مكبس القناطر الخيرية
مكبس القناطر الخيرية


حكايات| يقترب من المائة عام.. سر التحفة الفنية لـ«مكبس» القناطر الخيرية

أحمد عبدالفتاح

الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 11:41 ص

مرت سنوات طوال ولا تزال «القناطر الخيرية» التي شيدها محمد علي، تحتفظ بكونها أعجوبة فنية وأثرية وسياحية وواحدة من أروع الآثار المصرية الحديثة في مجال هندسة الري.

 

وحتى أوائل القرن التاسع عشر، كانت أراضي الوجه البحري تروى عن طريق الحياض كري الوجه القبلي فلا يزرع فيها سوى «الشتوي» ولا يزرع «الصيفي» إلا على شواطئ النيل أو الترع القليلة المشتقة منه.

 

وعندما تولي محمد علي باشا حكم مصر أخذ على عاتقه تغيير هذا النظام تدريجيا، فأخذ في إقامة الجسور على شاطئ النيل وشق الترع وتطهيرها ليضمن توفير مياه الري معظم العام.

 

لم تحتوي القناطر الخيرية على حدائق فقط بل بداخلها مكبس القناطر الخيرية أيضا، الذي يعتبر تحفة فنية، فقد تم استخدامه لرفع الماء وضخها لتصل إلى أبعد مكان، داخل القناطر الخيرية.

 

اقرأ أيضًا|  ميدان المجذوب.. بوابة أسيوط القديمة

 

ويرجع إنشاء المكبس إلى عام 1932؛ حيث تم صناعته من المعدن والشركة التي قامت بتصنيعه (ورش أتميدا - فيس وبرت ديجان وشركاه)، ونمط المبنى من أنماط عمارة المنافع العامة.

 

أما قصة المكابس أو الصهاريج المرتفعة عن سطح الغرض فقد أقيمت على المزج بين الفن والبناء، حيث بدأ المهندسون في تصميم خزانات مزخرفة تندمج مع المناظر الطبيعية، وتطورت التصميمات الهندسية والمعمارية لأبراج المياه، وتغيرت أشكالها على مر السنين بين الخشبية والحديدية والخرسانية، فيما لا تزال الأنماط القديمة محتفظة برونقها في العديد من المدن المصرية.

 

ومن الأمثلة البارزة لأشكال الخزانات الأولى، خزان مياه قصر الزعفران بالعباسية، والذي أنشئ عام 1904، من تصميم المهندس اليوناني ديميتري فابريسيوس باشا مدير القصور الخديوية خلال الفترة من 1892 و1907، أي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.

 

ومع أواخر القرن التاسع عشر، بات الصلب من المواد المعدنية المفضلة لبناء خزانات المياه، بهياكلها الجذابة المزخرفة وأسقفها مخروطية الشكل، ولعل صهريج منطقة المنتزه بالزقازيق الذي بني إبان فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر، ويعد أحد أبرز معالم المدينة، أبرز مثال على ذلك أنماط التصاميم للصهاريج في تلك الحقبة، تبدو متشابهة إلى حد كبير، خاصة تلك التي تحتضنها مدينة المحلة الكبرى والقناطر الخيرية وشبين القناطر.

 

ولا غرابة في ذلك إذ كانت بعض الشركات متخصصة في تلك الأعمال البنائية، وهو ما يظهره إعلان قديم يتوسطه صهريج لـ«ورش أتميدا - فيس وبرت ديجان وشركاه»، والتي كانت تعرض خدماتها للمقاولين لمدهم بكافة الأشغال المعدنية من الحديد والكباري والهياكل، فضلا عن الأعمال الميكانيكية الدقيقة، بأفضل الخامات وأقل الأسعار.

 

يذكر أن القناطر الخيرية، تستقبل سنويا حوالي 5 ملايين زائر بين مصري وعربي وأجنبي، وبسبب التطوير المستمر لها منذ عهد محمد علي وحتى الآن فإنها أصبحت منطقة سياحية من الطراز الفريد، وساهم قربها من القاهرة التي تبعد عنها بمسافة 22 كيلو مترًا وإمكانية الوصول إليها عبر النيل بسهولة في ازدهارها كمنطقة جذب سياحي.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة