مصاص دماء نيتيروي
مصاص دماء نيتيروي


حكايات| مصاص دماء نيتيروي.. أنهى حياة 14 طفلا لابتلاع جمالهم

هناء حمدي

الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 12:53 م

 

لا يوجد أية مبررات لإنهاء حياة شخص عن قصد ولكن فند لنا التاريخ دوافع الكثيرون من سفاحي التاريخ والتي تدخل في إطار المنطق إما بهدف السرقة أو الانتقام أو حتى لمرض نفسي يخرج بسببه الإنسان عن طور طبيعته ولكن دائما ما يقف التاريخ أمام حوادث قتل الأطفال خاصة وأنهم لا يمتلكون المال والذهب للاستيلاء عليه وأيضا ما عاشوه لا يسبب أي انتقام أو عداء مع آخرين فرمز البراءة يتجسد في أرواح هؤلاء الأطفال.

 ولكن هناك واحد فقط تمكن من تبرير قتل الأطفال وأخرج هدفا أقل ما يقال عليه عظيم وراء فعل شنيع كقتله لأرواح بريئة لم تفعل أي شيء في الحياة سوى أن القدر جمعهم به.

" مارسيلو كوستا دي أندرادي".. مصاص دماء " نيتيروي" قرر أن يوهب حياته لينهي معاناة الأطفال دون سن الـ 13 عاما بطريقته الخاصة وكانت رغبته في عدم تعرض أي طفل يعيش طفولة كطفولته المريرة هي الدافع لارتكابه جرائمه فأراد أن يكون حجز مقعد الجنة للطفل من خلاله وفي مقابل هذا العمل العظيم كان يرى أن تقاسم جزء من طفولته معهم هو العدل مقابل الحصول على الجنة فكان يعتدي عليهم ومن يخرج روحه قبل الاعتداء كان يعتدي على جسده.

اقرأ ايضا:حكايات| طائر النورس .. زائر «درجة أولى» لبورسعيد من القطب البارد

واستكمل شذوذه في تحطيم رؤوسهم لشرب دمائهم حتى يصل إلى درجة جمالهم فكان يستدرج الأطفال الأكثر جمالا حتى تمكن في خلال 9 أشهر من قتل 14 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 13 عام خنقا والاعتداء جنسيا عليهم وشرب دمائهم وفي النهاية الاحتفاظ بملابسهم كتقليد له بحسب موقع " criminal".

 ولد " مارسيلو كوستا دي أندرادي" أشهر سفاحي البرازيل في 2 يناير عام 1967 في حي " روسينا" أحد اكثر احياء "ريو دي جانيرو" فقرا لتبدأ معها طفولته التي طالما أثرت عليه حتى حولته إلى سفاح ومصاص دماء بامتياز فكانت طفولته من نواحي كثيرة تتفق مع طفولة أطفال الشوارع فلا طعام على الطاولة ولا مياه جارية وبالكاد توجد مدرسة نادرا ما يلتزم فيها مع تعرض مستمر للمعاملة السيئة والضرب من جانب زوج أمه.

ولذلك كان دائما ما يقضي ليالي كاملة في الشوارع هربا من واقع مرير فعند بلوغه عامه الـ 10 قرر أن يهرب من المنزل بحثا عن حياة قد تكون ليست أفضل ولكنها خالية من الإيذاء ولكنه لم يكن يعلم أن لجوئه للشارع سيكون الخيط الفاصل في حياته حيث تعرف على رجل يتعدى عمره الـ 50 عام أقنعه بالعيش معه في منزله مقابل خدمته وشعر "مارسيلو" أن أبواب الحياة الجديدة تفتح على مصرعيها وأن هدفه لحياة أفضل بدأ أن يتحقق ولكن في غفلة طفل لم يرى ملامح الذئب في وجه العجوز.

انتقل "مارسيلو" للعيش مع الرجل وبعد أيام قليلة من خدمته تعرض "مارسيلو" للاغتصاب على يد هذا الرجل لتكون نقطة فاصلة في حياته ورغم بشاعة ما تعرض له إلا أنه أصر على الاستمرار بالعيش مع مغتصبه فلا بديل أمامه سوى العيش مع زوج امه وهو ما كان يرفضه وبعد 6 سنوات وفي عامه الـ 16 قرر الرجل طرد "مارسيلو" من منزله.

ليجد نفسه مرة أخرى يقضي أيام في الشارع فيضطر للعودة إلى أمه التي انتقلت للعيش في حي " إيتابوراي" بعدما انفصلت عن زوجها ويعيش معها ومع اخوته وهناك وجد وظيفة منخفضة الأجر في توزيع النشرات لمحل في منطقة "كوباكابانا" وبدت حياته وكأنها طبيعية حتى أظهر جزء من ساديته اتجاه أخيه البالغ من العمر 10 سنوات فحاول اغتصابه ليتقاسم معه انتقامه حتى أنه سجل لشقيقه بكائه وبدأ يستمع لهذه الأشرطة مع كل جريمة قتل قام بها.

ومن هنا كانت المرحلة الفاصلة التي تحول فيها "مارسيلو" إلى سفاح كل مهمته هي قتل الأطفال دون سن الـ 13 واغتصابهم بهدف مساعدتهم في دخولهم الجنة فكان لديه ايمان أن الأطفال في هذا السن بمجرد موتهم يدخلون الجنة لعدم ارتكابهم أية آثام يتم معاقبتها عليهم ليرتكب أولى جرائمه في أبريل عام 1991 وهو يبلغ من العمر 24 عام ليكون أولى الضحايا طفل يبلغ من العمر 6 سنوات يدعى " أندرسون".

وبسبب انتشار حوادث قتل واختفاء أطفال الشوارع في البرازيل في تلك الفترة نتيجة لانتشار العصابات التي اتخذت من الأطفال دروع لحماية أنفسهم كانت ظروف شوارع البرازيل مثالية لأي قاتل وخاصة إذا كان "مارسيلو" الذي قضى حياته كلها تقريبا في الشوارع لذلك لم يكن من الصعب عليه الاندماج واستدراج الأطفال بعيدا عن الأعين إلى الأماكن المهجورة لاغتصابهم وقتلهم خنقا.

وكان نمطه في استدراج الأطفال هو عرض المال عليهم مقابل مساعدته في إضاءة الشموع في الكنيسة أو لشراء الحلويات ولكن ليس لكل الأطفال فكان يختار الأجمل بينهم لإقناعه وبعد الموافقة يتم اخذهم إلى مكان مهجور وبمجرد الوصول يتم اغتصابهم ثم خنقهم بملابسهم أو ضربهم حتى الموت لتأتي لحظة تكسير الرؤوس وجمع الدماء استعداد لشربها حتى يصبح في جمالهم.

ومع أولى ضحاياه " أندرسون" اعتمد "مارسيلو" هذا النمط في قتله حيث اقنعه بمساعدته بإشعال الشموع في الكنيسة ومن ثم استدرجه لمكان مهجور وقام باغتصابه وبعدها قتله بقميصه الخاص وفي النهاية دفنه في قبور ضحلة وبدلا من الفرار خوفا كان يعود بشكل متكرر لمكان دفن ضحاياه للاطمئنان عليهم والتأكد من عدم كشفه.
وعلى مدار 9 شهور قتل مارسيلو 13 طفل من أطفال الشوارع متبع نفس النمط ليزيد عليهم شرب دمائهم حتى يكون "صغير وجميل مثلهم" ليكتسب لقب " مصاص دماء نيتيروي" ومع كل ضحية كان يحتفظ بملابسها الخاصة كجوائز تذكارية له حتى جاء موعد كشف أمره في ديسمبر 1991 حينما وقع في حب طفل يبلغ من العمر 10 سنوات يدعى " ألتير" ولم يرد قتله ليكشف أمره.

ففي ديسمبر تعرف مارسيلو على الاخوين "ألتير، 10 سنوات" و"إيفان، 6 سنوات" وفي محاولة استدراجهم كعادته وقع مارسيلو في حب الشقيق الأكبر لذلك قرر البدء بالأخ الأصغر وعندما شاهد ألتير ما حدث لشقيقه من بشاعة وقتل وشرب دماء قرر أن ينفذ لقابض روحه كل ما يطلبه وقد كان حيث طلب منه العيش معه ووافق الطفل على الفور خوفا ولكنه تمكن من الهرب في صباح اليوم التالي ليكشف لشقيقته ما حدث مع أخيه لتبلغ الشرطة على الفور.

وبالبحث عن مارسيلو وجدته الشرطة في مسرح الجريمة كعادته للاطمئنان على ضحاياه فكان بجانب جثة إيفان يضع له يده داخل جيوبه حتى لا تأكل الفئران أصابعه فيتعرض للتنمر عليه عند صعوده إلى الجنة من باقي الأطفال واعتقدت الشرطة أن مقتل إيفان كان لمرة واحدة حتى اعترف مارسيلو في النهاية بقتله لـ 13 طفل آخر لتقديم معروف لهم بإرسالهم إلى السماء وقاد الشرطة إلى رفات ضحاياه الآخرين.

وبعد استجوابه قررت المحكمة أنه غير كفء وحكمت بإرساله في أبريل من عام 1993 مستشفى "هيتور كاريليو" للطب النفسي ليقضي فيها ما تبقى من حياته ولكنه في يناير من عام 1997 تمكن من الهرب وعلى مدار 12 يوم بحث تمكنت الشرطة من إلقاء القبض عليه من جديد وإيداعه في المستشفى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة