الملكة اليزابيث تجلس على سقالة لتقرأ اللغة المكتوبة على جدار معبد رمسيس الثانى
الملكة اليزابيث تجلس على سقالة لتقرأ اللغة المكتوبة على جدار معبد رمسيس الثانى


كنوز | ملكة بلجيكا تقع في غرام معبد رمسيس

عاطف النمر

الأربعاء، 22 ديسمبر 2021 - 06:56 م

فى الأسبوع الأخير من شهر مارس عام 1930 استقبل جلالة الملك فؤاد الأول الملك « ألبرت « ملك بلجيكا وزوجته الملكة « إليزابيث « فى أول زيارة لهما للملكة المصرية، وقد وصفت الملكة حفاوة الاستقبال التى لاقتها بالشيء الرائع الذى تتسم به حضارة مصر العريقة، ومن المعروف أن الملكة « اليزابيث « من أولى ملكات أوروبا اللاتى اهتممن بمعرفة كل شيء عن حضارة المصريين القدماء.

وقيل إنها استقدمت من يشرح لها ويعلمها فك رموز ورسوم اللغة الهيروغليفية، ولهذا كانت تتوقف كثيرا أمام هذه الرموز والرسوم التى تراها على الجدران فى المعابد التى زارتها ضمن جدول أعدته لها الحكومة المصرية ورافقها فى الزيارة خبراء من الآثار المصريين والأجانب، وعندما قامت بزيارة « الأقصر « برفقة زوجها الملك والحاشية والحراسة كان ضمن الجدول زيارة معبد مدينة « هابو « الذى هو معبد « رمسيس الثالث « ولم يكن أحد يتوقع أنها ستطلب إيجاد وسيلة ترتفع بها لقراءة الرموز والنقوش أعلى جدار المعبد.

لكنها طلبت ذلك، وكان لابد من الاستجابة لطلبها فقام العمال « الصعايدة « بعمل « سقالة « خشبية ترفع بحبال قوية من أركانها الأربعة بحيث تتحمل وزن الملكة وتم سحبها لأعلى جدار المعبد حتى يتاح لها قراءة الرموز والرسوم التى تتكون منها اللغة الهيروغليفية، وكانت الملكة فى قمة السعادة وهى فى هذا الوضع الاستثنائى الذى كسرت به كل قواعد البروتوكول الملكى .

وأخذت الملكة تطالع نقوش اللغة الهيروغليفية على جدران المعبد بسعادة كبيرة، وأصبحت الملكة الأولى التى تقدم على هذا التصرف الذى يدل على عشقها للحضارة المصرية القديمة .


وقد التقط لها مصور مجلة « The Sphere» عدة لقطات تصدرت واحدة منها غلاف المجلة فى عددها الصادر بتاريخ 5 إبريل 1930 بالعدد رقم ( 1576 ) ونشرت بقية الصور فى الموضوع الذى أوضحت فيه المجلة هذا التصرف الاستثنائى من ملكة بلجيكا، وعلقت على الصورة بعبارة : « تعد الملكة البلجيكية نموذجًا للملكة الحديثة.

فحتى خمسين عامًا كان الحاكم يبدى اهتمامًا بسيطًا عندما يرى ما يعجبه ثم ينصرف فى لحظات تحيط به حاشيته، وحراسته، أما اليوم فكما ترون فى الصورة فالملكة تبدى اهتمامها بالأشياء التى تثير اهتمامها وتحبها وتود معرفتها بنفسها بطريقة غير معتادة « . 
« The Sphere» 5 أبريل 1930


كنوز: يعتبر معبد مدينة «هابو»، أو المعبد الجنائزى، أو معبد رمسيس الثالث، من أعظم معابد الأسرة العشرين، شيده الملك رمسيس الثالث لإقامة الطقوس الجنائزية له ولعبادة آمون، ويتكوّن المعبد من مدخل محاط ببرجين، عليهما نقوش تمثّل أذرع الأسرة وصور لرمسيس الثالث، وعلى جدرانه نقوش تصوّر الانتصار البحرى على قبائل شعوب البحر، ومناظر أخرى تمثّل الحملة البحريّة على الليبيين.

إقرأ أيضاً|«مدبولي» يشارك في إزاحة الستار عن التمثال الثالث لرمسيس الثاني بالأقصر

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة