زينب عفيفي
زينب عفيفي


بيني وبينك

مكتبة الأحلام

أخبار اليوم

الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 08:45 م

بقلم/ زينب عفيفي

لا أحد يستطيع أن يمنع أحداً من أن يحلم، فالأحلام ملك للناس كلها، كان لى حلم بعيد وأنا طالبة بأن أصبح بائعة جرائد وكتب ومجلات؛ حتى أستطيع أن أقرأ قصص وروايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ويحى حقى ويوسف إدريس ومصطفى محمود فى مجلة صباح الخير، وأخبار اليوم وكبر الحلم وتمنيت أن يكون لدى كشك جرائد مثل كشك يوسف شعبان فى فيلم «بائعة الجرائد»، ومضى العمر ونسيت الحلم وصرت أملك كثير من خيوطه.

منذ أيام عاودنى حلمى القديم بأن يكون لى مكتبة أبيع فيها الكتب؛ وأقيم الندوات الثقافية. فأخذت أبحث عن مكان مناسب، لكنه استحال مع الأسعار المجنونة وتعثر الحلم مجددا.

بالأمس حلمت بأننى زرت عوامة قديمة قابعة على ضفاف النيل، بدت متهالكة، مهجورة لا صاحب لها، يشوبها الإهمال، فارغة إلا من بعض المقاعد والموائد المتكسرة وبعض زجاجات فارغة ونوافذ محطمة، يجلس بجوارها رجل عجوز عمره يقارب عمرها، فسألته: من يمتلك هذه العوامة؟ قال: الست عزيزة، سألته: هل هى للبيع؟ فأعطانى رقم تليفون المالكة.

جاءنى صوت وهن: نعم أريد بيعها؛ فلم أعد قادرة على الرقص!
 هالتنى كلمة رقص، وقلت لنفسى «ما المانع أن يتحول الملهى إلى مكتبة، سألتها: كم ثمنها؟
قالت بحسم: خمسة ملايين جنيه! استيقظت فزعة!
حكيت الحلم لصديقتى المقربة قالت لي: أضغاث أحلام.
لم اقتنع بكلام صديقتى وأخذت سيارتى واتجهت نحو المكان الذى رأيته فى المنام
هالنى المنظر نفس العوامة بكل تفاصيلها، الشيء الوحيد المختلف، أن هناك شابا يسقى الأشجار بجوار العوامة، فسألته: هل هذه العوامة للبيع؟ قال: كانت معروضة للبيع حتى أمس اشتراها رجل أعمال لإعادتها لحالتها الأولي. ملهى ليلى
فأخذت حلمى وابتعدت فلا عزاء لمكتبة الأحلام.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة