علاء عبد الهادى
كثير من الأدب
أحلام عام جديد
الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 11:54 ص
استظلنا منذ ساعات عام جديد، نتمنى أن يكون أفضل من الأعوام التى سبقته، ونخرج خلاله من دائرة وباء كورونا الذى يأبى أن يرحل، ومع كل مقاومة يزداد شراسة، ويتحور ومع تحوراته، تتحور حياة البشر من سيئ إلى أسوأ.
عام 2022 يشهد عدة مئويات ذات طبيعة مصرية خالصة، مئة عام على استقلال مصر عقب تصريح 28 يناير الشهير عام 1922 وإن كان استقلالا صوريا إلا أنه شهد ميلاد التمثيل الدبلوماسى باسم مصر.
مئوية اكتشاف هيوارد كارتر لأهم أثر فى التاريخ الانسانى وهو مقبرة الفرعون الذهبى توت غنخ آمون، وفى نفس العام الجديد نحتفل بمرور مئتى عام على اكتشاف حجر رشيد وفك رموز اللغة الهيروغليفية، وما أعقبها من اكتشاف كامل لعالم الفراعنة وهو فى نفس الوقت عيد ميلاد علم المصريات.
عام 2021 الذى انقضى شهد العديد من الأحداث والفعاليات الكبري، ولكنها لم تؤت ثمارها المنتظرة بسبب كورونا.. كنا أمام حدث استثنائى تمثل فى الموكب المهيب لنقل المومياوات لمتحف الحضارة.. ورغم أهمية الحدث أثريا وسياحيا إلا أن مردوده الايجابى على مستوى اهتمام المصريين لأول مرة بتاريخ وآثار بلادهم كان أهم وأعلى ولأول مرة.. كما يقول د. خالد عنانى وزير السياحة والآثار- نجد شيئاً يهتم به المصريون غير الكرة، ووجدنا من يتحدث عن باروكة الملكة «تى» والترانيم الفرعونية، ومعانيها.. كذلك أصبح ثلثا من يزورون المتاحف والأماكن الأثرية من المصريين والثلث من السياح.
ولأن حدث المومياوات كان فى النهاية احتفاء بمومياوات، كانت مصر فى حاجة إلى حدث من نوعية «احتفالية طريق الكباش» فيه بهجة ويكشف عن الوجه المشرق لمصر.
فى 2022 نحن فى حالة انتظار للحدث الأهم بافتتاح أعظم وأكبر متاحف العالم، متحف مصر الكبير الذى وصلت تكاليفه إلى 20 مليار جنيه، وسوف يكون فيه أجمل ما رأت عين فى متاحف الدنيا، والعهدة على د. عناني.. تاريخ الافتتاح يحدده رئيس الدولة بعد ان أوشكت كل الأعمال على الاكتمال وبعد أن تم نقل 55 ألف قطعة أثرية أكبرها الموجودة على الدرج العظيم للمتحف إضافة إلى مركب خوفو التى تعد أكبر أثر عضوى على وجه الأرض.
العام الجديد يشهد نهاية كابوس وضع دير أبومينا الأثرى على القائمة الحمراء لليونسكو، بعد انتهاء مشروع تطويره وترميمه وانقاذه، كذلك افتتاح العديد من النقاط من مسار العائلة المقدسة.. يتكامل مع ذلك المشروع المتكامل للتجلى الأعظم فى دير سانت كاترين.
العام الجديد يحمل لنا بشرى عودة قصر محمد على باشا بشبرا بعد أن انتهى مشروع تطويره وترميمه بعد أن كدنا ان نفقده إلى الأبد بسبب ترميمات سابقة متعجلة وغير مضبوطة.
المفاجأة الكبرى تتمثل فى انجاز متحف العاصمة الادارية الجديدة الذى يحكى تاريخ العواصم المصرية على مدار التاريخ.
فى 2/2/2022 سوف نكون أمام حدث استثنائى فريد يتمثل فى تعامد الشمس على معبد أبوسمبل.. هذه المرة ليست ككل مرة.. والحدث يتم تسويقه عالميا.
أتمنى أن يكون 2022 أكثر انفتاحا، لا نريد إغلاقا للحدود ولا للقاعات، ولا إجراءات احترازية، نريد عقولا أكثر انفتاحا وأكثر تفتحا، وأكثر قبولا للآخر.
نتمنى المزيد من الوعي، والنور والفكر.. فى الظلام تنمو كل الأفكار الشيطانية، وتجد الهوام بيئة تحتمى بها.
أتمنى انتعاشة لسوق النشر فى مصر والعالم العربي، وأن تدفع صفقة «نجيب محفوظ» بدماء جديدة فى هذه السوق، وحدودها وسقفها، لأنها تعنى ببساطة انتقالنا من عالم الهواة إلى عالم المحترفين.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة