الأحد، 26 ديسمبر 2021 - 01:55 م

كتب: إسلام عبد الخالق

الإدمان ليس مجرد صفة بغيضة أو عادة سيئة فشل صاحبها في التخلص منها، لكنها جُرم كبير قد ينتهي بحصد عدة أرواح بخلاف روح صاحبها، وهوَّ ما جرى وشهدته محافظة الشرقية على يد سائق سقط في فخ تعاطي المواد المُخدرة حتى أدمنها وقتل طفله و شرع في قتل أربعة آخرين في أماكن ومناطق متفرقة بمحافظة الشرقية

المتهم لم يكن لديه مبررا لجريمته الشنعاء سوى إدمانه للمخدرات والتى حولته في لحظة إلى سفاح يحصد الأرواح دون سبب يذكر أو عداوة له مع أحد ضحاياه

تفاصيل تلك الجريمة البشعة والتى نظرتها محكمة جنايات الزقازيق والتى انتهت بإحالة أوراق سفاح الشرقية إلى المفتى ترويها السطور التالية 

 أحمد في العقد الرابع من عمره يعمل سائقًا على سيارة ميكروباص، كانت حياته تسير على مايرام حتى عرف طريق المخدرات والتى قلبت حياته رأسًا على عقب، بعد أن كان شاب يضرب به المثل في الأخلاق، أصبح مثالا للإجرام والشر بعد أن ترك نفسه فريسة للإدمان. 
 تملك الإدمان منه وتدهور حاله، ترك عمله، بعد أن فقد الثقة فيه جميع أصحاب السيارات، حاولت أسرته إصلاحه خاصة أنه اصبح ابًا ومسئولا عن طفل رضيع، أدخلوه احدى مصحات الإدمان لكنه مثلما دخل خرج منها.
  الإدمان والمخدرات حولت احمد إلى وحش كاسر بلا قلب، لايهمه سوى جلب المخدرات فقط، استيقظ في احد الايام على صوت بكاء صغيره والذى يبلغ من العمر عامين، بعد أن خرجت والدته لشراء بعض متطلبات المنزل، صراخ الصغير ازعج والده !

وحتى يتخلص من بكائه خنقه بكل وحشية حتى صمت نهائيًا عن البكاء، وبعدها أصبح كالثور الهائج استل سكينًا وخرج من بيته يحصد ارواح من يقابلهم،  استقل التروسيكل الخاص به وفي طريقه قتل بائعًا متجولًا في شارع فاروق أمام الماره، بعدما طعنه عدة طعنات دون تدخل أحد، وأثناء معاودته استقلال دراجته البخارية أخذ يُلوح بسلاحه مُهددًا الجميع ليُصيب سيدة تصادف مرورها في شارع الورش القريب من المنطقة، وبعدها توجه إلى مركز أبو حماد، وهناك قتل طالبًا جامعيًا وشرع في قتل ثلاثة آخرين قبل أن يتمكن الأهالي من الإمساك به وتسليمه إلى قوات الأمن.

شهود العيان أفادوا بأن المتهم أحمد مدمن للمواد المخدرة والتى أذهبت عقله وكان يُعالج في مصحة، لكن خلال الآونة الأخيرة تلاحظ عليه عدم الاتزان، قبل أن يُفاجأ به الجميع يقتل نجله ثم يستقل تروسيكل ويقتل شخصًا يعمل بائعًا في سوق الجملة أمام المارة، وبعدها استقل التروسكيل واستطاع الهرب من الأهالي ليصيب سيدة تسير في شارع الورش بدائرة قسم شرطة اول الزقازيق، ولاذ بالفرار إلى قرية أبو شعبة التابعة لدائرة مركز شرطة أبو حماد، وهناك قتل طالبًا جامعيًا وأصاب ثلاثة آخرين

 وكشفت التحقيقات ان ضحايا القاتل هم كلًا من: نجله الرضيع  محمد عمره عامين ، وأحمد ف ع، وعمرو ع ع، كما شرع في شرع في قتل المجني عليهم: أحمد م س، وبخيت ا ع، ويوسف ش، وصباح ع م، قبل ان تتمكن قوات الأمن بمساعدة الأهالي من القبض على المتهم، وبالعرض على نيابة قسم شرطة أول الزقازيق برئاسة المستشار أحمد رجب والتى قررت حبسه على ذمة التحقيقات وإحالته محبوسًا إلى محكمة جنايات الزقازيق بتهمة قتل اثنين والشروع في قتل  أربعة آخرين وذلك في القضية التي حملت رقم 14719 جنايات أول الزقازيق لسنة 2021

وأمام محكمة جنايات الزقازيق بمحافظة الشرقية برئاسة المستشار ياسر سنجاب وعضوية المستشارين الدكتور مصطفى بلاسي وخالد محمود أمين وأحمد سمير سليم، وأمانة سر وائل عبدالمنعم عيد مثل المتهم والذى اعترف بجريمته كاملة لتصدر المحكمة قرارها  بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتى لأخذ رايه الشرعى في شأن إعدامه وحددت المحكمة جلسة الثاني من شهر يناير المُقبل للنُطق بالحكم.