الإثنين، 27 ديسمبر 2021 - 07:13 م

رغم بعض الاطمئنان إلى أن السلالة الجديدة من كورونا «أوميكرون» أقل من سابقاتها فى درجة الخطورة على الحياة، فإن سرعتها الهائلة فى الانتشار تثير قلقاً يتزايد يوماً بعد يوم.

بعض الخبراء يقدر الآن أن سرعة انتشار «أوميكرون» قد تصل إلى سبعة أمثال المتحور السابق دلتا أو أكثر، وما تشهده أوروبا وأمريكا الآن يشير إلى  أن التزايد المطرد فى حالات الاصابات سيخلق مشكلة أكبر مما كان متوقعاً من الأنظمة الصحية. بريطانيا وفرنسا تجاوزت الاصابات مائة ألف يوميا، وفى أمريكا تسير نحو رقم المائتى ألف، والكل يخشى من أن تكون أعياد الميلاد فرصة لاحتفال «أوميكرون» بتحطيمه كل الأرقام التى سجلها فيروس «كورونا» منذ بدأ ضرباته!

خلال الأيام الماضية فرض العديد من الدول إجراءات مشددة لمواجهة الخطر. ومرة أخرى يستقبل الناس فى دول عديدة العام الجديد وسط هذه الأجواء الصعبة. الآلاف من رحلات الطيران تم إلغاؤها. الملايين الذين كانوا ينتظرون البهجة فى رحلات أعياد الميلاد أو الاحتفالات التى كانوا يتوقعونها احتفاء بالخلاص من الوباء.. هذه الملايين اجبرها «أو ميكرون» على العودة لأجواء الترقب وقيود الاجراءات الاستثنائية.

كل هذا يستدعى جهداً أكبر لإقناع الناس بعدم التهاون فى مواجهة «أو ميكرون» وبتلقى اللقاح وإتباع اجراءات الوقاية لأن هذا هو السبيل الوحيد أمام دول العالم فى هذه المواجهة.

جيد ما أعلنه المسئولون فى وزارة الصحة عندنا بأن الأيام الماضية شهدت طفرة فى إقبال المواطنين لتلقى اللقاح، وتأكيدهم على التطبيق الصارم للقواعد التى تربط بين تلقى اللقاح والحصول على الخدمات الحكومية ودخول الامتحانات لكل من تجاوز ١٨ عاماً.

لكن الأمر يتطلب جهداً أكبر فى التوعية. جيد أن نصل الى ٥٥ مليون جرعة لقاح، لكننا نأمل أن يكون توفيرنا للقاحات دافعاً للوصول إلى أرقام أكبر. وجيد أن تبدأ الكمامة فى الظهور مجدداً، لكن على الجميع أن يدركوا أنها السلاح الأهم فى المواجهة. الأسابيع القادمة حاسمة.. سلم الجميع من كل شر.