صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مع بداية العام الجديد .. تغيرات مناخية تهدد ربع مليار نسمة

سامح فواز

الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 09:10 م

نشرت مجلة "ساينتيفيك ريبورتس"، دراسة علمية عن تغير المناخ أكدت فيها إن مشكلة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض، لم تعد تهدد مناطق القطبين الشمالي والجنوبي فحسب، بل توسعت إلى المنطقة المعروفة باسم "سقف العالم" في جبال الهيمالايا، التي تعد ثالث أكبر كتلة جليدية على وجه الأرض بعد القطبين. 

ويوضح الباحثون أنّه بالاستعانة بصور حديثة للأقمار الصناعية، تبين أن ما يقرب من 15 ألف نهر جليدي، في كتل جبال الهيمالايا بقارة آسيا، شهدت تسارعاً كبيراً في معدلات الذوبان خلال السنوات الأربعين الماضية، أكثر مما عرفته خلال المئتي سنة الماضية. 

وأشار جوناثان كارفيك، وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، بحسب بيان صحافي نقلت بعضا منه صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية، اليوم الجمعة 24 ديسمبر، إلى أن "الاكتشافات تظهر بوضوح أن ذوبان الأنهار الجليدية في الهيمالايا بات بمعدل أعلى بعشر مرات مما كان عليه خلال القرنين الماضيين، وهذا التسارع حدث فقط خلال الفترة الاخيرة". 

أقرا أيضا ناقوس خطر يهدد العالم.. موعد «الذوبان الكبير» بأنتاركتيكا

والمقلق أن تسارع ذوبان الطبقة الجليدية الثالثة على الأرض، "بمعدل استثنائي" لا مثيل له في مناطق أخرى، "سيؤدي إلى تغيّرات أسرع من إمكانية استيعاب البشر لها"، بحسب ما قاله الباحثون.

ويحذر الباحثون من أن التغيرات الكبيرة التي تطرأ بسبب ارتفاع حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية، والتي كانت محور نقاشات دول العالم في قمة جلاسكو "كوب 26"، الشهر الماضي، ستؤثر على عشرات ملايين سكان سلسلة الهيمالايا في عدد من الدول.

ولاحظ هؤلاء الباحثون أن المياه تتدفق بصورة أكبر إلى الوديان والسهول القريبة، وهو ما يهدد بفيضانات ضخمة تضر بنحو 250 مليون نسمة، وقد يؤدي ارتفاع منسوب المياه إلى اتساع تأثيرها ليشمل أنهار الجانج والسند وبراهمابوترا، حيث يعيش نحو 1.6 مليار شخص إضافي على ضفافها، لا سيما في الهند التي يُعتبر الجانج فيها نهراً مقدساً ومصدراً أساسياً للمياه في شبه القارة. 

وحدوث الفيضانات نتيجة الذوبان المتسارع للجليد، سيهدد القطاع الزراعي ويتسبب بدمار وتآكل التربة، وبتدفق مياه البحر مع تواصل ارتفاع مستوياتها عن سطح الأرض في بعض المناطق المتأثرة. 

مشكلة الذوبان الجليدي وارتفاع مستويات البحار لا تستثني المنطقتين القطبيتين، وفقاً لأبحاث منذرة بالأسوأ، إذ إنّ أكبر جزيرة جليدية على الأرض، وهي جزيرة جرينلاند، في المنطقة القطبية الشمالية، باتت تشهد أيضاً ذوباناً مقلقاً للجليد.

وسجّل خبراء التغيّرات المناخية أنّ العقد الأخير شهد تسارعاً غير مسبوق في غياب طبقات جليدية وذوبان أنهار في جرينلاند.

ووثّق هؤلاء الخبراء كيف أنّ المنطقة شهدت في يوليو الماضي ذوبان نحو 8.5 مليارات طن من الجليد، وهي كمية كافية لغمر مساحة ثلث السويد أو ولاية كاليفورنيا الأميركية بنحو 5 بوصات من المياه، وفقاً لهؤلاء.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة