صورة موضوعية
صورة موضوعية


أباتاني الهندية.. قبيلة توصلت لبديل الملح منذ آلاف السنين

هناء حمدي

الأحد، 26 ديسمبر 2021 - 04:15 م

الملح أحد السموم البيضاء التي يؤدي الإكثار منها إلى العديد من النتائج الصحية السلبية ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى مكوناته والتي تعتمد على "كلوريد الصوديوم" ذلك العنصر يجب ألا يتجاوز التناول اليومي له 2.4 جرام وأي زيادة عن هذا الحد قد تعود بالضرر على الجسم كالإصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والتعرض للجلطات والسكتات الدماغية والقلبية وكذلك قد تؤدي إلى حدوث مشاكل في الكلى والجهاز الهضمي.

ولذلك بدأ الناس يبحثون عن طرق أخرى تعوضهم عن تناول الملح فيما أطلق عليه "بديل الملح" ورغم أن هذا التوجه في البحث عن بدائل للملح لتجنب أضراره فإنه من آلاف السنين صنعت إحدى القبائل الهندية غير البدوية بديل الملح الخاص بها ليس رغبة في تجنب اضرار الملح فمنذ آلاف السنين لم يكن العالم يدرك هذه الأضرار ولكن لعدم توافر مصادر الملح لديهم وأيضا لصعوبة توصيله إليهم مع ارتفاع تكلفته لذلك توصلوا إلى البديل المصنوع منزليا من النباتات تحت اسم " تابيو" بحسب موقع " atlas".

قبيلة " أباتاني" هي إحدى أقدم القبائل غير البدوية في الهند والتي تعيش في وادي "زيرو" بين حقول الأرز والتلال الخضراء الكثيفة في "أروناتشال براديش" شمال شرق الهند والتي تسببت هذه الطبيعة التي يعيشون فيها وسط الجبال إلى صنع الملح الخاص بهم منذ آلاف السنين فوجودهم وسط الجبال سببت لهم صعوبة في إحداث تواصل يذكر مع العالم الخارجي مما أدى إلى صعوبة نقل الملح إليهم وارتفاع تكلفة النقل خاصة وأن المنطقة مغلقة لا تحتوي على مياه مالحة أو رواسب ملح فكان الوصول إلى وادي زيرو يمثل تحدي لتجار الملح.

ولذلك توجهت القبيلة التي يعتمد نظامها الغذائي على تناول الأرز والخضروات واللحوم والأسماك بدون ملح مع قليل من التوابل إلى صناعة بديل الملح الخاص بهم "تابيو" الذي لا يعد ملح بالمعنى الحرفي للكلمة بل إنه مصنوع من النباتات ويلعب دور مشابه للملح من حيث النكهة والذوق ولكنه يقدم بكميات قليلة ودقيقة جدا خاصة خلال موسم الحصاد وفترات الأعياد والاحتفالات مع الأطعمة التقليدية المقدسة لديهم وذلك بسبب صعوبة إعداده.

ويستغرق إعداده ما يزيد عن أسبوع وسط الكثير من الخطوات التي يمر بها بداية من استخدام الرماد المصنوع من الشجيرات المحلية مثل "البيبو" وأوراق الموز والسارش والقطران الشبيه بالعشب والذي تم تجفيفه في الشمس لعدة أيام ثم حرقه وبعده يتم وضعه مصفاه مخصصة تسمى "الحزين" مخروطية الشكل ويصب الماء عليه ببطء ليمر الماء عبر الرماد ويتراكم في القاع في عملية تستغرق من 3 أيام إلى أسبوعين ليتم بعدها وضع ماء الرماد المصفى الغامق المسمى "بيلا" بعيدا لمدة 3 أيام تقريبا قبل صنع ملح "تابيو".

وعلى مدار هذه الأيام يبدأ طعم الـ "بيلا" يركز ويشتد في القاع ليتم بعدها إضافته على النار مع القليل من النشا السائلة التي يتم جمعها من الأرز المغلي ويترك حتى يتبخر مكون طبقة شفافة تمنع الـ"بيلا" من الالتصاق ثم تضيف البيلا في أطباق صغيرة حتى تجف وتشكل كتلة صلبة تشبه الطين ذي الألوان الفاتحة تترك حتى تبرد ليتم لفها بعد ذلك في عشب النخيل وتتركها بجانب النار لتبقى جافة مع استخدامها كبديل للملح يضاف للطعام بكميات قليلة مع الطعام التقليدي.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة