صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الجائحة «النفسية».. «تسونامي» الوسواس والتوهمات يرافق كورونا وتحوراته

رانيا عبد الكريم

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021 - 04:58 م

«تسونامي» أمراض نفسية، مصطلح حذر منه أطباء نفسيون مع بداية اندلاع جائحة كورونا، التي حاصرت كوكب الأرض قبل عامين، إثر قرارات الإغلاق  والحجر المنزلي لكبح التفشي، لذل يمكننا اليوم أن نتحدث عن جائحة نفسية.

ليس الإغلاق فحسب، فتبعات الجائحة الاقتصادية، لابد لها من تأثير قوي على الأفراد، إذ خفضت مئات الآلاف من المؤسسات لرواتبها لاستيعاب التغيير غير المخطط له..


متعافون لكن مصابون نفسيا 

وبحسب دراسة أجريت في جامعة أوكسفورد، فإن واحدا من بين كل ثلاثة متعافين من عدوى كورونا ، يعاني من اضطرابات نفسية تستمر ستة أشهر، إذ شملت عينة من 230 ألف مريض، بحسب «رويترز».

ويشير ذلك إلى أن الجائحة قد تؤدي إلى موجة من المشكلات العقلية والعصبية.

زيادة معدلات
يؤكد دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن جائحة كورونا  لم تستحدث أمراض نفسية، لكن هناك بعض الأمراض النفسية والعقلية التي زادت معدلاتها بفعل انتشار فيروس كورونا ، موضحا أن من بين هذه الأمراض وأبرزها الوسواس القهري وهو مرض قديم، ولكن زادت التوهمات المرضية «الوساوس» الناتجة عن التوتر النفسي، وكذلك الإكتئاب.

 

واستكمل: «الاضطرابات الذهنية زادت هي الأخرى، لأن الناس عندما تعطلت في فترة الإغلاق، زاد وقت فراغها وبالتالي اتجه بعضهم لتعاطى المخدرات، فزادت الاضطرابات النفسية الناتجة عن تعاطي المخدرات».

 

وعن مواجهة هذه الأمراض ومحاولة السيطرة على معدلات انتشارها أوضح فيروز أن كل هذه الأمراض لها علاجات وبروتوكولات للتعامل معها، والسيطرة عليها ليست بالمستحيلة، ولكن المهم أن تلتزم الناس بالعلاج. 


ولفت فرويز إلى أن من مشكلات المرض النفسي أن الأشخاص قد لا يكتشفو أنهم يعانون منه، خاصة في مثل هذه الأوقات التي يزداد فيها التوتر في مختلف نواحي الحياة، فمثلا الوسواس من الخوف من الإصابة بكورونا  أصبح يسيطر على الكثير منا، ولكن المهم متى يمكن القول أن هذا الشخص مريض وسواس قهري بالفعل؟

 

اقرأ أيضا: السعودية تنشر صورة أول طفل يتلقى لقاح كورونا

 

الذهاب للطبيب

وتابع استشاري الطب النفسي أنه عندما لا يستطيع الشخص أن يمارس حياته بشكل طبيعي سواء في العمل أو على المستوى الاجتماعي، هنا لابد أن يعرف أنه يعاني من مشكلة نفسية، ولابد من الذهاب للطبيب.

لافتا إلى أن المشكلة أن الكثير من الحالات تأتي متأخرة، موضحا أنه لو كانت في غضون 6 أشهر وهنا تكون الحالة حادة، ولكن يمكن أن تأخذ علاج وتعود طبيعية بعد فترة معينة، أما بعد 6 أشهر أصبحت الحالة مزمنة وهنا قد يحتاج المريض لعلاج مدى الحياة.

 

منوها أن المرض النفسي كغيره من الأمراض العضوية منها ما يتم علاجه ومنها ما يبقي مزمن مع الإنسان، ولكن لابد أن يعرف الناس أنه يحتاج لفترات أطول فى العلاج، فهو ليس دور برد أو سخونية، قائلا: «نحن نعالج مخ ونتعامل مع نواقل عصبية، ونقوم بعمل تعويض لهذه النواقل إلى أن يمكنها العودة والعمل بطبيعتها».

 

وأضاف دكتور فيروز أن العلاج يكون وفق فترة قانونية تم وضعها من قبل كونجرس دولي للطب النفسي، فمثلا الإكتئاب يكون علاجه في أول مرة 9 أشهر، وسنة في ثاني مرة يتعرض فيها للإصابة، وسنتين ثالث مرة، ورابع مرة يلازمه العمر كله.

 

وأشار دكتور جمال أن دور الإعلام في التوعية عن هذه الأمراض وأعراضها وكيفية التعامل معها هام للغاية وأصبح حتمي، قائلا " للأسف نحن نعاني من تأخر 300 سنة عن كوكبة العالم الخارجى، وهذه ما يحاول الرئيس السيسي تغييره من خلال الجمهورية وزيادة الوعي الثقافي لدى الناس".

 

اقرأ أيضا: اعتماد نوفافاكس خامس لقاح مضاد لكورونا في أوروبا


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة