دير الفاخوري.. معمار نادر يزين تاريخ الصعيد
دير الفاخوري.. معمار نادر يزين تاريخ الصعيد


حكايات| دير الفاخوري.. معمار نادر يزين تاريخ الصعيد

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 22 ديسمبر 2021 - 01:18 م

كتب: أحمد زنط


في الأقصر دون غيرها من بقاع الأرض، تبدو دور العبادة الدينية التاريخية «الفرعونية والقبطية والإسلامية» محتفظة بجدرانها ذو التاريخ المميز، ومن بين دير الفاخوري، الذي يضم رفات القديس الأنبا متاؤس الفاخوري.

 

ودير الأنبا متاؤس الفاخوري يقع شمال غرب مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، بحوالي 18 كيلومترًا وعلى بعد 6 كيلومترات من قرية أصفون؛ حيث يرى الناس وزوار الدير حصنه العالي من على بعد .

 

ويرجع تاريخ إنشاء الدير إلى القرن الرابع الميلادي، وهو أحد أديرة السلسلة الرهبانية المنتشرة في جنوب صعيد مصر، التي تأسست على نظام القديس الأنبا باخوميوس؛ حيث يعيش الرهبان في حياة مشتركة داخل الدير ولذلك لقب باسم «الأنبا باخوميوس أب الشركة».

 

ينسب دير الفاخوري إلى القديس الأنبا متاؤس الفاخوري؛ إذ كان يرأس القديس هذا الدير في القرن الثامن الميلادي، وهو الذي قام بتعميره، كما لقب بـ«الفاخوري» لأن صناعة الفخار كانت الحرفة الرئيسية للقديس متاؤس ولرهبان الدير.

 

 

وبنيت أسوار الدير من الطوب اللبن سمكها حوالي متر واحد وتم تدعيمها من الخارج بتحصينات قوية تمثلت في دعائم ساندة وقد تهدمت معظم الأسوار الأصلية للدير، ويحتوي الدير على كنيسة أثرية يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي.

 

اقرأ أيضًا| مآذن في رقبة «جاكلين».. مهندسة مسيحية معلقة بين مساجد القاهرة 

 

وتضم الكنيسة رسوم فرسكو وتعد من أهم المناظر المائية التي رسمت في الكنائس المصرية من طيور وأشكال هندسية وأشكال للصليب بديعة المناظر ، الموجودة حتى الآن وتضم أيضاً رسوم للسيد المسيح والتلاميذ الأثنى عشر وأنبياء العهد القديم ورسوم للقديس الأنبا متاؤس الفاخوري.

 

ويوجد بالدير «حصن» يمثل أحد نماذج العمارة الدفاعية؛ حيث كان الرهبان يحتمون به عند هجوم الأعداء واللصوص عليهم ومصمم بطريقة معمارية لا تمكن أي مهاجم من اختراقه وهي مجموعة من القلالي التي يعيش فيها الرهبان حاليا.

 

 

وفي عهد قداسة البابا شنودة الثالث انتدب القمص بموا الأنبا بيشوى لتعمير دير الأنبا متاؤس الفاخورى بإسنا سنة 1976، واهتم القمص بموا بتوصيل الماء والنور إلى داخل الدير، وشجع بعض الشباب للتكريس والرهبنة.
 

وبعد ذلك اأنتدب قداسة البابا شنودة، نيافة الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر وإسنا وأرمنت، لتجديد الدير وأسس الأنبا أمونيوس داخل الدير بيت للخلوة الروحية وجدد أسواره الخارجية ويوجد بجوار كنيسة الدير الأثرية حجرة بها جسد القديس الأنبا متاؤس موضوعة في مقصورة خشبية.

 

وبحسب الكتاب التاريخي للكنيسة القبطية «السنكسار»، خصصت الكنيسة القبطية اليوم السابع من شهر كيهك من كل عام قبطي، للاحتفال بذكرى نياحة القديس الأنبا متاؤس الفاخوري بديره العامر بجبل أصفون وقد ذكر المقريزي هذا الدير بقوله: «يوجد بأصفون دير كبير ورهبانه معروفون بالعلم والمهارة وهو من أديرة الصعيد الآيلة للاندثار بعد كثرة عمارتها ووفرة أعداد رهبانها».

 

 

وبجانب النهضة الرهبانية والعمرانية الضخمة التي قام بها الأب متاؤس في ديره حتى ذاع صيت قداسته في كل البلاد المحيطة وقد بلغ من قداسة هذا الأب أن الوحوش كانت تأنس إليه وتتناول طعامها من يديه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة