فيلم أبو صدام
فيلم أبو صدام


فيلم أبو صدام.. رحلة مع الطريق وغضب الحياة

أخبار النجوم

الأحد، 02 يناير 2022 - 10:54 ص

محمد كمال 

أهم ما يميز أفلام “الطريق” أنها ليست مجرد رحلة على طريق، بل رحلة إنسانية داخل شخصية محددة، أو أكثر، وتتميز بحبكات محكمة تنقسم إلى أمرين، الأول رسم الشخصيات الرئيسية وعرض الفروقات بين الماضي والحاضر، والثاني تغليف هذا الرسم بمواقف وتداعيات تحدث خلال الرحلة، لتكمل تلك اللوحة التي في الغالب تأخذ منحنى تصاعدي في البناء، حيث يتم الكشف عن التفاصيل والأسرار والحكايات تباعا.

يندرج فيلم “أبو صدام” - من تأليف وإخراج نادين خان - تحت هذه النوعية من الأفلام، فهو الفيلم الذي نافس في المسابقة الرسمية بالدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحصل بطله محمد ممدوح على جائزة أفضل ممثل، لكن هل نجحت المخرجة نادين خان في الحفاظ على أهم عنصرين في حبكتها التي تتعلق بدراما الطريق؟

في النقطة الأولى نجد أن نادين تميزت بإقتدار في رسم شخصيتها الرئيسية “أبو صدام”، صحيح هي لم تفسر مسألة اختيار الإسم، خاصة أن البطل نعرف خلال الأحداث أنه لا ينجب، لكننا أمام بطل مهزوم مقهور رغم بنيانه الجسدي القوي، يسيطر عليه الإحباط رغم عباراته حول بطولاته على الطريق، وأنه يلقب نفسه بـ”ملك الطريق”، وهو سريع الغضب وعنيف في سرعة رد الفعل، فظ اللسان، فهو شخص من الذين نقابلهم يوميا في حياتنا بشكل سريع عن طريق الصدفة من المجتمعات المهمشة، لكننا نجهل هذا الماضي السحيق وتلك الصراعات النفسية المعقدة التي يعانون منها، وعند “أبو صدام” تتعدد الأسباب، فهو لا ينجب، ويعاني ضعف جنسي رغم قوته البدنية، ولديه أزمات مع زوجته وأسرتها.

“أبو صدام” سائق سيارات نقل ثقيل (تريلا)، مع مساعده (التباع) “حسن”، وتدور معظم أحداث الفيلم داخل تلك العربة، حول رحلة السائق و”التباع” في الساحل الشمالي المصري، من الدلنجات إلى العلمين، من خلال علاقة مرتبكة بعض الشيء، حيث نجد أن الثنائي يحمل الحذر من الآخر، وبالتالي منحنى الحديث بينهما يأخذ عدة مسارات بين الصعود والهبوط، حول محاولات كشف ماضي “أبو صدام” التي لا يمنحنا منها الفيلم سوى إرهاصات حول غيابه لأعوام عن مزاولة عمله، وعن النساء والجنس.

أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية، فهو الأمر الذي افتقده الفيلم بشدة، فلم يكن هناك تغليف أو إطار لتفاصيل تزين تلك اللوحة التي رسمتها نادين لشخصية “أبو صدام”، والتي ترتبط بتفاصيل ومواقف تحدث للثنائي على الطريق، وتأخذ تلك العلاقة الوليدة إلى مسار أقوى دراميا، فالأحداث التي وقعت للثنائي على الطريق إما غير مكتملة، مثل الغضب من إحدى السيدات أثناء قيادة سيارتها أو الشجار مع ضابط الشرطة أو محاولات حسن لسرقة “العهدة”، نفس الحال بالنسبة لمشاهد الفرح، فقد كان فيها نوع من الإستطراد والمبالغة، كأنها مقحمة في الأحداث، والاستثناء هو المشهد الذي جمع بين “أبو صدام” والراقصة في مقصورة سيارته، فهو المشهد الوحيد الذي فيه توظيف درامي لشخصية وأزمات البطل.

يحسب لنادين خان ولمحمد ممدوح المغامرة بتقديم فيلم عن بطل عكس الصورة النمطية لمعظم أبطال السينما المصرية، أبو صدام صحيح هو بطل يعاني لكنه في نفس الوقت يحمل الكثير من الاشكاليات في شخصيته فهو بطل غير شريف لكنه في النهاية إنسان لديه أخطاؤه وماضيه الغاضب وكما عبرت نادين في اللقطة الأخيرة باستخدام الكاميرا “الدرون” في صعود تدريجي لها حتى تصبح شاحنة أبو صدام كأنها جزء من الطريق أو نقطة صغيرة لرجل في الحياة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة