الشاعر الكبير أحمد سويلم
الشاعر الكبير أحمد سويلم يكشف: خلايا الإخوان النائمة فى اتحاد الكُتاب
الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 02:19 م
حــــــوار : أحمد عطية صالح
« أنقذوه.. قبل أن يسقط.. ويلفظ أنفاسه الأخيرة..» هذه آخر كلماتى لكم». بهذه الكلمات.. تحدث الشاعر الكبير أحمد سويلم عضو الاتحاد ورئيس جبهة الاصلاح داخل اتحاد كتاب مصر!
صدق أو لا تصدق..
اتحاد كتاب مصر الذى انشأه الكاتب الكبير يوسف السباعى.. وكان أول رئيس له توفيق الحكيم ليكون مظلة للمثقفين والمبدعين ومنارة للتنوير.. سقط الآن فى أيدى طيور الظلام وأن جائزة التميز الأولى منحها رئيس الاتحاد لكاتب إخوانى شهير. منذ عام 2015.. والاتحاد يعيش فى أزمة خانقة ولم تجر فيه انتخابات منذ 7 سنوات.. وسيطرت الشللية على القرار فيه وتوقف النشاط تماماً!!
ليس هذا فقط بل أن فروعه فى المحافظات يقوده قيادات إخوانية.
«اللواء الإسلامى» التقت بالشاعر الكبير أحمد سويلم عضو الاتحاد.. ورئيس لجنة الاصلاح داخل الاتحاد للحديث عن أزمة اتحاد كتاب مصر
قال: اتحاد الكتاب أنشىء عام 1975 على يد الكاتب الكبير يوسف السباعي.. وكان أول رئيس له توفيق الحكيم ثم ثروت أباظة.. وسعدالدين وهبة.. وفاروق خورشيد.. وفاروق شوشة.. ومحمد سلماوى.. ثم علاء عبدالهادى منذ عام 2015. إذن.. ما قصة الأزمة التى نسمع عنها منذ سنوات؟ قال: كان المفروض أن تجرى انتخابات كل 4 سنوات ولكن لم يحدث وظل حتى الآن منذ عام 2015.. لم تجر انتخابات. . وظل علاء عبدالهادى رئيساً له.
ومتى بدأت عضويتكم بالاتحاد؟
قال: أنا عضو بالاتحاد منذ عام 1977.. وكنت سكرتيراً عاماً له دورات كثيرة.. وأشهد أنه طوال 45 عاماً- قبل علاء عبدالهادى طبعاً- كان اتحاد الكتاب يضم صفوة من الكتَّاب والمبدعين وحدثت إنجازات عديدة خلال هذه السنوات منها:
المبنى الحالى شارع حسن صبرى والذى حصل عليه وجعله مقراً للاتحاد هو الأستاذ ثروت أباظة عندما كان وكيلاً لمجلس الشورى وكان عضواً بالمجلس الأعلى للثقافة، ويإيجار رمزى جنيه واحد من مجلس الشورى.
حصل الكاتب الكبير الأستاذ محمد سلماوى من وزارة الثقافة والآثار عام 2008 على مبنى آخر لاتحاد الكتاب فى القلعة لإقامة المهرجانات والمؤتمرات.
قام سعدالدين وهبة بتخصيص معاشات لأعضاء الاتحاد.
كان عدد أعضاء الاتحاد 4 آلاف عضو كلهم من صفوة المثقفين والمبدعين والكتّاب والمفكرين!
.. وسكت الشاعر الكبير أحمد سويلم، ثم قال:
خلال السنوات الأخيرة بعد عام 2015 بعد تولى علاء عبدالهادى، أدخل حوالى 600 عضو جديد، وهذا عدد كبير جداً، ومعظم هؤلاء لا يرقون إلى مستوى عضوية اتحاد كتاب مصر صاحب التاريخ العريق، ولكنهم للأسف أصبحوا ورقة انتخابية رابحة.
انجاز رائع
أيضاً من الإنجازات الرائعة.. ما قام به الأستاذ محمد سلماوى بحصوله على منحة الشارقة (سلطان القاسمى) 20 مليون جنيه يخصص عائدها السنوى لعلاج الحالات الحرجة.
ولكن فوجئنا بأن علاء عبدالهادى رئيس الاتحاد يقسم هذه الوديعة ويوزعها بين الاتحاد وصندوق الإعانات والمعاشات مخالفاً بذلك لشروط المنحة.
ويضيف الشاعر الكبير:
لقد تركت عضوية مجلس إدارة الاتحاد منذ عام 2015 بإرادتى الشخصية.. لأنى وجدت أن اتحاد الكتاب يسير بطريقة مختلفة تماماً عما كان عليه ففضلت البُعد عن مجلس الإدارة.
وطوال الـ6 سنوات الماضية.. حدثت استقالات وكان أكثرها عام 2018 عندما استقال 19 عضواً من مجلس الإدارة اعتراضاً على أداء علاء عبدالهادى رئيس الاتحاد.. فقام بتصعيد مثلهم من آخر قائمة للانتخابات.
وماذا عن المفروض أن يحدث بعد تقديم 19 عضواً من مجلس الإدارة لاستقالتهم؟
قال: كان المفروض أن يدعو الجمعية العمومية للاجتماع وإعادة الانتخابات، ولكنه لم يعمل ذلك حتى أنه عندما استقال 4 زملاء معارضين له منذ شهرين تقريباً لجأ أيضاً إلى تصعيد 4 آخرين من آخر قائمة للانتخابات وهو نفس الأسلوب الذى يتبعه.
إذن نحن أمام خطة مُحكمة بأن يكون كل أعضاء المجلس موالين له وموافقين على كل قراراته.. وكل ما يتخذه من قرارات!
تأجيل الانتخابات
وما موعد الانتخابات التى كان من المفروض إجراؤها؟
كان من المفروض أن تجرى الانتخابات فى مارس 2020 كما ينص القانون ولكنه احتج بجائحة كورونا وقام بتأجيل الانتخابات إلى يوم 5 يونيو 2020، وعندما جاء هذا التاريخ قام بتأجيل الانتخابات إلى 21 أغسطس من نفس العام.. ولكننا فوجئنا يوم 18 أغسطس- أى قبل الانتخابات بـ3 أيام- أنه دفع أحد أتباعه من مجلس الإدارة الموالين له لرفع قضية لإيقاف الانتحابات بزعم خوفهم من جائحة كورونا وذلك عن طريق محامى الاتحاد نفسه لرفع قضية لإيقاف الانتخابات.
ليس هذا فقط.. بل ذكر هذا العضو فى دعواه معلومات خاطئة مثل أن عدد أعضاء الاتحاد 6 آلاف، والذين يحضرون 3 آلاف والمكان ضيق إلى جانب معلومات أخرى خاطئة مما جعل القاضى يحكم بإيقاف الانتخابات!!
اللجوء للقضاء
وماذا فعلتم إزاء هذه الألاعيب التى لا تليق بالمثقفين؟
قال: لم يكن أمامنا غير اللجوء للقضاء وأعتقد أنه كان يراهن على أننا لن نلجأ إلى القضاء لتكاليفه الباهظة.. وأننا سوف يصيبنا اليأس والإحباط ولكنه فوجئ بأن عدداً من الأعضاء رفعوا أكثر من قضية.. وأنفقوا عليها من جيوبهم وأن عدد هؤلاء يتراوح ما بين 5 و6 أعضاء كلهم رفعوا قضايا.. وكان هدفنا جميعاً عقد الانتخابات والاحتجاج على عدم شرعية هذا الرئيس والمجلس الذى مكث 6 سنوات مخالفاً للقانون!! وضد رغبة المثقفين.
وبالفعل حدث أن رفع زميل لنا وهو محمد العون قضية حكمت المحكمة فيها حكماً نهائياً باتاً فى 29 أغسطس الماضى بسرعة إجراء الانتخابات.
ومنذ هذا التاريخ وحتى أيام قليلة لم يستجب علاء عبدالهادى رئيس الاتحاد إلا بعد أن تم رفع جنحة ضده لعدم تنفيذه الحكم.. فأعلن أن الانتخابات ستجرى فى 31 ديسمبر أى نهاية هذا الأسبوع.
وأضاف شاعرنا الكبير: ولكى يهرب من الاستحقاق الدستورى ادعى أن جبهة الإصلاح التى أشرف بقيادتها قد رفعت دعوى طعن فى الانتخابات.. فرددت عليه وكذبته أمام الجميع ونشرت القائمة المعلنة التى سوف تدخل الانتخابات كجبهة إصلاح للاتحاد.
ازمة اتحاد الكتاب
ويضيف: ومن هذا العرض لأزمة اتحاد الكتاب أعرض عدة نقاط مهمة وهى:
أولاً: أن رئيس الاتحاد علاء عبدالهادى استقطب جهات معينة لمناصرته فى مقدمتها الإخوان المسلمين من خلال منح جائزة التميز وهى أعلى جائزة للاتحاد إلى حلمى قاعود وهو كادر إخوانى معروف إلى جانب أن مجلس الإدارة يضم من 5 إلى 6 من خلايا الإخوان النائمة.
ولك أن تتابع الندوات التى تحدث فى الاتحاد ومن الذى يحاضر فيها أو يحضرها لتجد أصحاب اللحى الطويلة والمنتقبات.
ثانياً: هناك الزميلة أمينة عبدالله عضو الاتحاد، تقدمت بشكوى فوقف أمامها أعضاء الإخوان فى المجلس ولكنها أصرت على عدم التنازل عن شكواها!!
وكانت شكواها أنها قالت شعراً فى مهرجان طنطا.. واعترضوا عليها.. وعلى شعرها!!
وفى هذه المناسبة أيضاً لجأ رئيس الاتحاد إلى إحالة 20 عضواً بتهمة غريبة وهى «أنهم ينتقدون أداءه على صفحات التواصل الاجتماعى أو الصحف والمجلات القومية ومن بينهم أنا- الشاعر أحمد سويلم.. كما أنه رفع قضايا ضد الأهرام والأخبار وروزاليوسف والدستور لأنهم تحدثوا عنه.
ويضيف شاعرنا الكبير: ولكى يستقطب جبهات أخرى معه.. فإنه حينما علم أن أكبر كتلة تصويتية فى الإسكندرية ليست معه لجأ إلى تكريم أدباء كبار لكى يؤثروا على هذه الكتلة، كما لجأ أيضاً إلى نفس الأسلوب لعدد كبير من أدباء المحافظات.. وعدد أفرع المحافظات (10) أفرع للاتحاد.. بينهم أكثر من فرع يقوده إخوان!!
مسرحية هزلية
وفى يوم 10 ديسمبر الماضى عقدت جمعية عمومية طارئة لمناقشة 11 بنداً وهذا مخالفا للقانون لأن الجمعية العمومية العادية هى التى تناقش هذه الموضوعات.. ومع ذلك أرسل دعوات الحضور لعدد محدود جداً من الأعضاء يضمن ولاءهم ولم يحضر من الإسكندرية مثلاً أى عضو لأنهم لم يوجه إليهم دعوة أصلاً! والأكثر غرابة.. أن الجمعية العمومية كانت مسرحية هزلية استمرت منذ الصباح وحتى الساعة الخامسة فانصرف كثير من الحضور ولم يتبق سوى أعوانه الذين وافقوا على كل قراراته.
ومن بين المخالفات التى ارتكبها أيضاً أنه أعلن عن تكوين لجنة استشارية ليست موجودة فى القانون من رؤساء الفروع العشرة.. وكأنه هنا يوقف سلطات مجلس الإدارة ويحيلها إلى هذه اللجنة الموالية تماماً له!
وكيف تسلل الإخوان إلى الاتحاد؟
قال: قانون الاتحاد ولائحته يحددان شروطاً معينة للعضوية.. واتفق على أن العضو لكى يحصل على العضوية يكون قد أصدر 3 أعمال أدبية ترقى إلى مستوى العضوية.. هذا الشرط يخضع لوجهات نظر كثيرة.. ومن هنا تسلل كثير من الأعضاء لا يستحقون العضوية لأن التقاريرالتى كتبت من الأعضاء الموالين له والتى كتبت تجيز لهم العضوية.
من هنا.. فإن هذا التساهل فى منح العضوية فتح باباً واسعاً لتسلل أي شخصيات حتى لو كان إنتاجهم الأدبى ضعيفا ولا يرقى إلى المستوى.. وكان من بين هؤلاء بالتأكيد خلايا إخوانية أو أعضاء إخوان كثيرون من الحاصلين على العضوية أحدهم سرق قصائد من نزار قبانى ولم يتم التحقيق فى هذا الموضوع.
أخيراً لجأ رئيس الاتحاد إلى رفع اشتراك الأعضاء إلى فوق طاقتهم فقد كان الاشتراك قبل 6 سنوات (80 جنيهاً) وصل اليوم إلى 185 جنيهاً إلى جانب رفع مشروع العلاج الذى كنا نعلنه قبل ذلك.. وتم تكليف شركة استثمارية للقيام بهذا الدور وأن يدفع العضو المشترك 450 جنيهاً فى السنة.
أخيراً.. وماذا فعلتم كمثقفين غيورين على اتحاد كتَّاب مصر؟
قال: قمنا بتشكيل جبهة إصلاح.. لحل أزمة الاتحاد.. وإعادته لمساره الصحيح كمنارة للتنوير.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة