متحور فيروس كورونا الجديد
متحور فيروس كورونا الجديد


عدالة توزيع اللقاحات الحل الأمثل لمواجهة «أوميكرون»

مروي حسن حسين

الأحد، 19 ديسمبر 2021 - 07:10 م

منذ اكتشافه لأول مرة من قبل العلماء فى جنوب إفريقيا انتشر متحور أوميكرون، السلالة الجديدة من فيروس كورونا، فى جميع أنحاء العالم بسرعة تنذر بالخطر، مما دفع العديد من البلدان إلى فرض قيود جديدة وإجبار الناس مرة اخرى على إعادة النظر فى خطط التجمعات الكبيرة.  


نظرًا لحداثته، فإن العديد من التفاصيل حول كيفية مقارنته بالمتغيرات الأخرى ليست واضحة بعد، لكن أوميكرون يبدو كما لو كان فيروسًا مختلفا عن الفيروس الأصلى الذى صُمّمت اللقاحات لمقاومته.

وتثير سماته الوراثية قلق الباحثين، ولا يمكن لأحد حتى الآن أن يرسم صورة كاملة لما يستطيع أن يفعله أوميكرون، أو ما يشكّله من أخطار. لكن ما نعلمه حتى الآن هو أن أوميكرون لديه من الصفات الجينية ما يمكّنه نظريًا من الانتشار بوتيرة أسرع، مثلما حدث فى جنوب أفريقيا. وربما أكسبت التحورات العديدة للفيروس حتى وصل إلى نسخته الجديدة «أوميكرون» مناعة ضد اللقاحات التى قد تصبح أقلّ فعالية.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن خطر الإصابة بالفيروس مجددًا أعلى مع أوميكرون مقارنة بغيره من السلالات.. لا أحد يعرف ماذا سيحدث عندما يواجه أوميكرون المناعة المبنية باللقاحات، وبالجرعات المعززة.. فإذا كان أوميكرون يجمع بين استطاعة الانتشار بسرعة أكبر واستطاعة خرْق الحصانة المبنيّة على اللقاحات والمعززات، فإنه بذلك يكون هو الآخَر قادرًا على الانتشار.


تتصدى بعض الحكومات للخطر، بفحْص جميع الوافدين إلى أراضيها ، وبعزل جميع المشتبه فى إصابتهم بأوميكرون أو مخالطيهم وبإعادة فرْض ارتداء الكمامات فى الأماكن العامة.

 

وبتسريع وتيرة إعطاء جرعات معززة من اللقاحات، فقد يبدو غريبا، لكن الجرعات الإضافية من اللقاح قد تحدّ من أثر المتحوّر الجديد.

 

ومن الناحية النظرية، يمكن تعويض نقْص فعالية دفاعات المناعة عبر ضخّ المزيد من الأجسام المضادة والخلايا التائية فى مواجهة الفيروس. لكن ذلك لن يمنع وقوع مزيد من الإصابات بأوميكرون كما لم يمنع انتشاره.

 
أظهرت دراسة أجريت فى جنوب أفريقيا، أن متحور أوميكرون يمكنه «التهرب جزئيا» من الحماية التى توفرها اللقاحات المضادة لكورونا، فيما أكد علماء أن اللقاحات تحمى من المرض الشديد.

ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نتائج الدراسة التى أجريت فى معهد الأبحاث الصحية بجنوب أفريقيا، والتى شملت 12 شخصا تم تطعيمهم بلقاح فايزر.. ووجد العلماء أن اللقاح ينتج «واحدا من أربعين» من الأجسام المضادة المقاومة لمتحور أوميكرون،.

وهو ما يمثل انخفاضا كبيرا فى عدد الأجسام المضادة. ورأت الصحيفة ان نتائج الدراسة تعنى أن الأشخاص الذين تعافوا سابقا من الإصابة بكورونا، يمكن أن يصابوا مرة أخرى.

ويمكن أن يصاب الأشخاص الذين تم تطعيمهم. ووجدت الدراسة أنه «حتى لو تضاءلت قوة اللقاحات فى مواجهة أوميكرون، فلا يزال هناك بعض الحماية ضد الفيروس». كما لا توجد مؤشرات على أن هذا المتحور يسبب مرضا أشد من ذلك الناجم عن المتحور دلتا.

 

هذه الدراسة قد تساعد شركات الأدوية على تطوير اللقاحات، وتساعد صانعى القرار على تحديث استراتيجية التلقيح لمواجهة المتحور. 


أرجع العديد من العلماء، أسباب ظهور متحور «أوميكرون»، لانخفاض التغطية بالتطعيم المضاد لفيروس كورونا  الذى سمح للفيروس بالاستمرار فى الانتشار والتحور، فى ظل عدم الإنصاف فى توزيع اللقاحات على مستوى دول العالم، بشكل أدى إلى تفاوتات هائلة فى التغطية بالتطعيم فى جميع أنحاء العالم.

 

فالبلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط هى الأقل حصولا على التطعيم، مما يجعل خطر ظهور التحورات أكبر ما يكون.

 

فلم تصل تغطية التطعيم إلى 10٪ فى سبعة بلدان بإقليم شرق المتوسط، فى حين أن أكثر من 80% من لقاحات فيروس كورونا فى العالم ذهبت لدول مجموعة العشرين، اما البلدان المنخفضة الدخل، ومعظمها فى أفريقيا، تلقت 0.6% فقط من م جموع اللقاحات. 


هناك تحديات ملحة تواجه العالم  وأصبح واضحا أن تحقيق التعافى على نطاق واسع لن يتأتى من دون إنهاء الأزمة الصحية والحصول على اللقاح ورغم تطويرها وتصنيعها على نطاق واسع، لكن ثمة فجوة خطيرة لا تزال قائمة بين أغنى البلدان وأفقرها.


وفى الوقت الذى بدأت فيه بعض البلدان الغنية بحث إمكانية نشر جرعات معزّزة من اللقاح لحماية سكانها، فإن الغالبية الساحقة من سكان البلدان النامية، لم يتلقوا حتى الجرعة الأولى.

 

ويشتد الأمر وطأة فى البلدان المنخفضة الدخل التى تلقت أقل من 1 %من اللقاحات المقدمة حتى الآن..عدم الإنصاف فى إنتاج اللقاحات وتوزيعها يفسح المجال أيضاً لظهور متحورات فتاكة يرتد أثرها القاتل على العالم بأسره.

فالمتحورات الجديدة، دفعت البلدان، حتى تلك التى تنفذ برامج تطعيم متقدمة، إلى إعادة فرض تدابير صحة عامة أشد صرامة، بل عاد بعضها إلى تطبيق قيود السفر. وفى المقابل، تؤدى الجائحة الجارية إلى تعميق الفوارق فى الثروات الاقتصادية بعواقب وخيمة على الجميع.

 

لذلك يجب  التركيز على مستوى جديد من الدعم الدولى لاستراتيجية تنسيق معزز مدعومة بتمويل جديد وتنفيذها لتطعيم سكان العالم جميعاً.  


ويجب العمل بسرعة على خطة عالمية جديدة تعمل على سرعة إتاحة أدوات مكافحة جائحة كورونا، وبرنامجها العالمى لإتاحة اللقاحات (كوفاكس). لتسريع وتيرة إنهاء الجائحة فى العالم النامي، والحد من حالات الإصابة بالعدوى وفقدان الأرواح وتسرّع خطى التعافى الاقتصادي.

 

أقرا ايضا  |أستاذ الباثولوجي: متحور أوميكرون أخطر على أصحاب الأمراض المزمنة | فيديو


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة