د.  سامى فوزى خلال حواره مع «الأخبار»
د. سامى فوزى خلال حواره مع «الأخبار»


رئيس أساقفة الإسكندرية للكنيسة الأسقفية: زيارة السيسي في الأعياد تؤكد تقدير قيم المواطنة

أحمد بدوي

الخميس، 23 ديسمبر 2021 - 08:15 م

«حياة كريمة» طفرة فى ملامح الريف المصرى وسيرى العالم عظمته 
تربطنا علاقة صداقة ومحبة بالأزهر تهدف للعيش المشترك

 

لعل ما يميز الحوار مع الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الأفريقى هو البساطة والتلقائية فى الردود على الرغم من طرق أمور شائكة تخص إقليم الإسكندرية ولكنه أبدا لم يتأفف أو يضجر طوال مدة اللقاء الذى امتد إلى قرابة الساعة تحدث فيها بكل صراحة ووضوح عن حال الكنيسة الأسقفية التى تسلم زمام أمورها منذ ٦ أشهر استطاع خلالها أن يضع بصمته الخاصة فى إدارة الكنيسة التى تمتد إلى شمال أفريقيا والقرن الأفريقى وتنحدر من أوروبا.

وخلال اللقاء تحدث فوزى عن العلاقة القوية بين نسيجى الأمة ودور الكنيسة فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى وأحقية مصر فى نصيبها من مياه النيل وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيم المواطنة وزيارته للكنيسة بصفة مستمرة فى الأعياد كما أكد أهمية العيش المشترك بين المسليمن والأقباط والخدمات التى تقدمها الكنيسة للمجتمع والعلاقة القوية التى تربط الأسقفية بمؤسسات الدولة المختلفة.

وإلى نص الحوار

بداية تم اختيارك مطرانا للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية فى مصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى فى شهر يونيه الماضى ما هى ضوابط الاختيار؟

الكنيسة الأسقفية لها الدستور الخاص بها حيث يتم انتخاب المطران عن طريق مجمع الكنيسة العام الذى يضم مجمع القسوس الذى يتكون من قسيس من كل كنيسة، بالإضافة إلى ممثلين من الكنيسة وتجرى عملية الانتخابات والفوز بأغلبية مطلقة لمن يحصل على ثلثى الأصوات..

وفقًا لدستور الكنيسة فإن رئيس الأساقفة يتقاعد عند بلوغه سن المعاش ويتم تنصيب مطران آخر منتخب.

وماذا قدمت للكنيسة خلال تلك الفترة وبماذا تحلم لشعب الكنيسة الأسقفية؟

الحقيقة أن ما حدث خلال تلك الفترة التى وصلت إلى 6 أشهر أحداث كبيرة حيث تحولنا من أبروشية لإقليم عن طريق الكنيسة الأم فى كانتر برى فى بطريطانيا وذلك بعد حضور رئيس أساقفة كانتر برى فى شهر أكتوبر الماضى وتمت عملية التدشين للإقليم الجديد الذى يضم الآن ٤ أبروشيات هى أبروشية مصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى ومنطقة جامبيلا، كما قمت بزيارة كل الكنائس والرعايا داخل مصر.

أما عن أحلامى لشعب الكنيسة فأتمنى أن يكون كل عضو فى الكنيسة فعالا فى المجتمع وأن ينمو روحيا واجتماعيا وفكريا ولديه القدرة على قبول الآخر ويتعمق فى تعاليم الكتاب المقدس.

أزمة سد النهضة

بصفتك مطرانا للكنيسة فى القرن الأفريقى هل يمكن أن تلعب الكنيسة دور فى أزمة سد النهضة ونقص المياه بمصر للجالية الإثيوبية؟

الكنيسة الإثيوبية تدخل ضمن نطاق القرن الأفريقى وتحدثتا مع الجانب الإثيوبى بشأن أزمة سد النهضة ونقص المياه فنحن لسنا ضدهم ولكن بما لا يؤثر على حصة مصر وطالبنا بتوزيع مياه النيل فالله أوجدها ولا يحق لأحد أن يمنعها.

حدثنا عن تاريخ الكنيسة الأسقفية وإلى أى مدى تتواجد فى مصر وعدد من يتبع الطائفة؟

الأسقفية هى كنيسة عالمية تقدم محبة ومصالحة للجميع وتعتبر نفسها جزءا من الكيان الكبير فى مصر وتحاول أن تساهم بشكل فعال فى خدمة المجتمع وقد بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية فى مصر عام ١٨١٥ ثم تأسست أول كنيسة أسقفية فى الإسكندرية ١٨٣٩ عندما منح محمد على باشا والى مصر قطعة أرض فى ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس مرقس الأسقفية كما يعتبر إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ٤١ لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته ١٠ دول وهم مصر وليبيا وتونس والجزائر وإرتريا وإثيوبيا وجيبوتى والصومال وتشاد وموريتانيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربرى ويتبع اتحاد الكنائس الأنجليكانية فى العالم.

الأحوال الشخصية 

قانون الأحوال الشخصية إلى أين وصل.. وما أسباب عدم التوافق عليه حتى الآن وأبرز النقاط الخلافية؟

قانون الأحوال الشخصية للأقباط هو قانون موحد ولكنه فى حقيقة الأمر ينظر للاختلافات فى كل طائفة فالأسقفية لها دستورها الخاص ووضعها المستقل الذى تم تسجيله فى وزارة العدل كما أن كل الكنائس الأخرى لها خصوصية فى الزواج والطلاق.

أما أسباب الطلاق بحسب الأسقفية وتبعا للكتاب المقدس فإن الطلاق يتم لعلة الزنا فقط.. ولكن هناك لجان أحوال شخصية تدرس الحالات ولو هناك حالات تستحيل معها «العِشرة» فيتم اتخاذ قرارات ويحدث انفصال.

حدثنا عن أوجه التعاون بين الأسقفية مع الكنائس المصرية؟

هناك علاقة صداقة ومحبة تجمع الأسقفية بجميع الكنائس «الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية».. وتمتد تلك العلاقة إلى مئات السنين حيث تجمعنا بالبابا تواضروس روابط قوية حيث يتم دعوتنا كل عام إلى دير الأنبا بيشوى لتقضية أوقات روحانية ممتعة.. كما أن هناك علاقات قوية من خلال مجلس كنائس مصر الذى يضم كل الكنائس الموجودة فى مصر.

هناك نزاع قضائى بين الكنيسة الاسقفية والإنجيلية.. ما أسباب الخلاف وإلى أين وصلت العلاقة بين الطائفتين؟

هناك نزاع قائم بين الطائفة الأسقفية والإنجيلية منذ سنوات وأتفقت مع الدكتور أندريه زكى على أن نترك هذا النزاع للقضاء المصرى الذى سيحكم بين الطرفين حيث هناك قضيتين ينظرهما القضاء كلها تتعلق بالشخصية الاعتبارية للكنيسة الأسقفية.

ما نتائج زيارة الأمير تشارلز وزوجته ورئيس أساقفة كانتربرى للأزهر الشريف وللقيادات السياسية؟

كانت زيارات ناجحة بكل المقاييس وهى تؤكد مكانة مصر التاريخية فالأمير تشارلز أراد زيارة مصر فى ظل العلاقة القوية بين مصر وإنجلترا الممتدة عبر مئات السنين وخاصة فيما يخص حوار الأديان فأصر تشارلز على زيارة الجامع الأزهر وحدث حوار ودى مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وألتقى ببعض الطلاب ممن يجهزون رسائل الدكتوراه فى بريطانيا، أما رئيس أساقفة كانتربرى فقد حضر إلى مصر لتدشين إقليم الإسكندرية وهذا حدث كبير وعالمى وكانت زيارة ناجحة بالفعل.

بيت العائلة المصرية تحربة مرت عليها ١٠ سنوات.. كيف تقيم تلك التجربة؟

الكنيسة الأسقفية هى عضو فى الأمانة العامة لبيت العائلة وهو نموذج يحتذى به وهناك دول كثيرة تحاول تكرار تلك التجربة لتأثيرها الفعال فى المجتمع وهى فكرة نشأت من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا الراحل شنودة الثالث وتهدف إلى مناقشة كافة القضايا حيث إن الحوار المسيحى الإسلامى له تأثير كبير على المستقبل لأننا نحتاج إلى حوار دينى مستنير له صفات محددة فهو أولا حوار إنسانى جاد وملتزم يغير الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الآخر ويبعث الأمل فى النفوس نحو عيش فى مجتمع تسوده المودة والإخاء والعدل والمساواة والحرية والمحبة ويتماشى مع متطلبات الإنسان فى العصر الحالى بدون التنازل أو المساس بجوهر الدين وأصوله.

وفى نفس الوقت فإن الحوار الدينى يمتاز بالطابع التطورى المتجدد الذى يخاطب مشكلاتنا وتحدياتنا وواقعنا فالخطاب يلتزم بالعقيدة الإلهية وبالتقليد وبالتراث الدينى وبتسليم الأمانة من جيل إلى جيل والذى مرجعيته خالق الكون وتعاليم الأنبياء والكتب السماوية فالمحبة هى أساس بناء مجتمع السلام والتآخى والعيش المشترك وهى أساس الحوار ومستقبله.

وماذا عن مشروع معا من أجل تنمية مصر الذى تتبناه الكنيسة الأسقفية مع بيت العائلة؟

بدأ منذ فترة طويلة بالاشتراك مع بيت العائلة والغرض منه أن يجتمع القساوسة مع المشايخ والأئمة ويحدث تلاقى وتناغم للأفكار ويتم من خلال المبادرة عمل أنشطة مشتركة ينتج عنها توحيد الشباب المسلم والمسيحى فى صورة مشرفة عن طريق تواجدهم فى الشارع من خلال حملات التوعية وتنظيف الشوراع وزراعة الأشجار وغيرها من المبادرات التى تهدف إلى تقديم صورة جيدة للمواطنة.

تقدم ملموس 

ما تقييمك للمشروعات القومية التى تتم على أرض مصر ولعل من أهمها مشروع حياة كريمة؟

هناك تقدم ملموس وواضح على كافة أصعدة الدولة المصرية على المستوى الاقتصادى والصحى والديمقراطى وفى قبول للآخر وتفاعل بين المجتمع كله.. وحياة كريمة ضمن المشروعات القومية العظيمة التى تخدم كافة القرى الفقيرة وتعمل على توفير حياة كريمة لكافة المصريين وهذه المبادرة ستصنع طفرة فى ملامح الريف المصرى من خلال توفير الحياة الكريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية من خلال مبادرة وطنية والعمل على تحقيق أهدافها بتوفير حياة كريمة لغير القادرين وتطوير القرى وتوفير كافة المرافق والخدمات فى القرى الأكثر احتياجا ولولا سواعد المصريين وجهود الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى ما كان ليظهر للنور هذا المشروع الذى ينتصر لحقوق الإنسان وسوف يرى عظمته العالم كله.

كيف ستكون مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام.. وما سبب احتفال الكنيسة بعيد الميلاد فى ٢٥ ديسمبر وليس ٧ يناير كما يحدث مع الأرثوذكسية؟

هو اختلاف تقويم فقط وليس له علاقة بالإيمان المسيحى فالكنيسة الأرثوذكسية واليونانية تحتفل فى ٧ يناير والإنجيلية فى ٦ يناير ونحن جزء من الكيان العالمى ونحتفل بعيد القيامة مع الأرثوذكسية.

ماذا تعنى ذكرى ميلاد المسيح لشعب الكنيسة؟

عيد الميلاد هو ذكرى ميلاد المسيح الذى ولد رئيسا للسلام «لأنه يولد لنا ولد ونعطى إبنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى إسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام» «اش٦:٩».. وهو الذى صنع السلام فى كل المجتمعات دور الكنيسة صناعة السلام.

فى ضوء العلاقة بين بين الأسقفية ومؤسسة الأزهر الشريف.. كيف تقيم تلك العلاقة؟

هناك حوار وعلاقة شراكة بين الأسقفية ومؤسسة الأزهر الشريف حيث تم توقيع مبادرة عام ٢٠٠١ بين شيخ الأزهر الراحل الدكتور سيد طنطاوى والكنيسة الأسقفية فى العالم وكانت تعقد لقاءات دورية سواء فى الأزهر الشريف أو فى إنجلترا وكلها تهدف إلى أهمية العيش المشترك، أما عن مركز د. منير حنا فسيتم افتتاحه الشهر المقبل حيث يعمل على عدة مستويات أكاديميا لكل الطلاب الراغبين فى عمل دراسات إسلامية بالتعاون مع مؤسسة الأزهر وكلية اللاهوت وعلى المستوى التعريفى أيضا للمواطنين عن طريق عمل ندوات ولقاءات ومؤتمرات وسيتم دعوة أشخاص من كل بلدان العالم لزيارة مصر لأنها نموذج يحتذى به حول العالم فى العلاقة بين المسلمين والأقباط.

كيف ترى أحوال أقباط مصر فى ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

العلاقة بين المسلمين والأقباط علاقة ود ومحبة رأيتها عندما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة والبابا تواضروس يفتتح مسجد الفتاح العليم ورأيتها عند زيارته بصفة مستمرة للكنيسة للتهنئة بالأعياد هى إشارة أننا فى عصر جديد به قبول للآخر وعصر مواطنة والرئيس يقدر قيم المواطنة بين نسيجى الأمة.

إقرأ أيضاً|المركز الثقافي القبطي بأمستردام يستضيف السفير المصري مع شباب الجيل الثاني 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة