رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

مَنْ سيقوم بالإصلاح؟

رفعت فياض

السبت، 01 يناير 2022 - 12:08 ص

عندما طرحت هنا فى العدد الماضى أزمة بعض كليات الحقوق فى مصر والتى لايوجد بها عضو هيئة تدريس واحد، وبعضها قد لايوجد بها سوى عضوين أو ثلاثة، وكشفت فيها عن واقع هذه الأزمة التى تؤثر بالسلب على المستوى التعليمى لأولادنا بهذه الكليات، كل الكليات التى يوجد بها عجز فى هيئة التدريس ـ اعتقد البعض أن الحل سيكون سهلا ويمكن لهذه الجامعات أن تتدارك العيب بالإعلان  عن فتح باب التعيين عن دفعات جديدة من المدرسين والأساتذة المساعدين على سبيل المثال ـ لكن هذا لن يحدث ولن يكون الحل لأن معظم الكليات القديمة أعداد أعضاء هيئة التدريس بها ليسوا كثراً، بل يصرون على ألا يزيد عددهم بأى كلية من هذه الكليات خاصة فى كليات التجارة والحقوق بشكل خاص حتى لاينافسهم أحد فى الكتاب الجامعى، كما أن الموجود من أعضاء هيئة التدريس بهذه الكليات لن يفكر فى الذهاب للانتقال إلى كلية إقليمية بها عجز فى أعضاء هيئة التدريس لأنه سينظر إلى عدد الطلاب بهذه الكلية الإقليمية وعدد الطلاب فى كليته، ويقارن بين عدد نسخ الكتب التى سيقوم بفرضها على الطلاب هنا وهناك، وستكون الغلبة بلا شك لصالح الكلية القديمة.

ولهذا فإن حل هذه المشكلة لن يأتى بين يوم وليلة كما يتخيل البعض لأنه قد يأخذ عدة سنوات لحين تعيين معيدين ومدرسين مساعدين فى الكليات الجديدة والإقليمية التى تواجه مثل هذا العجز وننتظر حتى يحصلوا على الماجستير والدكتوراه ويصبحوا أعضاء هيئة تدريس؛ ولذلك يجب ألا نسمح من الآن فصاعدا بإنشاء أى كلية جديدة إلا إذا كان متوفرا لها مسبقا الإمكانات المادية والبشرية التى تجعلها قادرة على تقديم تعليم حقيقى للطلاب وليس مجرد إنشاء كليات ومبانٍ ليس لها أعضاء هيئة تدريس.

وعلى الجانب الآخر وعلى العكس تماما فى الكليات العملية مثل الطب والهندسة والصيدلة وغيرها نجدها مكدسة بأعداد ضخمة من أعضاء هيئة التدريس وخاصة من الأساتذة والاساتذة المساعدين الذين لايدخلون هذه الكليات طوال السنة نظرا لانشغالهم فى عياداتهم الخاصة والمستشفيات التى يعملون بها أو فى مكاتبهم الهندسية بالنسبة لأساتذة الهندسة، وأصبح لابد من إعادة النظر فى تواجد مثل هذه الأعداد بهذه الكليات ونخيرها بين إما إلى الانتقال إلى الكليات التى بها عجز فى مختلف المحافظات خاصة بعد إقرار أقسامهم بأنهم ليسوا فى حاجة إليهم أو أن يتركوا مكانهم بالكلية لغيرهم من الذين يقدرون العلم والتدريس وتخريج الأجيال بدلا من الجرى وراء شهوة المال، وأن نستحل الحصول على رواتب من جامعاتنا مع أننا لانذهب إليها طوال العام إلا فيما ندر ـ فهل هناك من يستطيع أن يسلك هذا الطريق ويبحث عن حل؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة