المتهم
المتهم


جريمة شرف| تحرش بزوجته فقتله في وسط الشارع

أخبار الحوادث

الأحد، 26 ديسمبر 2021 - 01:55 م

إسلام عبدالخالق

  الشرف.. رأس مال وميراث يورثه أبناء الريف لأنسالهم جيلًا بعد جيل، يُعلون قيمته ويؤكدون على أن الموت في سبيل الدفاع عن العرض درجة من درجات الشهادة، وأن الظروف إذا ما اضطرتهم لذلك سيموتون غير آسفين على حياتهم التي راحت دفاعًا عن شرفهم، لكن ما جرى في قرية جميزة بني عمرو فاق حدود ذلك بحدود؛ إذ ثارت ثائرة رجل أقل ما يُعرف به في القرية أنه على خُلق ولم يفتعل مشكلة ذات يوم؛راح يُعاتب أحد سكان البلدة على تحرش الأخير بزوجته، لكن الأحداث جرت بعدها مثيرة.

محمد صلاح الدين، شاب يعرفه القاصي والداني في البلدة بأنه على خُلق ولا يثير الشجار أو يُعكر الصفو بينه وأيٍ من جيرانه، هوَّ الولد الوحيد لوالده ووالدته بعد 5 فتيات شقيقاته، تزوجت منهن أربع فتيات وبقيت واحدة، فيما تزوج الفتى قبل سنواتٍ ليُنجب من زوجته ثلاث بنات، أكبرهن 6 سنوات، والثانية أربع سنوات والأخيرة عمرها ستة أشهر، وقبل عامين توفى والده ليترك له حملًا ثقيلًا تحمله الشاب عن طيب خاطر ليُصبح المسؤول الأول والأخير عن شقيقاته ووالدته وزوجته وبناته، وهوَّ الرجل الوحيد بينهن جميعًا.

ترك محمد التعليم الذي حصله في التعليم الفني الصناعي ومن بعده أحد معاهد المساحة، وتفرغ لإكمال طريق والده في تجارة المواشي، ومنذ ذلك الحين وهوَّ كعادته لا يأخذ وقته غير عمله ورعاية أهل بيته، وبين هذا وذاك زوجة تخرج كل حين لبيع ألبان الماشية على بُعد أمتار قليلة من المنزل، في عناء عمل اعتاده واعتادته زوجته، لكن ما لم يتعوده أن يُقلل أحدهم من شأنه أو يستبيح شرف وجسد أهل بيته، بعدما راح أحد سكان البلدة -الذي يتمتع بسيرة سيئة بحسب الكثير من أهل القرية- يُغازل زوجة محمد مرةً بعد مرة، قبل أن يتطور الأمر إلى أن لامس جسدها عيانًا وفي وضح النهار أمام المارة نهاية الشهر المنقضي.

انهارت الزوجة وراحت تستنجد بزوجها، وما أن وجدته في المنزل حتى قصت عليه ما تعرضت له من تحرش باللسان واليد من جانب «ج»، الشخص المعروف بسمعته السيئة وإتجاره في المُخدرات، وكيف أن الأخير قد تمادى في التحرش بها وذلك أمام أعين أهل البلدة في المكان الذي اعتادت أن تقف فيه لتبيع ألبان الماشية بجوار كوبري القرية.

دفاع المتهم

غضب محمد غضبة رجل شرقي يغار على زوجته وشرفه وعرضه ويثور لحمايته، لكنه لم يجذب أية أسلحة أو ينتوي قتل المتحرش، ذهب محمد إلى منزل «ج» يستعتبه بالصوت قبل أي شيء، وما أن اقترب من منزله وفي ساحة الشارع المقابلة للمنزل علا صوته موجهًا حديثه له: «مش عيب اللي عملته ده قصاد أهل البلد»، ليُعقب الأخير،»عملت فيها ولو ما مشيت من هنا هعمل فيك انت كمان»!، اختلط الحابل بالنابل رغم اختلاف الطرفين بصورة كلية؛ فمن خرج من المنزل جاء مستعتبًا تصرف وسلوك لا يُقدم عليه إلا خسيس، وصاحب البيت خرج من منزله ليؤكد تحرشه وخسته لا أكثر، بل وتمادى في ذلك جهرًا أمام العامة بأنه لا يخشى لومة لائم في تصرفه المُشين، قبل أن يخرج المتحرش سلاحه الأبيض (مطواة) لوح بها في وجه محمد، وحين اشتبك معه الأخير سقط السلاح أرضًا، قبل أن يجذبه زوج السيدة ويُلوح به ليستقر السلاح في جسد صاحبه ويودي بحياته.

شهود عيان بالقرية أكدوا أن الواقعة بدأت بتحرش المجني عليه (ج) بزوجة المتهم، قبل أن يتطور الأمر إلى مشاجرة انتهت بمقتل المجني عليه بواسطة سلاح كان يحمله ويلوح به قبل أن يسقط أرضًا ويلتقطه زوج السيدة التي تعرضت للتحرش، فيما أفاد أحد جيران المتهم والمجني عليه؛ بأن القتيل (جلال) كان معروفًا عنه التحرش بنساء وبنات القرية وبينهم زوجة المتهم، التي كان يتحرش بها لفظيًا بين الحين والآخر، إلا أن الأمر زاد عن الحد ووصل التحرش إلى الملامسة باليد يوم الواقعة؛ أهل البلدة أعلنوا تضامنهم مع زوج السيدة (المتهم)، وأجمع الجميع على حسن سيره وسلوكه وأنه مشهود له بالسمعة الحسنة وأن المجني عليه قد تحرش بزوجته، فيما أكد واحد من أهل البلدة، على أن القتيل معروف بين الجمع بتعاطي وجلب المواد المُخدرة بغرض الإتجار فيها، قبل أن يؤكد على أن زوجة القتيل سبق وتركته وهربت مع شقيقه من سنة، وحين عادت كانت رفقة شقيقه وأعلنت أنها تعيش معه ويُعاشرها معاشرة الأزواج وأنهما قد تزوجا، في الوقت الذي لم يكُن «ج» قد طلقها، الأكثر إثارة أن زوجته وشقيقه أنجبا طفلةً تُعاني من تشوهات خلقية.

كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارًا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بوقوع مشاجرة بناحية قرية جميزة بني عمرو، التابعة لدائرة مركز شرطة ديرب نجم، انتهت بمقتل المدعو «ج. م»، 42 عامًا، متأثرا بإصابته بجرح نافذ في الصدر، وذلك إثر حدوث مشادة بينه والمدعو م ص، تاجر مواشي.

جرى نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى ديرب نجم المركزي، والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، فيما توجه المتهم إلى مركز الشرطة وسلم نفسه تحت تصرف جهات التحقيق بنيابة ديرب نجم العامة، وأكد على ما حدث وكيف تحرش المجني عليه بزوجته، وأنه حين ذهب إليه راح يُعاتبه، وأن السلاح الذي استقر في جسد القتيل وأودى بحياته كان سلاح القتيل نفسه وليس سلاحه.

أصدرت نيابة مركز شرطة ديرب نجم العامة، بإشراف المستشار محمد الجمل، المحامي العام الأول لنيابات جنوب محافظة الشرقية، قرارًا بحبس تاجر المواشي المتهم على ذمة التحقيق؛ على خلفية اتهامه بقتل المجني عليه، فيما أكد المتهم ودفاعه على أن القتيل قد تحرش بزوجة المتهم في الطريق العام، وقال المتهم، أمام جهات التحقيق، إن المجني عليه كان قد تحرش بزوجته، وأثناء معاتبته حاول التعدي عليه فدافع عن نفسه، لكن قاضي المعارضات بمحكمة ديرب نجم الجزئية أمر بتجديد مدة الحجز لمدة خمسة عشر يومًا إضافية على ذمة التحقيقات في القضية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة