كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

السياسة والإنسانية!

كرم جبر

الأربعاء، 22 ديسمبر 2021 - 05:40 م

فى عرف الدول الكبرى يتم تأديب الدول التى تخرج عن النص، عن عدم الإذعان لسياساتها وعدم دخول حظيرتها، فتتعرض لمؤامرات عاتية، تدفع الشعوب ثمنها، وفى منطقتنا يتجسد المصير المؤلم فى دول كانت مستقرة، فأصبحت فى مهب الريح وعصف الحروب الأهلية.

الإنسانية فى أسمى معانيها هى أن ترفع الدول الكبرى أيديها عن دول المنطقة، وأن ترحل أجهزة مخابراتها، وتترك الشعوب المهاجرة تعود لبلادها، تقرر مصيرها وتختار نظام الحكم الذى تريده.

الإنسانية ليست فتح مخازن السلاح على مصراعيها، للتخلص من أسلحة قديمة فى مستنقعات الشرق الأوسط، قبل إنتاج أنواع الأسلحة الحديثة التى تتصارع الدول، باستخدام الذكاء الاصطناعى والثورة الرقمية، والمسرح التجريبى - إذا استمرت الحال - هو أيضاً المنطقة العربية المنكوبة.

الإنسانية جعلت مصر تفتح قلبها وذراعيها لأشقاء فى المحنة، كانوا أعزاء فى بلادهم، وغدرت بهم مؤامرات كبرى أسموها "ربيع"، وهى "جهنم".
"إنسانيتى أكبر من وظيفتى"، عبارة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إحدى خطبه مؤكداً أنها ترسخ قيم الإيمان بالله والوطن والعدالة الإنسانية، ويقول "دائماً يد القدر لها إجراءات لا يمكن التنبؤ بها وأساسها إرادة الله سبحانه وتعالى"، وتكون دائماً فوق إرادة البشر وتخطيطهم ومؤامراتهم.
يد القدر أنقذت مصر من الانهيار، وحفظتها وصانت شعبها، ووضعتها على الطريق الصحيح لتستعيد دورها ومكانتها وريادة شعبها، وتبقى عزيزة بين الأمم، ولا يشمت فيها عدو ولا حبيب.

يد القدر هى التى جعلت مصر تستيقظ من كابوس الإرهاب ودولة الظلم الإرهابية التى شاءت أن تغتال هوية الوطن وتاريخه وحضارته، وتحكم على شعبه بويلات الخلافة العثمانية فى أسوأ صورها.. ولكن كانت يد الله فوق أيديهم.

يد الله كانت رحيمة بمصر والمصريين، يوم خرج من صفوفها رئيس يؤمن بوطنه وشعبه ويعتز بالكرامة والكبرياء، ويعرف قيمة الأرض والعلم والنشيد، وينتصر للهوية الوطنية، ويضع نصب عينيه أن تكون بلده أعظم بلد فى الدنيا، فالتف حوله شعبه على عهد ووفاء.. كان الحلم كبيراً ويراه البعض مستحيلاً، ولكنه يتحقق بسرعة ويمضى فى بناء وطن جديد سوف يفخر به أبناؤه، وهم يعيشون فى بلد يحترم إنسانيتهم وآدميتهم ويوفر لهم الحياة الكريمة التى يوجد مثلها فى أكبر الدول.

الطريق طويل وشاق والتضحيات كبيرة والموارد محدودة، ولكن الاستغلال الأمثل لكل ثروات البلاد، يشحن الناس بشحنة من الأمل واستشراف العدالة والمساواة، فالبلد لهم والثروات ملكهم ومضى زمن أن تستحوذ عليها فئة قليلة.
الحكم بلا إنسانية مثل الجسد بلا روح، ولو نظرنا لمصر الآن، علينا أن نتذكر أين كانت منذ سنوات قليلة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة