سامح شكري وزير الخارجية
سامح شكري وزير الخارجية


الدبلوماسية المصرية| ثبات الموقف المصري تجاه قضية سد النهضة أثناء المفاوضات

مي حجي

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021 - 09:55 م

 شهدت العلاقات المصرية مع أفريقيا استراتيجية جديدة، فقد واصلت  وزارة الخارجية في جهودها لتعزيز التعاون مع الأشقاء بالدول الأفريقية والتأكيد على دور مصر الريادي في القارة، وتتمثل أبرز الزيارات التي ساهمت وزارة الخارجية في إعداداها زيارة رئيس الجمهورية إلى جيبوتي في 27 مايو 2021 لمناقشة تعزيز التعاون الثنائي وتسريع تنفيذ المشروعات المصرية في جيبوتي، فضلاً عن التعاون في مواجهة الفكر المتطرف، كما تم خلال الزيارة تقديم مساعدات طبية لدعم القطاع الطبي في جيبوتي.

كما ساهمت وزارة الخارجية في الإعداد لاستقبال رئيس الجمهورية رئيس الكونجو الديمقراطية مرتين في فبراير ومايو 2021 لإجراء مشاورات سياسية في إطار تولى الكونغو رئاسة الاتحاد الأفريقي، إلى جانب مناقشة تعزيز الشراكة الثنائية وزيادة حجم الاستثمارات المصرية في الكونجو الديمقراطية.

كما شاركت وزارة الخارجية في الإعداد لاستقبال رئيس الجمهورية لرئيس بوروندي في مارس 2021، ورئيسة تنزانيا في نوفمبر 2021 بهدف إجراء مشاورات سياسية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي ومتابعة الدعم والمشروعات التنموية المصرية في هذين البلدين، حيث أسفرت زيارة الرئيس البوروندي عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم للتعاون في مجالات الإدارة المتكاملة للموارد المائية والإعلام والتعليم والسياحة والثقافة والإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية، كما شهدت زيارة رئيسة جمهورية تنزانيا توقيع عدد من مذكرات التفاهم للتعاون في مجالات التعليم والتعليم العالي والرياضة والاستثمار فضلاً عن عقد منتدى الأعمال المصري التنزاني.
وفي إطار جهود وزارة الخارجية للحفاظ على حقوق مصر المائية، برز النشاط المكثف لوزارة الخارجية لاستعراض الموقف المصري من المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي والتأكيد على ثوابت الموقف المصري وضرورة التوصل لاتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد، حيث قام وزير الخارجية بجولة شملت 7 دول (جنوب أفريقيا والنيجر وكينيا والسنغال وجزر القمر والكونغو الديمقراطية وتونس) في أبريل 2021 حيث سلَّم رؤساء هذه الدول رسالة من رئيس الجمهورية حول تطورات ملف السد وثوابت الموقف المصري.
كما شارك وزير الخارجية في جولة مفاوضات حول السد برئاسة الاتحاد الأفريقي في كينشاسا في أبريل 2021. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى نجاح وزارة الخارجية في عقد جلسة لمجلس الأمن للعام الثاني على التوالي لمناقشة قضية سد النهضة الإثيوبي، كما نجحت وزارة الخارجية في استصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن بالتوافق بين كافة الدول أعضاء المجلس حول قضية سد النهضة في سابقة تعدُّ الأولى من نوعها في تاريخ عمل المجلس، حيث حثَّ البيان الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) على استئناف المفاوضات بغية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد في إطار زمني معقول، وهو ما جاء تأكيدًا للأهمية الخاصة التي يوليها أعضاء مجلس الأمن لقضية سد النهضة، وإدراكًا لأهمية احتواء تداعياتها السلبية على الأمن والسلم الدوليين.
وفي ظل ما تمثله تعزيز العلاقات مع دول حوض النيل من أولوية باعتبارها تمثل مجالاً حيوياً لمصر، قامت وزارة الخارجية بترتيب زيارات رفيعة المستوى لمسئولي دول حوض النيل لمصر، شملت زيارة رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية على رأس وفد وزاري في يوليو 2021، ووزير الطاقة والمناجم البوروندي في نفس الشهر حيث تم الاتفاق على تكثيف الدعم المصري لبوروندي في مجال الكهرباء ورفع قدرات الكوادر البوروندية في هذا المجال، ووزير المالية والتخطيط التنزاني في سبتمبر 2021.
كما تمت المشاركة في ترتيب زيارات مهمة لعدد من السادة الوزراء المصريين إلى دول حوض النيل لمتابعة مشروعات التعاون القائمة، وتشمل زيارة وزيرة الصحة لأوغندا في أكتوبر 2021 حيث افتتحت المركز الطبي المصري في مدينة جينجا، وزيارة وزير الموارد المائية والري لأوغندا في ديسمبر 2021 للتنسيق مع الجانب الأوغندي حيال متابعة عدد من مشروعات التعاون الإنمائي المصرية هناك، وزيارة وزير الإسكان إلى تنزانيا على رأس وفد اقتصادي موسع في ديسمبر 2021 حيث التقى مع رئيسة جمهورية تنزانيا، كما تفقد عدداً من المشروعات المصرية بهدف تسريع تنفيذها وعلى رأسها مشروع سد "جوليوسنيريري"، كما افتتح مصنع شركة السويدي للكابلات هناك.
 وانطلاقاً من أهمية تعزيز العلاقات مع مختلف الدول الأفريقية على كافة المستويات، ساهمت وزارة الخارجية كذلك في ترتيب العديد من الزيارات رفيعة المستوى لمسئولين أفارقة، وفي مقدمتها زيارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية الصوماليين بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وتجدر الإشارة لما شهده عام 2021 من إعادة فتح البعثة التعليمية المصرية في مقديشيو وزيادة عدد المدارس المصرية في إقليم بونتلاند.
 قامت وزارة الخارجية أيضًا بترتيب زيارة وزير خارجية سيراليون لمصر في أغسطس 2021، والتي شهدت  توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الثقافة والشباب والرياضة؛ إضافة إلى زيارة وزيري الصحة والشئون الدينية والأوقاف في جيبوتي في أغسطس وديسمبر 2021 على التوالي بهدف تعزيز التعاون الطبي وإنشاء المستشفى المصري في جيبوتي، وكذا التعاون في مواجهة الفكر المتطرف حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأزهر الشريف ومعهد الوسطية الديني في جيبوتي في مجال تدريب الأئمة والوعاظ وتدريس مناهج الأزهر الشريف ومكافحة الفكر المتطرف، وذلك في ضوء نتائج الزيارة الرئاسية إلى جيبوتي في مايو 2021.
 قام وزير الخارجية بزيارة داكار يومي 6 و7 ديسمبر 2021 للمشاركة في أعمال منتدى داكار حول السلم والأمن في أفريقيا، حيث التقى الرئيس السنغالي وسلَّمه رسالة من السيد رئيس الجمهورية حول تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك، علاوة على مقابلة نظيرته السنغالية، حيث تم مناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما دعم مصر للرئاسة السنغالية المقبلة للاتحاد الأفريقي.
 وانطلاقاً من حرص وزارة الخارجية على استمرار انخراط القطاع الخاص المصري في القارة، شاركت الوزارة في الترتيبات التي جرت لاستضافة مصر، ممثلة في هيئة الاستثمار، للنسخة الأولى من منتدى هيئات الاستثمار الأفريقية تحت رعاية السيد رئيس مجلس الوزراء بمدينة شرم الشيخ وبمشاركة وزير الخارجية لفتح آفاق الاستثمار في الأسواق الأفريقية أمام القطاع الخاص المصري.
وفي إطار العلاقات مع جنوب السودان، فقد ساهمت وزارة الخارجية في الإعداد للزيارة التي قام بها الرئيس الجنوب سوداني سالفا كير إلى القاهرة على مدار يومين في أكتوبر 2021 برفقة وفد رفيع المستوى.
عُقدت اجتماعات الجولة الأولى من اللجنة العليا المشتركة بين مصر وجنوب السودان برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والسيد جيمس واني إيجا نائب الرئيس للشئون الاقتصادية في القاهرة خلال الفترة من 26 إلى 30 يوليو 2021، بمشاركة وزراء الخارجية، والتجارة والصناعة، والثروة الحيوانية والسمكية، والموارد المائية والري، والتعليم العالي، وكذا عدد من المسئولين الجنوب سودانيين، حيث شهدت تبادل الآراء وتنسيق الرؤى والمواقف تجاه القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك وبما يتوافق مع تطلعات الشعبين، كما شهدت توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي الري والموارد المائية، والتجارة والصناعة.
 كما شهد العام 2021 تنظيم عدة زيارات على المستوى الوزاري، كان من أبرزها زيارة وزيرة الصحة والسكان إلى جنوب السودان في يوليو، وزيارة وزيري التجارة والصناعة، والتموين، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إلى جنوب السودان في يوليو 2021 لافتتاح المعرضالتجاري "صنع في مصر".
 وفي إطار ما توليه مصر من حرص على المساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل الأشقاء في دولة جنوب السودان، فقد شهد العام الجاري إرسال عدد من القوافل الطبية بشكل دوري في مختلف التخصصات المختلفة، كما تم إرسال مجموعة من طائرات المساعدات الإنسانية والدوائية والغذائية على مدار العام.
اقرأ أيضا: شكري يشدد على ضرورة توافر الإرادة الحقيقية لإحياء مسار حل قضية القدس

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة