السبت، 25 ديسمبر 2021 - 02:59 م

هو متحف ولكنه غير مخصص لأصحاب القلوب الضعيفة لأنه لا يعرض مخططات أثرية أو قطع نادرة أو حتى أعمال فنية لأبرز الفنانين في العالم أو رسومات فريدة ولكنه يعرض ما يحتاج إلى الشجاعة لرؤيتها.. أجنة أطفال مشوهة غير مكتملة فبمجرد أن تمر على هذا المتحف ستجد أمامك مئات الجثث لأطفال لم يكتملوا بعد وكذلك مجموعة فريدة وهامة من الهياكل العظمية للإنسان والحيوان.

تظن في البداية ولكثرة الجثث والهياكل العظمية أن المتحف هو نتاج لحرب أو مذبحة أو إبادة جماعية ولكنه في حقيقة الأمر متحف علمي يعد قبلة يلجأ لها علماء التشريح أينما كانوا ومع مرور الوقت تحول إلى وجهة سياحية مميزة يزوره آلاف السياح في أمستردام فيعد متحف "فروليك" الواقع في المركز الطبي الأكاديمي بأمستردام مركزا علميا يستفيد منه المتخصصون والزوار من غير الأطباء.

اقرأ ايضا:3 منازل ارتبطت بحوادث قتل مرعبة يمكنك شرائها

بدأت فكرة المتحف مع البروفيسور " جيراردوس فروليك" عالم الطب المتخصص في التشوهات الخلقية والذي اهتم بجمع اغرب حالات التشوهات التي واجهته في حياته للاحتفاظ بها ودراستها وأكمل من بعده ابنه "وليام فروليك" أستاذ علم التشريح في أمستردام والذي أضاف مزيد من الاجنة على مجموعة والده واحتفظوا بها في منزلهم من أجل فهم أفضل للقوى الطبيعية للنمو والتطور والتشوه.

وبعد وفاتهما تم التبرع بهذه المجموعة الهائلة من الاجنة المشوهة إلى جامعة أمستردام والتي قررت عام 1984 إنشاء متحف علمي يحمل اسم أصحاب المجموعة " فروليك" ليكون منارة علمية لجميع طلاب الطب وعلى مر السنين تم اضافت مجموعات تشريحية إلى المتحف من بينها عينات لتشوهات العظام والأسنان وغيرها إضافة إلى عدد آخر لعينات حيواني.

ليتحول المتحف التشريحي الذي كان مخصص في البداية لاستقبال الطلاب والمتخصصين الطبيين قبل فتحه للجميع إلى أفضل الوجهات السياحية العلمية التي تضم مجموعة واسعة من الهياكل العظمية البشرية والحيوانية كما يحتوي أيضا على عظام الأشخاص المصابين بأمراض مثل الكساح والسل التي كانت شائعة في القرنين الـ18 و19.

مع تقديم عروض تشريحية للأعضاء البشرية مع التركيز على القلب والرئتين والجهاز الهضمي والمسالك البولية والدماغ والحبل الشوكي كما يهتم المتحف بعرض التطور الجنيني بالتفصيل ويكون الجزء الأكثر إثارة للاهتمام من المتحف هو الجزء الخاص بالتشوهات الخلقية للأجنة لتجد أطفال تحفظ داخل سوائل في برطمانات زجاجية تظهر الأطفال الذين يعانون من عيوب شديدة مثل داء السيكلوب والتوائم السيامية وتشوهات الدماغ والجمجمة وغيرهم من الأمراض سواء الشائعة أو نادرة الحدوث.