فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق


م.القلب

وداعاً يا حبيب العمر

فاتن عبدالرازق

الأربعاء، 05 يناير 2022 - 07:23 م

وأبى عام ٢٠٢١ أن يرحل إلا بعد أن يغرس خنجراً فى قلبى جعله يقطر دماً وسيظل ينزف حتى نهاية العمر بعد أن تلقت الأسرة هذه المكالمة التليفونية الصادمة الحزينة من مركز الحالات الحرجة فى السادسة من مساء يوم الأربعاء ٢٩ ديسمبر بتوقف قلب زوجى وحبيبى وأبى وصديقى وأخى.. عشرة عمرى وشريك حياتى وسندى فى الحياة المهندس كمال محمد قاسم الذى ظل يواجه بكل شجاعة وصمود مرضين خطيرين لمدة ٧ سنوات بطريقة أبهرت كبار الأطباء الذين وصفوه بالمحارب القوى المحب للحياة وكان رده عليهم أكثر إبهارا عندما قال «إننى استمد قوتى من حبى لأسرتى وحبهم لى ومن دعاء الأهل والأصدقاء».

كان مستشارى وقارئى الأول يسعد بنجاحاتى ويتابع بكل شغف كل ما أكتب ويقترح دائما أفكاراً جديدة للمقالات والحوارات الصحفية وها أنا أكتب المقال الوحيد الذى لم ولن يقرأه.

إنه نموذج الزوج الوفى الذى يكرس كل حياته وجهده وماله لإسعاد أسرته.. يعلم كل صغيرة وكبيرة عن أولادنا وأحفادنا ويشاركهم أفكارهم وأحلامهم ويمدهم بالنصائح الغالية من واقع خبرته الكبيرة فى الحياة يتحدث مع الجميع فى كل المجالات، لهذا أطلق عليه الأحفاد «المثل الأعلى» و»جبل العائلة» و»الأستاذ» فقد كان بالفعل «الأيقونة» التى يجب أن يكون عليها رب الأسرة كان رحمة الله عليه إنسانا ودودا يحمل بين جنبيه قلبا كبيرا يتسع للجميع.. ترك بصمة جميلة لكل من تعامل معه حتى وإن كانت صداقة عابرة أو مجرد معرفة عن طريق التليفون.

أحبه العامل البسيط والمثقف القريب والغريب فقد كان يجيد فن التعامل مع كل المستويات وترك لى رصيداً ضخماً من المشاعر والحب والإخلاص والذكريات.

إن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون ولكنها إرادة الله ولا راد لقضائه ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، إنا لله وإنا اليه راجعون، اللهم ارحمه واغفر له واسكنه الفردوس الأعلى واجعله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر مع الصديقين والشهداء والأبرار وحسن أولئك رفيقاً.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة