مدينة الموتى
مدينة الموتى


حكايات| هنا «كولما».. مدينة الموتى لا يتجاوز الأحياء فيها 0.1%

هناء حمدي

السبت، 01 يناير 2022 - 01:51 م

مدينة تمتاز بهدوئها وجمالها فالطبيعة أخاذة داخل هذه المدينة التي تغطيها المساحات الخضراء فمن لا يتمنى أن يعيش في مدينة كهذه ذات مساحة صغيرة وعدد سكان قليل وهدوء أعصاب لا مثيل له وحدائق تحاوطك من كل اتجاه فلا شيء يعكر صفوك فعدد السكان الذي يتجاوز الـ1.5 مليون لن تسمع لهم صوت أو حتى ترى لهم تواجد ليس لأن الكلام والانتقال ممنوع قانونا ولكن لأنهم يجمعهم الموت فهل مازلت تمتلك الجرأة للعيش في هذه المدينة المميزة.

بالتأكيد تحتاج إلى شجاعة للعيش وسط أرواح 1.5 مليون متوفي فهي ليست مدينة ولكنها مقبرة يمكنك أن تعيش فيها إذا كانت جرأتك تكفي ولا تتردد فستجد معك 1500 ساكن داخل المدينة ما زالوا على قيد الحياة فمدينة الموتى الأمريكية ترحب بك في اي وقت تحت شعار «من العظيم أن تكون حياً في كولما».

مدينة «الموتى» أو مدينة «الأرواح» هو لقب لواحدة من مدن ولاية «كاليفورنيا» الأمريكية الصغيرة حيث تبلغ مساحتها 5 كيلومتر وتتميز بحقيقتها المرعبة وطبيعتها الفريدة التي جعلت منها مقبرة فعدد الأموات فيها أكثر من الأحياء وتصل نسبة سكانها إلى كونها 0.1% مازالوا على قيد الحياة في مقابل 99.9% من الأموات.

فتاريخ تأسيس مدينة «كولما» الأمريكية دائما ما كان مرتبط بالموت لذلك استحقت وعن استحقاق لقب مدينة «الموتى» ففي عام 1900 توافدت أعداد كثيرة من السكان إلى مدينة «سان فرانسيسكو» للعمل في مجال التنقيب عن الذهب ما أدى إلى جعلها بؤرة مكدسة بالسكان وهو ما كان سببا في انتشار الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج وكذلك قابل الارتفاع الكبير في عدد السكان بعدد كبير أيضا من الموتى وتضخمت الأعداد حتى بلغت عدد المقابر بالمدينة 27 مقبرة.

اقرأ أيضا| حكايات| مصاص دماء نيتيروي.. أنهى حياة 14 طفلا لابتلاع جمالهم

ووصل الأمر إلى حد الأزمة فلا توجد أماكن لدفن الموتى داخل «سان فرانسيسكو» مع عدم توافر مساحة كافية لاستيعاب هذا العدد الهائل من الموتى ما دفع عمدة المدينة إلى إصدار قانون لمنع الدفن في مقابر المدينة لاكتظاظها وبدأت رحلة البحث عن مكان بديل للدفن حتى توصل عمدة المدينة إلى تحديد مدينة "كولما" المجاورة لدفن الموتى والذي كان اختيار مثالي في ذلك الوقت بالنسبة لسان فرانسيسكو وذلك لقرب المدينة ووجود وسائل مواصلات عديدة تصل إليها.

ورغم سان فرانسيسكو قانون منع الدفن داخل المدينة إلا أن الأمر ازداد خطورة ووصلت الأمور إلى مرحلة الخطر في عام 1912 فمع تزايد عدد المقابر في المدينة أصبحت تشكل خطر على الصحة العامة ما اضطر رئيس البلدية إلى إصدار أمر بإخلاء جميع مقابر المدينة ونقل الجثث إلى كولما وعلى أثرها تم نقل رفات 150 ألف متوفى إلى مثواهم الأخير في مدينة «الموتى».

ومع حلول عام 1924 تحولت مدينة «كولما» إلى مقبرة تضم آلاف الموتى حتى وصلت حاليا عدد الموتى إلى 1.5 مليون فرد وسيطرت المقابر على 70% من مساحتها وفي المقابل يعيش بها 1500 شخص فقط حتى هؤلاء الأحياء ارتبط عملهم بالموت حيث عملوا كمتعهدين لدفن الموتى وبائعي زهور وفي حفر القبور ولكن الأكثر منهم يعملون في مجال تنظيم رحلات سياحية للمقابر في المدينة خاصة مقابر المشاهير مثل مقبرة «جو ديماجيو» لاعب البيسبول والزوج السابق لـ«مارلين مونرو» ومقبرة «ليفي شتراوس» مخترع البنطلون الجينز.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة