إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

سر + 90

الأخبار

الخميس، 23 ديسمبر 2021 - 07:11 م

هى بالفعل ظاهرة تحتاج لاهتمام بحوث علم النفس الرياضى للكشف عن تأثير مراكمة الفوز المتأخر فى توقيته على غرس وتعزيز هذه الروح داخل فريق واحد مع اختلاف الأجيال والمناسبات والظروف. 90 ليست مزحة ولا هى من صنع السوشيال ميديا. المسألة أهم وأعمق من هذا بكثير ..


فى المجتمعات الناضجة، كثيرا ما يهتم الباحثون بسبل تصدير قيم البناء والتطور من ملاعب الرياضة لأجواء العمل المختلفة.. روح الفريق.. إرادة النصر.. تقبل الآخر .. التواضع عند النصر..

احترام شرف المنافسة.. رفض الهزيمة والاستسلام.. القدرة على الصمود..

تحمل الضغوط؛ وكثير من هذه المعانى القيمة التى يحتاجها كل مجتمع صحى ينشد التطور والتقدم. راجع ما ذكره الراحل العظيم د. أحمد زويل عن قيمة «فريق العمل» وأهمية الجماعية فى كل بحوثه ونجاحات الغرب تدرك سر التفوق وأهمية تعزيز مثل هذه القيم حتى وان عملنا على فهمهما من واقعنا الرياضى الأكثر جماهيرية وتأثيرا.. مش مجرد لعب كورة!


قبل ساعات من لقاء السوبر الأفريقى داعبت صديقى الصحافى المغربى النابه منصف اليازجى عن لقاء بطلى مصر والمغرب فجاء رده: يا عمى الأهلى يتفوق حتى لو بقى من دون تسجيل للثوانى الأخيرة. هو فريق الـ 90.!


وجاءت المباراة لتكشف أن ما تحويه الذاكرة العربية عن بطل مصر وأفريقيا من قدرة على التفوق وإن تأخر الهدف للثوانى الأخيرة هى حقيقة ثابتة. لا فرق فيها بين ما يحدث لبطل مصر مع الأشقاء بتونس أو المغرب أو حتى ما يحدث بالداخل ..

ارادة النصر هذه باتت حقيقة راسخة تفسيرها فى تقديرنا المتواضع يكمن فى استدعاء اللاعبين لموروثات شاهدة يتحلى معها الفريق بالضغط المتواصل دون اكتراث بعقارب الثوانى ومع استمرار الضغط وارتفاع ايقاعه تهتز قدرة الصمود لدى المنافس وتقع الأخطاء بشكل طبيعى وهذا فى الغالب ما يحقق الفوز المتأخر ..

والجمهور الذى يثق فى قدرة فريقه ويدعمه بقوة وايجابية حتى الثوانى الأخيرة لديه تجارب كثيرة شاهدة. الجماهير المصرية الرائعة بالدوحة كانت عند مستوى الثقة واستحقت فرحة كبيرة ساهمت فى صنعها..


فرحة المصريين بالخارج كبيرة ومهمة وحسن تمثيل الرياضة والكرة المصرية فى مثل هذه المحافل والمناسبات أمر لا بد من الاهتمام به ومراعاته وتأثير مثل هذه النجاحات الكروية فى الدعاية الايجابية للوطن واستقراره ويكفى ما تبرزه المواقع العالمية الكبرى حاليا من ضغط الأهلى المصرى على ريال مدريد وملاحقته للنادى الملكى على لقب الأكثر تتويجا بالبطولات القارية والدولية فى العالم . وانه لقب لو تعلمون عظيم ومشرف كثيرا لمصرنا الغالية وقارتنا الصابرة..


إرادة الفوز. والتمسك بهذه الروح بقوة نحتاج استخدامها فى كل مجالات الحياة.. الطالب الذى يتأخر فى مادة يمكنه معاودة النهوض والسعى بقوة للنجاح والتمسك بحقه فى التميز والعامل والصانع.. كله يعمل بروح النصر ودون استسلام حتى ما بعد 90.


وبالطبع على كل فريق السعى المبكر نحو الفوز وتحقيق أهدافه دون انتظار للحظة حرق الأعصاب وانتظار ما فد لا يأتى بالضرورة المؤكدة ، لكن تأخر تسجيل الأهلى أمام الرجاء كانت له أسبابه الواضحة والتى تمثلت فى توتر لاعبيه بسبب الاصابة المفاجئة التى داهمت لاعب الوسط الدولى المؤثر عمرو السوليه اثناء فترة الاحماء وقبل دقيقة فقط من صافرة البداية. وهو ما أربك حسابات موسبمانى وأجرى تعديلا سريعا لكن وفى ظل طريقة اللعب التى يعتمدها المدرب بالاعتماد على ثلاثى الوسط المدافع حمدى فتحى وديانج والسوليه بحيث يتقدم الأخير للمساهمة بقدر واف من مهام صتاعة اللعب والتكملة الهجومية للاستفادة من دقة تمريراته وتصويباته ، كان من الطبيعى أن تهتز الأعصاب وترتبك المهام وتوزيع الأدوار خاصة مع ضيق الوقت كثيرا وتداخل الاختصاصات واجهاد اللاعبين الدوليين بالخصوص واختلاف القدرات البديلة وزاد من توتر لاعبى بطل مصر تمكن من الرجاء من التسجيل المبكر ولكن ومع تعديل الأوضاع التكتيكية بالشوط الثانى اختلفت الحال حتى وصلنا للحظة القاتلة الـ 90 وركلات المعاناة ..

ولكن انتبهوا..

فما كل مرة تسلم الجرة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة