الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 03:25 م

بالتأكيد حدثت معك ولو مرة أنك في مرحلة الاستعداد للنوم وتتذكر الكثير من الأحداث أو تصل إلى حل مشكلة مؤرقة بالنسبة لك أو حتى قد تجد فكرة إبداعية حضرت فجأة إلى عقلك وكأنك قد وصلت إلى كنز على الرغم من الاعتقاد الشائع من أن النوم ما هو إلا فترة لانقطاع عمل الدماغ إلا أن «توماس إديسون» ذلك المخترع العبقري الذي أضاء العالم بمصباحه الكهربائي يرى ما يتفق مع العلم وهو أن النوم من الناحية العصبية عملية مليئة بالنشاط.

ففي مرحلة النوم تتفق المليارات من خلايا الدماغ على تنشيط الذكريات وتخزينها لتظهر وكأننا نستحضر قدراتنا الذهنية على الإبداع وهو ما اكتشفه «توماس إديسون» فرغم شهرته بمعاداته للنوم والتي يرى فيها مضيعة للوقت إلا أنه استغل مرحلة ما قبل النوم لتحقيق إبداعه لتشتهر قيلولته الإبداعية.

فبحسب موقع «scientificamerican» فإن إديسون كان يتخذ من النوم وسيلة لتحفيز قدراته الإبداعية لذلك دائما ما كان ينام وهو ممسك في كلتا يداه كرة على افتراض أنه عندما يدخل في نوم عميق تسقط الكرتان على الأرض وتوقظانه ليتذكر الأفكار التي راودته وهو على أبواب النوم والتي لا نتذكرها في كثير من الأحيان وغالبا ما تكون إبداعية.

اقرأ أيضا : الفطائر الدموية.. طعام مستوحى من قصص الرعب التاريخية

وهو ما توصلت إليه دراسة حديثة قام بإجرائها علماء في معهد باريس لدراسات الدماغ وتم نشرها في مجلة «Science Advances» حيث أوضحت الدراسة على أن الاستيقاظ من المرحلة التي تسبق الاستغراق في النوم مباشرة قد تساعد على حل بعض المشكلات المستعصية ففي مرحلة شبه الصحو التي تسبق مرحلة الاستغراق في النوم نمر بفترة سريعة من الإبداع فالمرحلة التي تقع بين النوم واليقظة والمعروفة باسم «الهلوسة التنويمية» قد تكون مفيدة في استحضار أفكار مبدعة بسهولة أكبر.

وكشفت الدراسة نتائجها من خلال إجراء تجربة تم استلهامها من قيلولة إديسون حيث تم عرض مسائل رياضية تعتمد على قاعدة خفية تساعد على سرعة حلها على 103 مشارك وتم استبعاد من تمكن من الحل منذ اللحظة الأولى وبعدها تم منح باقي المشاركون فترة راحة واسترخاء لمدة 20 دقيقة وهم ممسكون بجسم ما في أيديهم وفي حالة سقوطه عليهم الإبلاغ عما كانوا يفكرون فيه قبل لحظة سقوط الجسم.

وفي أثناء فترة الاسترخاء تم إجراء اختبار قياس تخطيط النوم لتحديد المشاركين الذين كانوا مستيقظين والذين دخلوا في مرحلة ما قبل النوم بناء على نشاط موجات الدماغ التي سجلها الجهاز وبعد انتهاء الاستراحة تم عرض المسائل الرياضية مرة أخرى على المشاركين وكشفت الدراسة على أن أولئك الذين وصلوا إلى مرحلة ما قبل النوم كانوا أكثر قدرة بحوالي 3 مرات على التوصل إلى مفتاح الحل مقارنة بالآخرين الذين ظلوا مستيقظين طوال التجربة.

لتشير نتائج الدراسة إلى أننا نمر في أثناء النوم بفترة إبداعية وجيزة قبل الخلود إلى النوم مباشرة تتيح لنا التوصل إلى أمور يتعذر علينا الوصول إليها في أوقات أخرى وفي نفس الوقت يجب الا ندخل في مرحلة النوم العميق الذي يجعلنا ننسى ما فكرنا فيه وتوصلنا إليه من أفكار.