الراب المصري
2021 عام أغاني الراب المصري
الأحد، 02 يناير 2022 - 11:21 ص
محمد القليوبى
عام 2021 هو العام الأكثر نشاطاً لمشهد الراب المصري، فلم يكن ليتخيل أحد أن تصل متابعة مغني الراب خارج نطاق جمهورهم لهذا الحد الذي بات شعبياً وعربيا، بل وعالمياً، فقد بدأت حكاية المشهد الجديد مبكراً بعودة من بعد الاعتزال، وتوسطها «نكش» و«ديسات» – حسب لغة الراب - بين مجتمع الراب سواء مغنيين أو مستمعين، وإنتهت بأزمات مع نقابة الموسيقيين، وسباقات سرعة للحصول على أعلى نسبة استماع على مواقع التواصل الإجتماعي.. لذا في هذا الموضوع نرصد لكم أهم تلك المشاهد التي تابعناها سوياً.
«عودة من بعد الاعتزال».. كان هذا العنوان الأبرز في الصحافة الفنية وتريندات مواقع التواصل الإجتماعي بلا منازع، والتي كانت متعلقة بعودة مروان بابلو التي لم يتوقعها أحد، فبعد أن قرر بابلو إعتزال الراب بغية التعبد، عاد بعد عام كامل من الغياب بأغنية جديدة وكليب بعنوان «غابة»، واستطاع بخفة يد أن يسرق كل الأنظار ناحيته بهذه العودة التي كانت محور حديث مجتمع الراب والوسط الفني بشكل عام، بل وأستمر كليب «غابة» هو الأكثر مشاهدة على «يوتيوب» لأكثر من 10 أيام، وكان أول كليب راب يتخطى حاجز الـ3 مليون مشاهدة في يوم واحد، وكان هذا الرقم صادماً للجميع، ويليق بإحتفاء عشاق الراب بتلك العودة التي كانت علامة على دخول مشهد الراب المصري لمرحلة جديدة أكثر إتساعاً من ذي قبل.
«الديس» الصريح
ببساطة كانت أيام «الديس» هي المسيطرة على كل المنصات، وهي حرباً كلامية لا يبدو لها من نهاية، لكنها ممتعة للملايين الذي يتابعونها بشغف أكثر من كرة القدم.. المعركة بدأت بـ«ستوري» من ويجز في شهر فبراير نشر فيها على «إنستجرام» صورة شخص يشبه مروان موسى، قائلا:ً «ميم ميم بنفسه»، وكان يسخر منه في ذلك الـ»ستوري»، وإنتشرت تلك الصورة حتى وصلت لمروان وإعتبرها بداية الحرب، ليكتب «ديس» على «ستوري» تحمل صورة «حظاظة» وتشير إلى ويجز، وكتب: «أيوا اللي جاي ده دوري، أنت بتنكش في ستوري، ليه متنكش في حضوري».
ليطلق مروان موسى بعدها «ديس» جديد بعنوان «مش أوكيه»، والذي «نكش» فيه عن كل مغنيين الراب، بداية من ويجز، وحتى أبيوسف وعفروتو، ولم يسلم أحد منه في هذا التراك، وحتى تلك اللحظة كان أبيوسف هو «الأب الروحي» لمروان، لكن الأمر أنتهى بعد هذا الـ«ديس»، وبدأ أبيوسف النكش بـ«ستوري» هو الآخر قائلًا: «يابرو أعمل يا برو حد حايشك، أجي أشجعك طيب»، لتبدأ من هنا «العركة» الحقيقية التي قلبت مجال الراب رأسًا على عقب حتى الآن، وصولًا لتصدر التراك للتريند رقم واحد على «يوتيوب» في مصر، وتصدر «الدس» حديث الجمهور على منصات التواصل بين «فيس بوك» و«تويتر».
عفروتو هو الآخر لم يجلس ليشاهد، بل أخذ صف مروان موسى، وقام بدس أبيوسف في «ستوري»، وكتب: «ألبس حاجة طيب»، ساخراً من أبيوسف الذي نشر لنفسه صورة يظهر فيها عاري الصدر، وأرجع البعض سبب هذا «الديس» من عفروتو لأبيو بسبب حقل سابق لهما تركه أبيوسف بسبب خلافات مع اللجنة المنظمة، وأصبح عفروتو في موقف صعب أمام الجمهور.
سارق «البيتات»
لم ينته الأمر عند عودة بابلو، بل أنتقلت النار لحادث أقل صخباً، وهو إتهام مروان موسى بسرقة «البيتات»، فقام موسى بصنع كليب بسيط تحمل كلماته رداً على «الديسات» التي قام بها مروان موسى نفسه مع أبيوسف وعفروتو يقول فيها: «كانت بسيطة، كانت سهلة جيت حطيتلك رجلي على المشهد حصلت قبليا، بس لما أنا عملتها كانت اشيك».. وفي الكلمات يبدو أن موسى يسعى لإعلان سيطرته على مشهد الراب المصري، كونه أصبح واحد من أشهر مغني الراب، خاصة بعد تفوقه على أبيوسف في «الديس» الأخير بينهما.
يأتي الرد سريعاً من «كوردي» الذي خرج في فيديو مباشر إتهم فيه «مارو» بشكل مباشر بسرقة كورس تراك أغنية«AYAO»، وقال: «كلها بقت تسرق بعضيها.. يعني محمد رمضان لسه سارق أغنية من أبو أصالة، وبعد كده نخش على أغنية «AYAO»، يعني إيه يا رجالة، يعني عملنا أغنية «AYAO»، وجبنا الرجالة وصورناها، وبعد كده الكورس بالدنيا تتسرق كده عادي، الناس اللي بتسمع تدخل تسمع كده تاني.. مش صح يا حبيبي كده غلط، ما تعملش كده عشان أنت المفروض فنان، والناس تقول عليك لص يا لص عيب»، وكان هذا المقطع صادم للجميع سواء محبي مروان موسى في المشهد المصري، أو كارهيه، ودفع الكثيرين لإعادة الاستماع لأغنية «AYAO» التي قدمها من قبل تاتو تاون ومينو زين وعلي ويزي في العام الماضي، وقام تاتو تاون بعمل فيديو يقارن فيه بين أغنيته وأغنية «بالون دور»، وقام بلعب الأغنية على فيديو موجه للجمهور يبدو فيه تشابه كبير بالفعل بين كورس الأغنيتين، وهو ما آثار غضبه وسخرية عدد كبير من الجمهور جراء هذا الأمر .
«مروان يا مروان»
في مشهد آخر - عبثي لحد كبير - وبعد عودة بابلو - التي تحدثنا عنها سابقا -عاد بابلو إلى السكوت من جديد، وهذه المرة ليس بقرار منه، بل بقرار من نقابة الموسيقيين، وذلك بعد أن شارك في حفله الرابر الفلسطيني «شاب جديد»، ووقف بكل ثقة محاولاً أن يبتكر شيئاً جديداً ليقول على نفس مقامات أغنية «مولاي إني ببابك» للنقشبندي.. «مروان إني ببابك»، وفي هذه اللحظة ثارت حفيظة الكثير من المصريين، نظراً لأن الأغنية الدينية لها قدسية خاصة عندهم، ولم يكن يعلم مروان أن هذه اللحظة ستعيده من جديد إلى حالة ما قبل العودة، لكنه قال أنه يحترم قرار النقابة، وأنه لم يعلم أن «شاب جديد» سيقوم بتأدية هذا المقطع وبهذه الطريقة، وهو ما أكد عليه المغني الفلسطيني الذي قال أنه لم يتخيل أن تصل الأمور لهذا الحد، ويتم منع بابلو من الغناء أو إقامة الحفلات.