محمد علي السيد
محمد علي السيد


يوميات الأخبار

فيروس سي.. تجربة شخصية

الأخبار

الأربعاء، 29 ديسمبر 2021 - 05:32 م

 

معركة شرسة فى كبدى بين الدواء والفيروس أثارها قسوة إنهاكى وتحسن وظائفى وانخفاض وزنى وملابس أصغر هربا من مومياء فضفضة هدومى وتقهقر الفيروس

قالوا فيروس سى .. قلت مش عاوز
استبسلت د أميرة الانصارى أستاذ الكبد طب عين شمس لبقائى على منضدة الكشف
(أحمد ربنا أنت فى نهاية (النورمال-العادى) وتلحق تتعالج
- يا دكتورة أنا معقد عايشت مرض أستاذنا حامد سليمان نائب رئيس تحرير مجلة آخر ساعه ولم تبخل عليه مؤسسة أخبار اليوم بالسفر للخارج وعاد بكراتين أدوية باهظة الثمن لكنه عانى من مضاعفات الجسد أتمنى أن أموت ولا أكون فى هذه الحال ومن الاخر مش عاوز من دنيتكم الا نشر كتاب من كتبى آخذ عليها ثواب علم ينتفع به
-  العلاج تطور وحالتك فى السيطرة وحبايبك قالوا لى إنك مهم وأعالجك بدواء أمريكى بضمانى الشخصى ففارق سعره عن المدعوم ضخم
-  مرتبى لا يطيق مصاريف العلاج والتحاليل والسونار والمنظار
- نظرت باسمة بخبث (أخبار اليوم ما بتبخلش على رجالتها!! )
- لن أتحمل زحام مرضى فجر الحجوزات من أقاصى الدلتا والصعيد يغطون على الكراسى يتراصون على السلالم ومدخل العمارة والرصيف
- ها اعمل لك استثناء !!

أتواجد قبل التاسعة صباحا وأول تحليل للمعمل سكر صائم من منتصف الليل أفطر أنتظر ساعتين لزحام سكر فاطر ورقم فى قائمة السونار وطبيب يلخصنى فى تقرير للدكتورة .أنذرها . ممكن أفلت فى أى لحظة ،أنا باسمع كلامك ليه ؟! ..لأنى صح
تخدير المنظار وخناقة الممرض بضيقى كمامة أسنانى أنفث فيه قلقى
ينتهى استثنائى منتصف الليل، نسعى فى الحر والبرد لتاكسى لبيتنا القريب
منتصف ليلة شتوية..ومريضة تستوقف ميكروباس ،عرفت فى الانتطار والرغى أنها من كفر الشيخ تركب ستة مواصلات من العشاء للفجر ومثلها للعودة
همت زوجتى توصل البيت عند الظهيرة !وربما لم تأكل منذ أمس !وأجادت بما قدرها الله ..فوجئنا بهرولتها للعيادة..قتل فضولى إنهاكى ومعاناة السلالم ولوم زوجتى. أجدها حجزت للكشف القادم
والجرجاوى (650 كم من القاهرة) بزوجته وأطفاله من الامس أنهى المنظار وقررت زوجته إكماله نوم التخدير فى عربة بيجو خصوصى يصلان فى الضحى يستريح فى بيته

● ● ●

هون ذهابى لمركز الدكتور ياسين عبد الغفار للكبد كونه كان طبيب المطرب عبد الحليم حافظ الذى علم جيلى الحب يغادرنا سن 48 عاما بهذا المرض يسترسل معى أحد الاطباء لوعاش حليم عشرة سنوات أخرى لأمكن علاج كبده بالادوبة الحديثة.

● ● ●

أقدم فى الشباك تحاليلى بالامس و تقرير من الطبيبة المعالجة ورقمى القومى وخمسة آلاف جنيه ومصاريف عربة وممرض الاسعاف يأتى بالعبوة ،يتصلون بالطبيبة للتأكد وأنا فى اليوم التاسع والعشرين للعبوة ولم يبق الا حباية الغد ولو توقفت مرة واحدة أعيد الكورس من أوله وذلك خطر شديد ..سجلوا بعد جرعتى السادسة أننى ممنوع من استخدام هذا الدواء مدى حياتى أحضر قبل الثامنة والمستشفى بتتنظف وتتعقم ،أنتظر الموظفات وممرض الاسعاف والشركة تفتح فى العاشرة صباحا ،يهل على مع أذان الظهر و الممرضة تعيد تأكيد كل الخطوات السابقة ،أهرع بأسرع تاكسى للبيت فلا يتعرض لشمس ولا رطوبة ،ينهكنى الضغط العصبى باقى اليوم.

● ● ●

من اليوم الثالث عشر الى السابع عشر لأول جرعة ..كائن حى يتنفس ،مرمى على كنبة الانترية ( لو مت يحسوا بى) يلهمنى ربى فى اليوم الخامس عشر أفهم ما يقلل رعب أسرتى.
(فيه معركة شرسة فى كبدى بين الدواء والفيروس أثارها ما ترون وننتصر بإذن الله).
تحسن الكثير من وظائف جسدى وتوقف هزالى وانخفاض وزنى وشراء ملابس بمقاسات أصغر ،أهرب من منظر المومياء فى فضفضة ملابسى ..فى الشهر الثانى تقهقر الفيروس من ملايين الى عشرات ثم انعدم ،نكررالجرعات منعا للإنتكاسة و أمرونى ألا أنفذ تحليل عدد الفيروس
وجاءت مبادرة الرئيس
وسط ذلك جاءت مبادرة الرئيس السيسى بعلاج فيروس سى وتوفير الجرعة الكاملة عن طريق القوات المسلحة بمبلغ ألفى جنيه فقط مع تحاليل مجانية
(يا ألطاف الله – عشا الغلابة عليك يا رب)

● ● ●

بالحب وجدت أمامى جرعة كاملة من القوات المسلحة ممن عرف بمرضى وكانت نصيب مريض آخر شاء له الله أن تأتيه قبل ان يطلبها فيلهج بالدعاء للرئيس السيسى

● ● ●

وبدات الأفراح .. أتابع كل ثلاثة شهور، تناقصت أعداد المرضى و اجراءاتى فى وقت قياسى

● ● ●

فى انتظار مناكفاتى للدكتورة الانصارى أهلت من حجرة الكشف زوجة شابة.. وجهها يشرق بالضياء.. تطير على الارض.. تقدم لنا زوجها الخجول من طغيان فرحتها.. (الحمد لله..الحمد لله.. الدكتورة قالت له ما فيش فيروس.. وجذبته من ذراعه يهرولان فى ممر الخروج بفرحة خطيبين فى أول لقاء.. وسعادة تتسع مائة مليون مصرى.
عطر القناديل
(عمنا يحيى حقى يوصى الروائى مجيد طوبيا) فى كتاب هيئة قصورالثقافة
(لا خلاص لمصر الا أن يبذل كل شخص أقصى ما لديه)
- اكتب عنى أنى لم أسفه ولم أقتبس ولم أمصر ولم أنقل رأيا عن شخص إلا وذكرته منسوبا اليه ولو كان سماعا
المبدع (ذلك الذى أسلمت إليه المعانى والأنغام قيادها بريئة من الزيف والخداع ومن اللبس والغموض فبدأ يسطر ما يختلج فى طوايا نفسه) و نفير دوى يقول لجميع الألفاظ اصطفوا أمامه لأنه سيكتب
- الفن نقل هزه روحية جمالية من الكاتب للقارىء  - بصدق - ونفسه على سجيتها - ويتخيل ظروف الشخصية التى يكتبها ويتصرف مثلها
- أصل الفن أن لايكشف مباشرة نحس ونشعر ونستنتج وصنعة مع الموهبة والحيلة-  وبالتورية والمجاز نصل للغرض بشكل موجز - الفن (إيهام مطلبه الحقيقة)
 - الإلهام لا يهبط على رجل بليد ولا القعيد، هو حركة دائمة يهبط فيسموا اليه، والفنان يأخذ من الكون ومن نفسه يمزج ويصفى ويعيد والقطعة الفنية مجدولة وكل كلمة فى موضعها ويهتم بالذوق وذلك لا يتم الا بالشغل والتعب وليس مجرد الإلهام والوحى
أجمل إطراء سمعته من فتاة .. (حين أقرأ لك أحس أننى لا أقرأ)..

● ● ●

- عندما تتأمل السماء والأفلاك فى حركتها الدائبة تجد أن هناك موسيقى
- خضعت فى هذه الكلمة الى موسيقاها

● ● ●

-  فى عملى بمنفلوط كنت أعامل الفلاح معاملة كريمة لكنه لم يصدقنى أبدا فلم يتعود أن يعامله موظف الحكومة معاملة حسنة
- الانجليز لا يستعملون كلمة أجنبى وانما ليس منا
- الإنسان إذا كان لا يشعر بالمسئولية فلا جدوى منه
- سمعت أذناه الموسيقى الصامتة
- ضمة الأحبة بعد فراق
- طفقت اليمامة تراقبه

● ● ●

- أحمد رامى لغة عامية سلسة لا تعقيد ولا تكلف
- أحمد شوقى صانع ماهر وخبرة واستعداد وتمرين طويل

● ● ●

الزواج (شاب يرى شابه معينه هى أعز واحدة عنده وهى تراه أعز رجل عندها والإعزاز هو عدم الايذاء أو الاهانة أو الغدر)
- من لا يعرف الحب .. لم يعش

● ● ●

فى كتابى الثالث للبحث عن الصحابة فى مصر بعد (مارية القبطية) و (هذا المسا.. عيد عمرو بن العاص) زرت خمسين قرية قبلى وبحرى وراء 25 صحابى أسماؤهم على مقامات ومساجد ومدن وقرى ووادى وجزيرة ، ارتبط بهم 30 موقعا معروفا ويزيد وجدت فى كل سنتيمتر تاريخ وأساطير ومعتقدات وعشت واستمتعت بإرهاقى والمخاطر وطرائف الحكايات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة