عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


آخر يوم!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 30 ديسمبر 2021 - 05:29 م

 

ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية عام وبداية عام جديد .. فقد بلغنا اليوم الأخير لعامنا الراحل.. وكل عام فى هذا الوقت اعتدنا  دوما على  توديع العام الراحل غير آسفين عليه وكأننا تخلصنا من هم ثقيل علينا، بل إن بَعضنا يودعه باللعنات، رغم أننا سبق أن استقبلناه بالأفراح والاحتفالات التى يتجمع فيها الناس فى الشوارع والميادين الشهيرة داخل المدن يتابعون بلهفة دقات الساعة فى الثوانى الأخيرة، وتعم الفرحة بينهم مع حلول الساعة الثانية عشرة التى تعلن مولد العام الجديد، ومع القبلات والأحضان التى لم يفلح فيروس كورونا فى منعها تنطلق الألعاب النارية لتصفى بهجة على الناس الذين تجمعوا سواء فى الشوارع أو المنازل للاحتفال بقدوم العام الجديد الذى سوف يترقبون بلهفة رحيله فيما بعد!

ويحدث ذلك رغم أن عامنا الجديد يرث دوما ما حدث لنا فى العام الراحل، وما يحمله لنا هو نتاج ما حمله لنا العام الراحل .. أى أن ما سيحدث لنا فى أى عام جديد هو من صنع عام سابق عليه، ولذلك نحن نستطيع استطلاع ما يحمله لنا العام الجديد دوما من خلال قراءة ما عشناه وخبرناه فى العام السابق عليه.

وقد حل علينا اليوم الأخير من عام ٢٠٢١ والعالم يعانى تجدد الفزع من فيروس كورونا بعد ظهور المتحور الجديد له فى آخره، وهو ما زاد من حدة أزمة الاقتصاد العالمى التى صنعت للبشر ركودا قبل عامين أضافت له تضخما فى النصف الثانى من عام ٢٠٢١.. وهذا الفزع من المتحور الجديد لفيروس كورونا لن ينته مع دقات الساعة الثانية عشر مساء معلنة بداية عامنا الجديد ٢٠٢٢، وبالتالى لن يبرأ الاقتصاد العالمى من أزماته فورا أيضا .. وذات الأمر ينطبق تماما على الأزمات الاخرى العالمية والإقليمية وأبرزها توتر العلاقات بين القوى الكبيرة فى العالم والذى ينذر بصدامات خشنة إذا لم يتم احتواء هذا التوتر.. وإذا كان الأمل فى السيطرة على متحورات فيروس كورونا معقودا على جهود شركات الأدوية فى ملاحقتها باللقاحات الفاعلة والادوية الناجعة، فإن تخفيف حدة الصراعات العالمية التى كان آخرها أزمة روسيا وأمريكا  والغرب بسبب علاقات أوكرانيا مع الناتو، مرهون على طريقة إدارة هذه الصراعات من قبل أطرافها وحسابات هذه الأطراف وقدراتها التكتيكية.

أما التحديات التى تواجهنا نحن فى مصر، فإن التغلب عليها مرهون بقدرتنا على الحفاظ على تماسكنا الوطنى والذى سيتم من خلال وعى عام يقظ مدرك لهذه التحديات وتلك مسئولية كبيرة لصانعى الوعى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة