اشلي هول
اشلي هول


حكايات| آشلي هول.. لغز اختفاء دام 4 سنوات كشفته رسائل روحية

هناء حمدي

الخميس، 23 ديسمبر 2021 - 07:28 م

تبدو من الخارج فتاة عادية.. فحياتها وروتينها اليومي لم يكشف ولو مرة أنها استثنائية ولكن هي بالفعل استثنائية فما تراه وما يصل لها من رسائل لا يمكن أن يكون متاح للجميع فهي ترى اشباح الموتى وتسمع رسائلهم وتتعرف عليهم للمرة الأولى في أحلامها لتكون وسيط بينهم وبين أقاربهم الأحياء.


قد تكون الرسائل مجرد إشارات يحاول من خلالها المتوفي طمئنة أهله وفي أحيان أخرى تحمل إنذارات لوقوع كوارث أو حتى قد تخبرهم عن غدر قد تعرضته له قبل القتل وفي أحيان أخرى تكشف عن اسرار وتحل الغاز لا يتمكن أي شخص من الوصول إليها.


بمجرد قراءة هذه السطور تتخيل انها جزء من المسلسل الأمريكي "ghost whisperer" لـ "جينيفر لف هيويت" والذي جسدت فيه دور " ميليندا جوردن" وسيط روحي تستطيع رؤية أشباح الأموات و الحديث معهم لتوصيل رسائلهم لاقاربهم ومساعدة الشرطة في كشف من قام بقتلهم ولكن لغز مقتل " اشلي هولي" حول اللعبة إلى جد والمسلسل إلى حقيقة والتخيل إلى واقع.


فبعد أن يأست أسرتها من الكشف عن أسباب اختفائها أو العثور عليها وأغلقت الشرطة تحقيقاتها عادت لتفتح من جديد والسبب ليس العثور على أدلة جديدة ولكن رسائل القتيلة لوسيطها الروحي " كريستي روبينت".


في 16 يونيو من عام 2004 استيقظت مدينة كولومبوس عاصمة ولاية أوهايو الأمريكية على واحدة من أشهر قضايا القتل والتي دخلت التاريخ كأغرب القضايا التي ساعد في كشفها وسطاء روحانيين وبدأت القضية ببلاغ اختفاء لتنتهي بجريمة قتل.


" اشلي هولي" تلك الفتاة التي تبلغ الـ 20 من عمرها في 16 يونيو تأخرت عن موعدها المعتاد عن العمل وحاولت أسرتها التواصل معها لكن النتيجة دائما ما كانت تكلل بالفشل ووسط القلق الذي سيطر على عدم عودتها اضطرت الأسرة الانتظار المدة القانونية 48 ساعة حتى تتقدم ببلاغ رسمي إلى الشرطة باختفائها.


وبعد مرور المدة لم تعثر الأسرة على أي رسالة تطمئنها على ابنتها لتتقدم ببلاغ تحركت على أثره دوريات الشرطة للبحث عن الفتاة المختفية لتبدأ التحريات بسؤال كل من له علاقة بها سوى رأها يوم اختفائها أو لم يراها ليكون صاحب النصيب الأكبر في الشك هو صديقها "روبرت ماك مايكل".


فهو لم يكن مجرد صديق مقرب فقط ولكنه كان عدو لدود أيضا فكانت اشلي قد قدمت ضده بلاغ قبل اختفائها بسبب تهديده لها بالقتل والاعتداء عليها ولكنها سحبت شكواها بعدها بعد تصالح تم بينهما واعتذار منه على انفعاله عليها لتعود العلاقة بينهم من جديد.


ولذلك كانت دائما ما كانت سلطات التحقيق تشك فيه وفي نواياه فقد يكون الصلح مجرد وسيلة للانتقام وبعد سؤاله وتأكيده لعدم رؤيته لها قامت الشرطة بتفتيش شقته ولكنها لم تعثر على اي دليل ضده ليتم إخلاء سبيله بعدها وتظل أسرة اشلي متعلقة بأمل وجودها لعدم العثور على جثة تشابه أوصافها ولذلك وضعت الأسرة مكافأة مالية قدرها 100 الف دولار لم يقدم معلومة تمكن من العثور عليها.


ولكن ظلت القضية لسنوات دون أي مستجدات لا زيادة على ملف القضية سوى الغبار الذي يتراكم عليها حتى وصلت رسائل اشلي إلى وسيطها الذي تواصل مع الشرطة لاخبارهم عن مكان اختفاء اشلي وبالفعل تلقت الشرطة اتصال من سيدة تدعى " كريستي روبينت" تؤكد أن اشلي تم قتلها وأنها تعرف مكان تواجد الجثة.


وعند سؤالها عن علاقتها بالقضية وبالضحية و كيف عرفت تلك المعلومات كانت الإجابة أشلي زارتها في حلمها وهنا شكت الشرطة في قواها العقلية وعندما شعرت كريستي أنها لم يتم تصديقها طلبت وسيلة للتواصل مع عائلتها.


 ومن مدينة ديترويت  في ولاية متشجان لمدينة كولومبوس في ولاية أوهايو انطلقت كريستي لاخبار عائلة اشلي قصتها ورسائلها لهم ومحتوى الرسالة " انا لم اختفي انا قتلت" كما وصفت لها مكان جثتها لتطالب الأسرة بإعادة فتح القضية والذهاب لمكان الجثة المزعوم لتتوجه الشرطة بمساعدة كريستي التي قادتهم إلى إحدى الغابات وكأنها تعيش عمر في هذه الغابة وتعرف كل تفاصيلها رغم أنها لم تزر هذه المدينة من قبل.


 وبعد ساعات من البحث لم يتم العثور على جثة اشلي ليعلن فشل كريستي وكذب حلمها ورسائل اشلي المقتولة حتى جائت اللحظة التي أعلنت فيها انتصارها ففي الغابة تم العثور على قطعة أرض تتبع ملكيتها عائلة" روبرت ماك مايكل" صديق اشلي ورغم إصرار كريستي على البحث في هذه الأرض رفض الشرطة باعتباره تعدي على الممتلكات الخاصة وان التفتيش بحاجة إلى إصدار تصريح وان البحث وراء رؤية شبح في منام سيدة ليس الدليل القوي أو الدافع وراء التفتيش.


 ولكن بعد مرور أشهر قليلة اعتقلت الشرطة "روبرت ماك مايكل" صديق اشلي ولكن ليس بتهمة قتلها إنما بتهمة قتل والدته "باربره ماك ميكال، 49 سنة" خنقا وصديقها "جراي بارتي، 43 سنة" عن طريق تهشيم رأسه بالمجرفة بعد أن استدراجه إلى المزرعة.
 ورغم قيام روبرت باخفاء الأدلة وتنظيف الدماء إلا أن سرقته لبعض متعلقات والدته ورهنها دفع الشرطة للبحث في المزرعة لتعثر على دليل ادانته وهي دماء صديق والدته ليقرر بعدها الاعتراف بكل ضحاياه والتي كانت اشلي واحدة منهم.


 حيث قام بقتلها ودفن جثتها في حديقة منزله ذلك المكان التي وصفته كريستي ورفضت الشرطة تفتيشه و عندما توجهت الشرطة للمكان وجدوا بالفعل الجثة والتي تم دفنها ووضع مزيج من الاسمنت عليها و الذي شكل عازل للروائح  وهو ما جعل الكلاب عاجزة عن تتبع رائحة الجثة المتحللة.


وبعد مرور أكثر من 4 سنوات على اختفاء اشلي وفي عام 2008 تحديدا تم محاكمة روبرت بتهمة قتل اشلي ووالدته وصديقها ليتم الحكم عليه بالسجن المؤبد دون أية فرصة للعفو في لحظة كانت تتمناها والدة اشلي التي توفت قبل المحاكمة بعام وقلبها ملىء بأمل لقاء ابنتها المختفية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة