آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

الوعى.. والأمن القومى

آمال عثمان

الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 07:11 م

القضية الأهم والأخطر التى تواجه الوطن فى الوقت الراهن، هى الافتقاد لرؤى واضحة واستراتيجيات متكاملة لبناء الوعى المجتمعي، وتطوير منظومة البنية الفكرية والمعرفية للمجتمع، وغياب السياسات الناجزة لإصلاح الشخصية المصرية مما أصابها من تشوهات، وما أَلم بها من تحولات فى السمات والسلوكيات والمفاهيم، على امتداد العقود الطويلة الماضية.

ورغم تعدد الأسباب وتشعب المسئوليات الكامنة وراء غياب الوعي، وانهيار منظومة القيم الأخلاقية والسلوكية، وتدنى الذوق العام، إلا أن المؤسسات الثقافية والإعلامية والفنية، تتحمل المسئولية الرئيسية فيما وصل إليه المجتمع، بما تقدمه من قضايا عبثية جوفاء تستنزف طاقتنا وجهودنا بلا طائل، وما تنتجه من أعمال سطحية تافهة تفسد القيم وتزيف الوعي، وتشوه الشخصية المصرية، وما تتناوله من مواد درامية وأغنيات تهبط بالفكر والذوق والأخلاق، وتدمر العقل الجمعى.

لذلك أسعدنى أن يضع د.سامى الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة تلك القضية الخطيرة على مائدة النقاش والحوار، فى مؤتمرها العلمى الخامس الذى عقد منذ أيام تحت عنوان «دور الإعلام والفن فى بناء الوعى والارتقاء بالذوق العام»، برعاية د.ألفت كامل رئيس الجامعة، ومشاركة كوكبة من الأكاديميين والخبراء والإعلاميين والكتاب والفنانين، إلى جانب مجموعة من الأبحاث والدراسات العلمية، التى تهدف إلى تشخيص واقع الإعلام والفن فى الوطن، وكيفية إعادتهما للدور المنشود فى الحفاظ على منظومة القيم الأخلاقية والسلوكية والمعرفية، وتحليل وتأصيل الأسباب الكامنة وراء تلك الظواهر والسلوكيات والتحولات والمفاهيم، ووضع تصورات وتقديم اقتراحات وحلول وتوصيات تساعد أصحاب القرار فى وضع استراتيجيات، ورؤى حقيقية وسياسات جادة وفاعلة، تعمل على تطوير البنية الفكرية والمعرفية، وبناء الوعى الثقافى والحضارى والاجتماعى والديني، وتتصدى للتشوهات التى أصابت الشخصية المصرية، باعتبارها قضية أمن قومى تحتاج لتضافر المجتمع بكل عقوله ورموزه ومؤسساته التعليمية والإعلامية والثقافية والفنية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة