الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021 - 05:59 م

في سراي عابدين أقيمت مأدبة عشاء تكريما لولي عهد إيران؛ حيث دعي إلى هذه المأدبة السفراء والوزراء والمفوضون وحاملو قلادة فؤاد الأول ورئيسا مجلس الشيوخ والنواب والوزراء وكان من بين من لبو الدعوة مصطفى النحاس باشا بصفته أحد حاملي قلادة فؤاد الأول.

ويقول النحاس باشا: إنه "أهين في هذه الحفلة على يد موظفي السراي فهو عندما دخل القصر لم يستقبله احد ثم أنه لم يتشرف بمصافحة جلالة الملك ولم يقدم إلى صاحب السمو ولي عهد إيران وكان كلما وقف مع بعض المدعوين  يلاحظ أن واحدا من موظفي السراي يقترب منهم ويقول – اتفضلوا في أوضة تانية .. أنتم واقفين كده ليه وعندئذ يخرج المدعوون والمدعوات ويبقى النحاس باشا بمفرده في الغرفة".

وولما تكررت هذه الحادثة نادى حسنين باشا وقال له إنني أشعر أنني أهنت وأنا في إمكاني أن انسحب من الحفلة ولكني أرى أن أبقى حتى نهايتها إكراما لجلالة الملك وولي عهد إيران حتى لا يقال إنني أعكر صفاء الجو ولكي لا يشعر أحد من ضيوف مولانا بأنني أهنت.

وقد أكد حسنين باشا للنحاس أن ما فهمه لم يكن مقصودا وأنه يأسف لذلك، ثم تحدث النحاس باشا إلى سعيد ذو الفقار باشا وكرر ما قاله لحسنين باشا، بحسب مجلة آخر ساعة.

وبعد نهاية السهرة ذهب النحاس باشا إلى داره وكتب كتابا إلى سعيد باشا ذو الفقار كبير الأمناء احتج فيه على النظام الذي وضعه ديوان كبير الأمناء وأبدى شعوره بأنه أهين في الحفلة ثم سرد ما حدث له في السراي بالتفصيل وختم كتابه بتأكيد خالص ولائه للسدة الملكية وقد أرسل هذا الكتاب إلى سراي عابدين مع رسول خاص.

وبعد ذلك دعا النحاس باشا الوفد المصري إلى عقد جلسة مستعجلة وروى لهم فيها ما حدث وقال إنه لم يرسله إلا لاعتقاده أن كرامته مست وأن موظفي السراي لم يدعوه إلى هذه  المأدبة إلا لإهانته ثم ذكر أن السراي لم تدع إلى الحفلة الساهرة أصحاب السعادة مكرم عبيد واحمد نجيب الهلالي وصبري أبو علم ويوسف الجندي.

وتم الاتفاق في هذا الاجتماع على أن يكون احتجاج الوفد سلبيا على هذه المعاملة التي عومل بها رفعة النحاس باشا وهو أن تمتنع صحف الوفد عن وصف حفلات استقبال ولي عهد إيران وألا تنشر عن موظفي السراي خيرا أو شرا بضعة أيام فيكون هذا بمثابة احتجاج صامت وفعلا خلت الصحف الوفدية فجأة من أخبار ولي عهد إيران ولم تعد تنشر إلا بلاغ ديوان كبير الأمناء.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ ايضا: خناقة النحاس باشا ومحمد عبدالوهاب.. بسبب «واحدة ست»