السبت، 01 يناير 2022 - 03:55 م

الأساطير هي جزء من الخرافات لا دليل له ولا يمكن أن يتم تفسيره فالمنطق والاساطير لا يجتمعان فالعقل دائما ما يلجأ إلى الخرافة بعد فشل المنطق في حل لغز ما أو تفسير ظاهرة ولكن إذا نظرنا من وجهة أخرى إلى الاساطير التي انتشرت في زمن الأسلاف فسنجد أنها مليئة بالمعاني والمواقف التي اختزن فيها الإنسان مخاوفه وعبر من خلالها عن آماله وتطلعاته.

ومن أشهر هذه الأساطير هي الحيوانات الخرافية التي اعتمد عليها كأيقونة تعبر عن مشاعره ولأن كل شعب كون أساطيره الخاصة التي تتوافق مع معانيه ومواقفه ستجد بعض هذه الحيوانات الخرافية موجودة لدى أكثر من ثقافة ولكل لكل منها رمز مختلف وعلى رأس هذه الحيوانات "التنين".

اقرأ ايضا:كرهتها الأميرة ديانا.. عادات غريبة للملكة إليزابيث خلال احتفالات رأس السنة

- التنين

يدخل هذا الكائن الخرافي ضمن الأساطير التي صاحبتها العديد من المعاني تبعا لاختلاف الثقافة فتجد في الصين أنها رمز للخير والقوة والشجاعة والنبل والحكمة أما في أوروبا فتجده دائما مرتبط بقيم الشر مثل بسرقة الذهب واكتنازه في كهوف معزولة وكذلك اختلفا في الشكل لتجد التنين الأوروبي يمتلك أجنحة أما الصيني لا يمتلك ورغم هذه الاختلافات إلا أن كافة الأساطير تشابهت في وصفه.

بداية من كونه مخلوقات عظيمة الحجم تشبه الأفعى في استطالة جسمها وتمتلك أجنحة من جلد كأجنحة الخفاش وتتميز بأنيابه ومخالبه الحادة ومنه من يعيش في أعماق المياه وأخرى تقيم على قمم الجبال بعضها قادر على نفث النيران والبعض الأخر لا يمتلك هذه الميزة ولكن جميعهم "تنانين" والتي تعني في اللغة اللاتينية الأفعى العظيمة.

وتبعا للأسطورة الصينية فإن التنين هو الكائن المكلف بحماية الطبيعة لصالح البشر وحمايتهم من غضبها فالتنين المقيم في باطن الأرض تكون مهمته حماية المعادن النفيسة أما المقيم في المياه فمهمته التحكم في الأنهار والبحار ولكن المقيمة في السحاب فتتحكم في الرياح والأمطار والغيوم وهناك التنانين العملاقة التي تكون مهمتها حراسة الآلهة والأباطرة وقصورهم وحفظها من الأرواح الشريرة.

ولذلك وصل الحد إلى اعتقاد الصينيون أن التنانين في زمن ما تزاوجوا مع البشر وأن أحفادها أصبحوا حكام عظماء ومن سلالتهم كان أباطرة الصين أما في الأسطورة الأوروبية فالتنين هو عدو الخلق والإنسان والذي يسعى دائما إلى تدمير نظام البشر والخلق والكون.

- اليونيكورن

هو ذلك الحصان أحادي القرن الذي تشابهت رواياته في الكثير من الثقافات حيث اجتمعت الشعوب على كونه رمز للخير والسمو الروحي والطهارة والنبل ولأنه يعد أسطورة عالمية مشتركة ظن كثير من العلماء على وجود حيوان يشبه تعامل مع البشر في العصور القديمة ولكنه انقرض.

وتقول الأسطورة الإغريقية عن "اليونيكورن" شعار الفرسان والنبلاء أنه صاحب مهمة عظيمة حيث يقوم بحماية الحيوانات في الغابة من الصيد فتواجده في الغابات الكثيفة دفعته إلى تولي هذه المهمة النبيلة فكان مهاجم شرس للصيادين في رحلات صيدهم وعند اقترابهم من مناطقه وتقول بعض الروايات أنه دائما ما كان الملوك والأمراء يسعون لامتلاك قرنه.

فالأسطورة تؤكد أن الكؤوس المصنوعة منها تكشف إن كان الشراب مسموم أو لا خاصة في حالة الشك في وجود مخطط اغتيال مرتقب لهذا كان التجار يستغلون هذا الحرص فرصة لزيادة ثروتهم حيث انتشر بيع القرون في أوروبا لكن الحقيقة أن ما كان يتم بيعه هو قرون حيوان "الكركدن" وحتى يؤكد التجار من قدرتهم على صيد هذا الكائن الخرافي انتشرت الأساطير حول طرق صيده.

فكانت عملية صيد أحادي القرن تتبع طريق واحد فقط وهو وجود فتاة أمامه فحين يرى الفتاة ينسى شراسته وطباعه البرية ويرمي كلّ مخاوفه ويضع رأسه عليها ليستغرق في النوم وعندها يأتي الصيادون لإمساكه ولهذا أصبح رمز للعفة والطهارة.