خالد رزق
خالد رزق


مشوار

لا لتمصير دراما «عالم» لايشبهنا

خالد رزق

الأحد، 02 يناير 2022 - 05:39 م

يبدو أن أزمة ندرة النصوص الدرامية المصرية الأصلية فتحت الباب واسعاً أمام العودة إلى منهج التمصير الذى كان رائجاً فى بدايات الحركة المسرحية والسينمائية أوائل القرن الماضى، فالعام الفائت والذى شهد ما يمكن أن نصفه بانطلاقة حقيقية للمنصات الإلكترونية العربية ، بدأت هذه المنصات بعرض عدد كبير من الأعمال الدرامية الممصرة المأخوذة عن مسلسلات أمريكية .. ومثلها فعلت محطات فضائية عربية ، على الأرجح لملء فراغات زمنية فيما تقدمه لمتابعيها من دون توقف على مدار 24 ساعة يومياً.. الظاهرة رأيناها فى أعمال أبرزها «الآنسة فرح»، «قواعد الطلاق الـ 45»، و«ستات بيت المعادى» وغيرها و هى أعمال أتت جاذبة للمشاهدين على ضعف بنيانها الدرامى و عدم معقولية ما تطرحه حبكاتها من قضايا وأحداث  فى حالات، وليس ضعف المستوى و لا البعد عن المنطق هو ما يسترعى الانتباه لمثل هذه الأعمال و إنما ما تحمله من قيم و ثقافات تنتمى إلى عوالم لا تشبهنا ، و لكنها تتسرب و تجد طريقاً سهلاً إلى بيوتنا وعقول أجيال لم تجد حاضنة اجتماعية و ثقافية تحصنها من الاختراق.. فى كل هذه المسلسلات نجد قواسم مشتركة لسلوكيات ينخرط فيها الأبطال ليست موائمة لمجتمعنا، وكان سهلاً على من قاموا على تمصيرها تجاوزها لولا أن التركيز عليها يبدو مقصوداً وفى سياق ممنهج هدفه تغريب مجتمعاتنا وترسيخ القبول بما هو مستهجن فى ثقافتنا الأصيلة.. ولست أكتب هنا ظاناً أن شيئا من ضمير ووعى ربما يستيقظ عند من وراء هذه الأعمال بصيغها الحالية وبحيث يراعون خصوصية مجتمعنا فيما ينقلون ، وإنما فقط أنبه إلى أنه على الدولة الاستمرار على خط المواجهة وذلك الاستمرار فى تبنى انتاج أعمال مصرية خالصة وممصرة بقواعد أخلاقية وثقافية تنتمى لمجتمعنا، كما فعلت فى إنتاج «الاختيار» و«هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول» فمثل هذا الدور لن تلعبه شركات الإنتاج  و لا المنصات و الفضائيات الخاصة.. و البداية فيما أرى بتشكيل لجنة من كبار الكتاب و المخرجين يكون دورها انتقاء الأعمال الدرامية المصرية و الأجنبية الجاذبة والقادرة على مواجهة طوفان الدراما المستعربة التى لاحت مقدماته .
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة