محمد‭ ‬زيدان
محمد‭ ‬زيدان


شخصيات و حكايات

أبوالعربى زيدان.. أبو الفوارس الشجعان

آخر ساعة

السبت، 01 يناير 2022 - 11:06 ص

شوقى‭ ‬حامد

ملامحه‭ ‬فيها‭ ‬تقاطيع‭ ‬البراءة‭.. ‬معالمه‭ ‬تنضح‭ ‬بالصفاء‭ ‬والنقاء‭.. ‬عباراته‭ ‬تعكس‭ ‬التمكن‭ ‬والكفاءة‭.. ‬يتحلى‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الإرادة‭.. ‬ويتمتع‭ ‬بنسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬القيادة‭.. ‬ولديه‭ ‬ثروة‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬التحدى‭ ‬والتصدى،‭ ‬قصة‭ ‬نجاحه‭ ‬تصلح‭ ‬لتقديمها‭ ‬للشباب‭ ‬والفتيان‭ ‬لاتخاذها‭ ‬عبرة‭ ‬وقدوة‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬محاكاتها‭ ‬والتأسى‭ ‬بها‭.. ‬فقد‭ ‬طرق‭ ‬الأبواب‭ ‬المحلية‭ ‬فلم‭ ‬تخضع‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬تنفتح‭ ‬أمامه‭.. ‬فذهب‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬الآفاق‭ ‬العالمية،‭ ‬فواتته‭ ‬البركة‭ ‬وصادفته‭ ‬النعمة‭ ‬وقبض‭ ‬على‭ ‬الفرصة‭ ‬وتمسك‭ ‬باللحظة‭ ‬وركز‭ ‬فى‭ ‬الغربة،‭ ‬فاشتهر‭ ‬وأبهر‭ ‬المتابعين‭ ‬العالميين‭ ‬وظل‭ ‬على‭ ‬تركيزه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬المواطنين‭ ‬فاتجهوا‭ ‬صوبه‭ ‬وطلبوا‭ ‬وده‭ ‬واستغلوه‭ ‬قربه‭ ‬ـ‭ ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬وظل‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬زيدان‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬المدينة‭ ‬الباسلة‭ ‬بورسعيد‭ ‬التى‭ ‬أشعر‭ ‬بالانتماء‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حطت‭  ‬رحالى‭ ‬بعد‭ ‬مشوارى‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬بها،‭ ‬فأحسن‭ ‬أهلها‭ ‬وفادتى‭ ‬وقدموا‭ ‬لى‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الرعاية‭ ‬والعناية‭ ‬الطبية‭ ‬والنفسية‭ ‬وأوصلونى‭ ‬إلى‭ ‬قاهرتى‭ ‬بسلام‭.‬

‭ ‬جاء‭ ‬مولد‭ ‬الفتى‭ ‬زيدان‭ ‬فى‭ ‬١١‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬٨١‭ ‬وظهرت‭ ‬بوادر‭ ‬النبوغ‭ ‬المهارى‭ ‬عليه‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬فذهب‭ ‬للإسماعيلية‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الرعاية‭ ‬بقلعة‭ ‬الدراويش،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحظ‭ ‬بالتوفيق‭ ‬فعاد‭ ‬أدراجه‭ ‬ونجح‭ ‬فى‭ ‬الانضمام‭ ‬لناشئى‭ ‬المصرى‭ ‬تحت‭ ‬١٢‭ ‬سنة‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬كابتن‭ ‬طارق‭ ‬عوض‭ ‬وتدرج‭ ‬فى‭ ‬المراحل‭  ‬السنية‭ ‬المختلفة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أخفق‭ ‬فى‭ ‬الانضمام‭ ‬للقائمة‭ ‬المزدوجة‭ ‬لمرحلتى‭ ‬١٧‭ ‬،‭ ‬١٨‭ ‬سنة،‭ ‬ولم‭ ‬تحبطه‭ ‬تلك‭ ‬الكبوة‭ ‬وانضم‭ ‬إلى‭ ‬ناشئى‭ ‬نادى‭ ‬الجمارك‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬كابتن‭ ‬حسن‭ ‬مصطفى‭ ‬وتم‭ ‬تصعيده‭ ‬للفريق‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬الـ١٨،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬كابتن‭ ‬محمد‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬ولفتت‭ ‬موهبته‭ ‬أنظار‭ ‬كابتن‭ ‬محسن‭ ‬صالح‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المدربين‭ ‬المصريين‭ ‬فعرض‭ ‬عليه‭ ‬العودة‭ ‬من‭  ‬جديد‭ ‬للمصرى‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬شعوره‭ ‬بالظلم‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬قبول‭  ‬العرض‭.. ‬وكأن‭ ‬السماء‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تعوضه‭ ‬وتبارك‭ ‬خطواته،‭ ‬فخلال‭ ‬مرافقته‭ ‬للسيدة‭ ‬والدته‭ ‬رضا‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬دلف‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬الأندية‭ ‬الدانمركية‭ ‬لإشباع‭ ‬نهمه‭ ‬للفرقة‭ ‬وعندما‭ ‬خرجت‭ ‬الكرة‭ ‬من‭ ‬الملعب‭ ‬ناحيته‭ ‬استقبلها‭ ‬بطريقة‭ ‬جمالية‭ ‬وسيطر‭ ‬عليها‭ ‬بمهارة‭ ‬وإبداع‭ ‬وأعادها‭ ‬لهم‭ ‬تدون‭ ‬تزيد‭ ‬أو‭ ‬اصطناع‭.. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬اللفتة‭ ‬كفيلة‭ ‬بطلب‭ ‬مسئولى‭ ‬نادى‭ ‬أكاديمية‭ ‬بولد‭ ‬كلوب‭  ‬بالانضمام‭ ‬إليهم‭ ‬فسارع‭ ‬بالموافقة‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬رحلته‭ ‬مع‭ ‬والدته‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬بالتوقيع‭ ‬لهذا‭ ‬النادى‭ ‬المغمورـ‭ ‬وبدأت‭ ‬رحلته‭ ‬مع‭ ‬الكرة‭ ‬الأوروبية‭ ‬التى‭ ‬ظل‭ ‬ممسكا‭ ‬بمشوارها‭ ‬محافظا‭ ‬على‭  ‬قوة‭ ‬الدفع‭ ‬فيه‭ ‬وحتى‭ ‬نهايته‭.. ‬وقادته‭ ‬موهبته‭ ‬الأصيلة‭ ‬ومهاراته‭ ‬الجميلة‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬نادى‭ ‬أيدس‭ ‬كوبنهاجن‭ ‬فى‭ ‬موسم‭ ‬١٩٩٩،‭ ‬وحظى‭ ‬بإشادة‭ ‬الحارس‭ ‬العملاق‭ ‬بيتر‭ ‬شمايكل،‭ ‬وأسهمت‭ ‬تلك‭ ‬الشهادة‭ ‬فى‭ ‬النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬نادى‭ ‬بيتدلاند‭ ‬وتألق‭ ‬هناك‭ ‬وأحرز‭ ‬خمسة‭ ‬أهداف‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬المباريات‭ ‬واستحق‭ ‬لقب‭ ‬أفضل‭ ‬هداف‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬٢٠٠٤،‭ ‬فطالب‭ ‬مارتن‭ ‬أولسن‭ ‬نجم‭ ‬الدنمارك‭ ‬بالإسراع‭ ‬بتجنيسه‭ ‬لينضم‭ ‬للمنتخب‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬لم‭ ‬ترقه‭ ‬واعتذر‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تلبيتها‭ ‬وطلبه‭ ‬نادى‭ ‬فيردر‭ ‬بريمن‭ ‬الألمانى‭ ‬فانتقل‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬ومنه‭ ‬إلى‭ ‬نادى‭ ‬نيتسى‭ ‬بالإعارة‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭  ‬إلى‭ ‬نادى‭ ‬هامبورج‭.. ‬كان‭ ‬كل‭ ‬هذا‭  ‬المشوار‭ ‬ومحطاته‭ ‬المختلفة‭ ‬غائبا‭ ‬عن‭ ‬عيون‭ ‬المصريين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التقطته‭ ‬عينا‭ ‬كابتن‭ ‬شوقى‭ ‬غريب‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭  ‬للمنتخب‭ ‬الأوليمبى‭ ‬فضمه‭ ‬لعناصره‭ ‬وشارك‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬برونزية‭ ‬العالم‭ ‬للناشئين‭ ‬بالأرجنتين‭ ‬وقام‭ ‬الكابتن‭ ‬حسن‭ ‬شحاتة‭ ‬بتصعيده‭ ‬للمنتخب‭ ‬الأول‭ ‬ولعب‭ ‬دوليا‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬أمام‭ ‬السودان‭ ‬وتوالت‭ ‬مشاركاته‭ ‬فى‭ ‬لقاءات‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬عام‭ ‬٢٠٠٨‭ ‬وتألق‭ ‬بصورة‭ ‬لافتة‭ ‬للنظر‭ ‬أمام‭ ‬منتخب‭ ‬الكاميرون‭ ‬ومزق‭ ‬شباكه‭ ‬بهدفين‭.. ‬لم‭ ‬تغره‭ ‬الأضواء‭ ‬ولم‭ ‬تبهره‭ ‬الأنوار‭ ‬ولم‭ ‬يتخل‭ ‬عن‭ ‬أسلوبه‭ ‬المتواضع‭ ‬ولم‭ ‬يترك‭ ‬تلقائيته‭ ‬المحببة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬معلقا‭ ‬مشهورا‭ ‬بعد‭ ‬اعتزاله‭ ‬وتوديعه‭ ‬البساط‭ ‬الأخضر‭ ‬كلاعب‭.. ‬وتشعر‭ ‬وأنت‭ ‬تشاهده‭ ‬معلقا‭ ‬بأدبه‭ ‬الجم‭ ‬وأخلاقياته‭ ‬العالية‭.. ‬ويعزو‭ ‬الفضل‭ ‬لما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬استقرار‭ ‬إلى‭ ‬والدته‭ ‬الحنون‭ ‬ولا‭ ‬يغفل‭ ‬الأيادى‭ ‬التى‭ ‬امتدت‭ ‬إليه‭ ‬وأسهمت‭ ‬فى‭ ‬صقل‭ ‬موهبته‭ ‬أمثال‭ ‬المدرب‭  ‬التاريخى‭ ‬محمود‭ ‬الجوهرى‭ ‬واللواء‭ ‬حرب‭ ‬الدهشورى‭ ‬ويحتفظ‭ ‬بعلاقات‭ ‬وصداقات‭ ‬لأقرانه‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الذى‭ ‬بزغ‭ ‬نجمه‭ ‬بينهم‭ ‬ورغم‭ ‬انتقاله‭ ‬للإقامة‭ ‬بقاهرة‭ ‬المعز‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يفتأ‭ ‬عن‭ ‬التواجد‭ ‬بمسقط‭ ‬رأسه‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بوقته‭ ‬مع‭ ‬رفاقه‭ ‬وبلدياته‭.‬


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة