين وجدت جوردان صعوبة في توضيح مأساتها وتحديد عنوانها بوصف علامات مميزة للطريق.

انفتحت خزينة من الخبايا والاسرار بعد وصول الشرطة إلى جوردان ونجاح عملية إنقاذ اشقائها الاثنى عشر وإلقاء القبض على الوالدين، استمعت الشرطة إلى اقوال الناجين من منزل الرعب لتصفهم بالاسوأ حظا والأكثر تعاسة على الاطلاق، اختلفت معاناة الضحايا تبعًا لسنوات عمرهم حيث تتراوح اعمارهم ما بين عامين و29 سنة، كشف المحققون حجم المعاناة بمجرد الدخول إلى منزل مليئ بالقاذورات والروائح الكريهة، كشف الابناء عن حبسهم الدائم منذ ولادتهم، لا يسمح لهم بالاستحمام إلا مرة واحدة في العام، اعتمدت طريقة تربيتهم على تقييدهم وربطهم الدائم بالإضافة إلى تجويعهم وتعرضهم إلى كافة اشكال العنف والتعذيب والخنق بشكل دائم لأتفه الاسباب، ولاحظ الجميع معاناتهم من نقص شديد في الوزن في الوقت الذي كان فيه الوالدان يتناولان وجباتهما بانتظام امام اطفالهما ولم يسمحا لهم إلا بوجبة قليلة في اليوم تنتهي بربطهم فى السرير إذا طلبوا المزيد أو حاولوا سرقة الطعام.

ظهور الناجيات

مثل الوالدان المتهمان امام المحكمة وواجها 14 تهمة تعذيب وانتهاكات في عام 2019 وحكم القاضي عليهما بالسجن مدى الحياة، وأثارت قضية توربين العديد من التساؤلات كيف لم يلحظ احد مأساة حبس الاطفال وخاصة أن الوالدين كانا يشتهران بالعزلة والانطوائية وإنجاب الكثير من الاطفال وإخفائهم تماما عن الأنظار، كما انهالت التساؤلات حول احوال الأبناء ومصيرهم بعد مرور ثلاث سنوات على نجاتهم.

ظهرت الشقيقتان جينيفر -33 سنة- وجوردان توربين  -21 سنة- عبر لقاء لشبكة «ايه بي سي نيوز» منذ ايام قليلة واستعادتا مشاهد مؤلمة من حياتهما لتشيرا إلى حرص والدهما على تبرير سوء معاملتهما لهما ولأشقائهما بكونها تعليمات مقدسة يجب الالتزام بها بل وتمنحهم تلك التعليمات الحق فى قتل أبنائهم، واجابت الشقيقتان عن التساؤلات حول مصيرهما لتشيرا إلى تفرقهم فى اماكن مختلفة في جنوب كاليفورنيا ويجتمعون بانتظام كما تم تغيير أسماء الاطفال الصغار للتخلص من وصمة العار لكونهم ضحايا في قضية شهيرة.

أزمات جديدة

تمثلت المفاجأة في كشف الشقيقتين عن الفشل التام لنظام الخدمات الاجتماعية الذي كان من المفترض أن يساعدهم على الانتقال إلى حياة جديدة لكن معاناتهم مازالت مستمرة بسبب سوء خدمات الرعاية الاجتماعية التي يتلقوها جميعا حتى صاروا على وشك التشرد بالرغم من تلقيهم التبرعات من المتعاطفين معهم لإعانتهم منذ نجاتهم من المنزل والتي وصلت الى 600 ألف دولار إلا انهم محرومون من تلك الدولارات بسبب إجراءات الوصاية المماثلة لقضية بريتني سبيرز حيث يخضعون لوصاية ممثل قانوني يصعب التعامل معه.

لم يتوقف الامر عند حد الشكوى وإنما بدأت الإجراءات القانونية عبر مكتب محاماة خاص بمقاطعة ريفرسايد لرفع دعوى للنظر في اسباب عدم حصول ابناء عائلة توربين على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها منذ أن تم تحريرهم من منزل والديهم وسط اهتمام إعلامي مكثف انتقلوا وقتها الى المستشفيات والمراكز التأهيلية لتلقى العلاج وتدفقت التبرعات والدعم من جميع أنحاء العالم ثم انتهى الامر بنسيان الضحايا وخسارة حقوقهم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة