جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية


انفجار الإرهابية من الداخل بين لندن واسطنبول

أخبار الحوادث

السبت، 01 يناير 2022 - 11:30 ص

أيمن فاروق

مانشاهده الآن داخل الجماعة الارهابية من تناحر وانقسامات بين قيادات الصف الأول، ماهي إلا نتيجة طبيعية لأفعالهم وجرائمهم التي ارتكبوها عبر سنوات مضت، فما يحدث آخر فصول النهاية فى الكتاب الدامي للجماعة الإرهابية، ميراث الدم توارثوه جيل بعد جيل من قتل وتخريب وتدمير، حتى وصلوا لحالة من التدمير الذاتية، يأكلون أنفسهم كما تأكل النار نفسها اذا لم تجد ما تأكله.

 يوم بعد يوم يزداد التناحر والإنقسام بين الجبهتين حتى وصلوا إلى "الإنشاق الأكبر" فى تاريخ الجماعة، والذي سيترتب عليه نتائج وعواقب وخيمة على التنظيم الدولي المتهاوي، فقبل شهرين، قرر إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم الإخوان، تجميد عضوية كل من محمود حسين ومدحت الحداد ومحمد عبدالوهاب وهمام علي يوسف ورجب البنا وممدوح مبروك، ما دفع المجمدين إلى إعلان عزله من منصبه بعد ذلك، فالمعروف عنهم ان لهم ثقل كبير داخل الجماعة وطباع حادة، ورغبة فى الاستحواذ على التنظيم من جهة أخرى، ولهذا جاء تعيين مصطفى طلبة، قائما بأعمال المرشد.

إلى أي مدى وصل هذا الخلاف وتبعاته وآثاره هذا ما سنعرفه من بعض الخبراء الأمنيين والباحثين فى شئون الجماعات المتطرفة فى السطور التالية.

مايحدث فى «الإرهابية»، وصفناه فيما سبق حالة من التدمير الذاتي الذي وصل إلى «الانفجار»، حقيقة مايحدث والمتابع لتاريخ الجماعة الدموي كان لابد أن يسفر عن هذا الإنفجار، الذي طالما أقدموا عليه خارج جماعتهم وفجروا وارتكبوا عمليات إرهابية أسفرت عن الكثير من الضحايا، لهذا كانت عدالة السماء لابد وأن تأتي لا محالة، خاصة وأن آلتهم الإعلامية وأذرعهم الفاشلة دائما مايلقون بالاتهامات الباطلة والزائفة على الآخرين، فوصول التناحر والخلاف لقمة الهرم التنظيمي وبلوغه هذه المرحلة، تعد سابقة تاريخية لم تحدث منذ تأسيس الجماعة قبل نحو 90 عام، فـ»الإرهابية» شهدت مرارا وقائع انشقاق عدة بسبب خلافات متعددة، لكن لم نشهد أن نراها برأسين وأربعة أرجل، عبارة تنظيمين «جماعتين» أحدهما يقوده محمود حسين والآخر إبراهيم منير و4 أقسام للقواعد الأول يدعم جبهة تركيا والثاني يقف بجانب منير «جبهة» لندن»، والثالث جمد عضويته والرابع أعلن انشقاقه، لهذا علينا أن ننتظر فى الأيام القادمة انشقاق الكثير من أعضاء وعضوات الجماعة الإرهابية حيث ستتكشف العديد من الحقائق لديهم من فساد مالي وأخلاقي، فلا يمكن لأحد أن يتوقع انتهاء الصراع لصالح طرف على حساب الآخر، فلا يمكن حسم الحرب الآن، كما تردد جبهة تركيا وداعميها، لأن جبهة منير لا يستهان بها فلديها من القواعد التنظيمية والروابط الإخوانية ما يجعلها تقف صامدة فى أرض المعركة لفترة طويلة، مما يعني أن حل هذا الصراع أمر مستحيل، ونعود للقول أنه آخر فصول النهاية.

انتهاء التنظيم

بداية،  قال اللواء حمدي بخيت، الخبير الاستيراتيجي، وعضو مجلس النواب، إن التنظيم بخروجه من مصر انتهى، فمولده وقوته وهيمنته يأخذها من مصر، لهذا فهو انتهى فى كل أنحاء العالم، وإن حاولوا التواجد بخلايا متفرقة فى تركيا وأمريكا ولندن وهذا لم يحقق الهدف بالنسبة للتنظيم الإرهابية ولم يستطيعوا إكمال خططهم، لهذا ما يحدث هو انهيار للجماعة الإرهابية، ومايحدث محاولة للتنظيم فى فرض كيان، بعد حالة الاستقرار والتنمية التي تشهدها مصر وتطلع دول كثيرة فى العالم لإقامة علاقات مع مصر.

مباراة

قال اللواء أشرف أمين، الخبير الأمني، أن تناحر جبهتي الجماعة الإرهابية، جبهة لندن، وجبهة تركيا، يشوبها حالة من الغموض، أرى بشكل شخصي، أنها مناورة، لغربلة التنظيم، فما يحدث فى ظاهره إضعاف وإظهار أن التنظيم منقسم وضعيف، وبالفعل بدأ البعض من التنصل بالبيعة، لكن ما يدور فى باطنه لعبة تدور بشكل ما.

وأضاف اللواء أشرف أمين، أن هذا الإنقسام بين جبهتي لندن من ناحية وتركيا من ناحية اخرى، يؤدي إلى نتائج تحور للإخوان بشكل جديد يقلل من قوتهم وخاصة أن يكون هناك نواب مرشد باتجاهات معينة أعتقد أنه تحور بشكل ما للإخوان لإضعافه ويستقل ويأخذ شكل من الأشكال الجديدة، ولكن الأكيد أن الإخوان بدون إخوان مصر يضعفهم كثيرا.

وأشار أمين، إلى أن الحافظة المادية لها دور كبير فى هذا الإنقسام، حيث أن طرفي التناحر يعتمدون على حجم وضعهم المالي على مستوى العالم، مضيفا ان الفصيلين موجودين فى لندن الآن، حيث توجه بعض القيادات الموجودة بتركيا إلى لندن، حيث أصبح الفصيلين المتناحرين بالقرب من بعضهما، وهناك «جيم» يُلعب بحيث ينتهى للأقوى والأشرس والذي يستطيع إعادة التنظيم بشكل جديد، والأهم من هذا إيجاد آلية لأنفسهم للعودة بشكل جديد أكثر شراسة وقادرا على التغلل بشكل جديد.

كما أشار اللواء أشرف أمين، إلى أن تنظيم الإخوان يشعر بحالة من الضعف والانهيار، بعد الفشل الشديد في مصر وخروجه المخزي علي يد المصريين في 2013،  وفي الوقت الحالي تصاعدت الخلافات بين جبهة محمود حسين في اسطنبول وإبراهيم منير القائم بأعمال المرشد للجماعة في لندن بعد القرارات التي اتخذها وتسببت في وجود حالة من الجدل بين أفراد الجماعة فمنهم من أثني علي القرارات على انها تصحيح لأمور  كثيرة والبعض الآخر فسر القرارات علي أنها استبدادية وهي قرارات في شأن شخص واحد وهو محمود حسين الذي يترأس جبهة تركيا باعتباره يمتلك الأموال.

واختتم، مايحدث ليس له تأثير مادي، لأنهم تجار ولديهم وسائل تجارية واقتصاد سري ومصادر تمويل، كما أن لديهم مقدرة كبيرة فى الإنفاق،  فالانشقاق برنامج مخطط له مسبقا، المقصود منه التواجد بنمط جديد لإرضاء بعض التوجهات فى بعض الدول.

غير مسبوق

فى نفس السياق، قال منير أديب، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، ما يحدث داخل تنظيم الجماعة الإرهابية، هو انهيار للتنظيم وتفككه، والبنية التنظيمية لهذه الجماعة تعاني من تفككا شديدا ربما لم تشده الجماعة ولا التنظيم عبر مراحل تاريخية منذ نشأته فى عام 1928 وحتى تاريخ هذا الانهيار، فهو انهيار وليس انشقاق، الانشقاق هو بين مجموعة أشخاص ولا يؤثر على بنية التنظيم، وتبعات ذلك الانهيار هو تفكك التنظيم ولعل الجهود المبذولة لتفكيك الفكرة المؤسسة للإخوان انعكست على انهيار التنظيم نفسه، هناك اتهامات متبادلة مابين كلا الجبهتين وهذه الاتهامات طالت الذمة الأخلاقية والفساد الإداري والأخلاقي، واعتقد أن هناك اتهامات من كل فريق للفريق الأخر، بانه يعمل لأجهزة استخبارات أجنبية وعربية، وبالتالى هذه الخلافات قد تكون جديدة ولا يمكن بحال من الأحوال مداواتها بصورة أو بأخرى كما يحدث  عبر مراحل التنظيم المخلتفة فى حال حدوث انشاق بين مجموعة وأخرى، الأمر أصبح أكبر من ذلك والأمر لم يكن ضمن مجموعتا صغيرة ولكن قيادات صغيرة وكل هذه القيادات يتبعها قواعد كثيرة من التنظيم، وبالتالي أصبحت الجماعة جبهتين، فى لندن والأخرى اسطنبول.

وأضاف، أديب، الجماعة انقسمت الأن إلى أربع أقسام، قسم انحاز إلى جبهة ابراهيم منير فى لندن، وقسم ثاني مع محمود حسين فى اسطنبول وقسم ثالث جمد عضويته داخل التنظيم، بينما القسم الرابع حمل أمتعته ورحل من التنظيم وهذا هو القسم الأكبر، ولذلك عندما نقول تفكك بنية التنظيم لا نبالغ فيما قولناه لأن أغلب أعضاء التنظيم رحلوا منه بعد الاتهامات المتبادلة بين الجبهتين وما اثمر عنه ذلك الانهيار العظيم فى التنظيم.

وأشار إلى أن أخر المستجدات، أن أخر مستجد، فوجئنا أن جبهة اسطنبول قامت بتعيين قائما لأعمال المرشد، فأصبح هناك قائمين وكأننا نتحدث عن مرجعيين شيعيين أحدهما فى كربلاء والأخر فى قم فى إيران، هناك قائم بأعمال المرشد فى اسطنبول مصطفى طلبة، وأخر قائم بأعمال المرشد فى لندن إبراهيم منير، ولكل منهما مؤسسات ولذلك لا نبالغ أنهما جبهتين، ونهاية الجماعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة