صورة موضوعية .. لصناعة الكليم والجوبلان
صورة موضوعية .. لصناعة الكليم والجوبلان


«الكليم والجوبلان» مجد «فوه» الضائع  

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 05 يناير 2022 - 10:30 ص

كتب :حمدين بدوى

كانت مدينة فوة بمحافظة كفرالشيخ قلعة مصر لصناعة الكليم والجوبلان، كما أن بها العديد من الأثار الإسلامية، ومدرجة بمنظمة يونسكو كمدينة سياحية مفتوحة، وبها العديد من القباب والمساجد الأثرية ذات المآذن العالية، وقد شهدت مدينة فوه منذ سنوات اندثار أسواق بيع منتجات الكليم والجوبلان بكافة أنواعها، حيث هجر المهنة معظم الصنايعية المهره، بعد تدني أسعار البيع وارتفاع التكلف.

 وتعتبر قلعة صناعة الكليم والجوبلان على مستوى الجمهورية بمدينة فوه، حيث يقوم أصحاب المصانع بتوزيع الإنتاج داخلياً بمختلف المحافظات، وكان الإقبال عليه شديدًا جداًَ ومطلوب للجميع، إضافة للتصدير إلى عدة دول عربية وأجنبية إلا أنه بعد ظهور السجاد والموكيت توقفت عمليات التصدير وقل الإقبال على المنتج، وسادت ظاهرة من الكساد الغير مسبوق في تلك الصناعة الهامة.


"بوابة أخبار اليوم" ترصد أسباب هجرة الصناع للمهنة واتجاههم لصناعات أخرى.


في البداية يقول محمد عبد الحميد شهاوي من أبناء مدينة فوه، "في الماضي كانت مدينة فوه تشتهر بتلك الصناعة العريقة صناعة" الكليم والجوبلان" حيث تعتبر صناعة المنسوجات والكليم بالمدينة منذ القدم حيث توارثها الأبناء جيلاً بعد الآخر عن أجدادهم، فهى كانت مهنة يتسابق عليها معظم الشباب لأنها كانت في تلك الأوقات وكان العمل يستمر خلال الإجازات والأعياد حتى يتم تصديره داخل محافظات مصر وخارج مصر لدول عربية وأوربية، والآن أصبحت عمليات البيع تتم بكميات محدودة جدًا بسبب العديد من المشاكل مثل عدم توفر القطن الذى يتم تصنيع الكليم أو الجوبلان أو أي منتج آخر يريده الزبون أو يتطلبه السوق، كما أن الصناعات الجاهزة غزت السوق لرخص سعرها وقلة تكلفتها.

ويتداخل في الحديث محمود سعد عبده من الشباب، قائلاً "يطلب الأهالي زيارة مناول ومحال صناعة سجاد فوة اليدوى الذى قارب على الاندثار لقلة العاملين بتلك المهنة بعد أن اقتحم جوبلان وكليم وسجاد فوة أسواق الدول الأوربية، وأقيمت هناك المعارض له، وكانت مدينة فوه تمتاز بصناعة الكليم والموكيت والجوبلان وغيرها من المنسوجات اليدوية وكانت تُصدر لدول العالم مثل إيران ودول الخليج وكل بلدان العالم التي كانت تطلبه بالأسم، وفي نفس الوقت كانت هذه الصناعة تدر دخلاً للصنايعية ولمصر بالعملات الأجنبية، وكان شباب الخريجين من مختلف المحافظات الباحثين عن العمل يفدون إلى العمل بهذه الصناعات اليدوية قبل أن يضربها الكساد ولكن عدم الإقبال عليها تسبب ذلك في هروب الاف الصنايعية المهرة، بحثاً عن لقمة العيش بالسفر للخارج أو العمل في مهن أخرى.

أما أحمد حمدي جمعة صنايعي بؤكد، "كنا في الماضي نتسابق في الانتاج على الذى ينتج أكثر حيث كان الصنايعي الماهر يعمل من ٨ صباحاً حتى منتصف الليل يومياً ويوميته ٥٠ جنيهًا فقط، وأن تلك المهنة تتطلب لياقة بدنية، وكلما تقدم بالصنايعية العمر قل الإنتاج وبالتالي تقل اليومية وسط متطلبات الحياة المرتفعة التي شهدها العالم أجمع، وإن مدينة فوه كانت تشتهر بتلك الصناعة العريقة من عصر محمد علي باشا، تماماً مثلما تشتهر المحلة الكبرى بصناعة المنسوجات والأقمشة القطنية، وأن «فوة» كانت قلعة مصر لصناعة الكليم والجوبلان، كما تمتاز أيضا أن بها العديد من الأثار الإسلامية، ومدرجة بمنظمة «يونسكو» كمدينة سياحية مفتوحة، وبها العديد من القباب والمساجد الأثرية ذات المآذن العالية، وأن مهنة السجاد والكليم مش مجرد مهنة ولكن تنطق برسومات طبيعية وحكايات وأحداث تاريخية تعبر عن عبق الماضي.

ويضيف مغربي إبراهيم صنايعي، "إن المشكلة أن كل واحد من هؤلاء الصنايعية يعمل بطريقته ولا يطور نفسه، وأن تلك المهنة تتطلب لياقة بدنية، وكلما تقدم بالصنايعية العمر قل الإنتاج وبالتالي تقل اليومية وسط متطلبات الحياة المرتفعة، كما أن تلك المهنة بمدينة فوة لم يتم تطويرها، وبالتالي فإن المنتج ليس بالجودة التى تجذب المشترى أو الأسواق العالمية والمحلية، وأن مدينة فوه بها مصنعان للطرابيش كان أقامهما محمد علي باشا، إضافة إلى ٣٦٥ مئذنة وربع الخطابية الذي كان يستقبل التجار فى عهد محمد علي، حيث كان بها ميناء يعتبر ملتقى للوفود التجارية من الشرق والغرب، ويجب استغلال تلك الآثار وفتح معرض مفتوح لمنتجات الكليم والجوبلان لعرضها على السياح من مختلف بلدان العالم لإعادة مجد تلك المهنة وأن يتدخل المسؤلين لدى وزارة السياحة لوضع مدينة فوة على الخريطة السياحية كما كانت من قبل.

وطالبت النائبة هالة فوزي أبو السعد من أبناء فوه ورئيس جمعية لصناعة الموكيت والجوبلان، تبنى تلك المهنة ورعايتها لأنها أوشكت على الانقراض بعدما كانت تغزو الأسواق العالمية وتدعم الاقتصاد المصرى بالعملات الصعبة، وقالت " يجب تنمية بيع المنتجات عن طريق تنظيم معارض بكفرالشيخ، لأنه أصبحت صناعة السجاد والكليم على وشك الاندثار، بعد أن تركها العاملون بها، نتيجة الإهمال، وعدم تطوير حرفتهم، وغزو المنتجات الصينية للأسواق المصرية، بعد أن كانت المدينة واحدة من أكبر قلاع الصناعة في مصر".  

اقرأ أيضأ: أحد صناع السجاد اليدوي: «التوك توك» يتسبب في اقراض المهنة 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة