خالد جبر
خالد جبر


أضواء وظلال

سيدة البحار تحتضر.. وتقترب من نهايتها

خالد جبر

الإثنين، 03 يناير 2022 - 05:54 م

 

حاملات الطائرات هى سيدة البحار... كانت حلماً منذ قرون حتى أصبحت حقيقة وحلت مكان البوارج الحربية باعتبارها أقوى سفينة سيطرة بحرية قبل 75 عاماً، لكن فترة سطوتها تبدو قصيرة فى عمر التاريخ، وهى تقترب عملياً من نهايتها وفق تقرير إستراتيجى أمريكى مؤخراً.

برزت حاملات الطائرات فى معركة ميدواى إبان الحرب العالمية الثانية، التى اندلعت بين القوات الأمريكية واليابانية فى المحيط الهادئ عام 1942، وجاءت هذه المعركة بعد أشهر على هجوم اليابانيين الشهير على بيرل هاربر.

ولعبت حاملة الطائرات دوراً كبيراً فى صد الهجوم اليابانى فى هذه المعركة، كما أدت حاملات الطائرات الأمريكية دوراً كبيراً فى 5 معارك أخرى فى الحرب العالمية، كرست مكانة حاملات الطائرات فى أعالى البحار.
ومنذ العام 1945، موعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم تنخرط البحرية الأمريكية فى معارك بحرية.
لكن حاملات الطائرات أصبحت أداة الولايات المتحدة فى مواجهة أعدائها حول العالم، إذ شكلت مدناً عائمة وقواعد انطلاق متحركة يمكن نقلها إلى شتى أرجاء الأرض، حتى أنها وصفت بـ «سلاح أمريكا الأقوى».
وتخدم الآن فى البحرية الأمريكية 10 حاملات طائرات تجوب بحار العالم ومحيطاته، التى تشكل ثلثى مساحة الكرة الأرضية.
ولعقود طويلة، ظلت هذه السفن العملاقة وسيلة الولايات المتحدة المفضلة فى التعامل مع النزاعات والحروب، بسبب سهولة تحريكها إلى مقربة من بؤر الصراع.
لكن الأمر لن يبقى على ما هو عليه، بحسب تقرير لموقع «ناشيونال إنترست» الأمريكى المعنى بالشئون الاستراتيجية والعسكرية.
فمن الأسباب التى تدفع إلى الإحجام عن الاستثمار فى حاملات الطائرات هو التكاليف الهائلة. وعلى سبيل المثال، بلغت تكلفة حاملة الطائرات جورج بوش التى دخلت الخدمة فى 2009، نحو 6 مليارات دولار.
ويجرى حاليا وضع اللمسات الأخيرة على حاملة الطائرات جيرالد فورد التى من المقرر أن تدخل الخدمة فى 2022. وتفيد تقديرات بأن حاملات الطائرات هذه كلفت الخزانة الأمريكية نحو 14مليار دولار.
وليس هذا فحسب، فحاملات الطائرات تشغل ما نسبته 46 فى المائة من عناصر البحرية الأمريكية، وهذا يضغط كثيرا على ميزانية الجيش الأمريكى.
ويقول مكتب الميزانية والتقييمات الاستراتيجية فى «البنتاجون» إن حاملة الطائرات هى أغلى قطعة عسكرية فى العالم، مما يجعلها هدفا رئيسيا لعمليات التقشف.
وبعيدا عن التكاليف المالية، لم تعد حاملات الطائرات فى منأى عن الهجمات الصاروخية، بما يجعلها عرضة للأخطار، خاصة مع تطور تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة.
وتقدم هذه التكنولوجيا سيحرم حاملات الطائرات من الاقتراب من السواحل، كما كانت تفعل لعقود.

وقدرت ورقة بحثية صدرت قبل سنوات حول مستقبل حاملات الطائرات بأنه فى وسع الصين إنتاج 1227 صاروخا بالستيا مضادا للسفن.
وعلى الرغم من أن صاروخا واحدا لن يكون قادرا على إغراق حاملة طائرات، لكنه على الأقل سيلحق أضرارا كبيرة فيها.
ومن السيناريوهات المرعبة التى يتوقعها الباحثون الهجوم الصاروخى المكثف على حاملات الطائرات، بما يشل قدرتها على الدفاع والمواجهة.
ويعتقد الخبراء العسكريون أن تكاليف الصواريخ البالستية التى تطلق فى البحر ستنخفض فى السنوات المقبلة، مما يعنى أنها ستصبح فى أيدى دول صغيرة أو حركات مسلحة.
لقد اقتربت حاملات الطائرات من نهايتها .. لقد بدأت فى مرحلة الاحتضار.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة