الأربعاء، 05 يناير 2022 - 06:36 م

كل أعياد مصر هى مواعيد تتأكد فيها وحدة نسيجها الوطنى، ويتأكد فيها أن الأرض التى كانت مهد الحضارة ستظل عنوانا لأجمل ما فى الإنسانية من إعلاء لقيم المحبة والإخاء.

واليوم، ومع الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يزهو الوجه المشرق لوطن يعرف أن وحدته الوطنية هى حصن الأمان، ويؤمن أن الدين محبة، ويعرف أن كل دعوات التطرف والكراهية هى نبت غريب على مصر التى هدت البشرية كلها إلى قيمة التوحيد وعلمتها كيف تبنى الحضارة، كما علمتها أن يكون لها ضمير يأخذها إلى طريق الخير والمحبة والإخاء بين البشر.

فى عيد الميلاد - كما فى كل الأعياد المصرية - تسقط كل دعاوى الفتنة، والتى نعرف جيدا أنها لا تصدر حبا فى الدين ولكن كرها فى الوطن وتآمرا عليه. لا يفرق الإرهاب بين مصرى وآخر. إنه يستهدف الجميع لأنه لا يعرف إلا طريق الكراهية، ولأنه لا يؤمن بوطن ولا يفهم صحيح الدين الذى يعلى قيم الخير والسلام والمحبة بين البشر أجمعين.

إنهم - كما قال الإمام الأكبر شيخ الأزهر - يستخدمون خطابا لا يعرفه الإسلام يريدون به اختطاف عقول الناس وتضليلهم. إنه نفس الخطاب الذى لجأ إليه كل تطرف واستخدمه كل الأعداء على مر تاريخنا فى محاولاتهم البائسة لزرع الفتنة مستهدفين الوحدة الوطنية التى كانت على الدوام هى الحصن المنيع أمام أى عدوان خارجى أو تآمر من الفئات الضالة التى لا تريد خيرا للدين أو الوطن.

بكل المحبة نهنئ إخوتنا المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ونتشارك جميعا فى الأمنيات الطيبة بعام سعيد.. نبنى فيه وطننا معاً، ونحميه معا، ونبقيه على الدوام وطنا يزهو بوحدة أبنائه التى تجمع الكل فى طريق لا يعرف إلا المحبة والأخوة الصادقة القادرة دوما أن تقهر كل دعاوى الكراهية وكل المؤامرات التى تسقط على حائط صلب لا يلين هو حائط الوحدة الوطنية.

عيد ميلاد مجيد وسعيد. وكل عام ومصر محروسة برعاية الله وبوحدة شعبها. الله محبة وعلى أرض مصر السلام.