محمد الشماع
محمد الشماع


قريباً من السياسة

قضية هامة نتوقف عندها!

محمد الشماع

الخميس، 06 يناير 2022 - 06:18 م

مناشدة رئيس الجمهورية لرجال الأعمال للمشاركة فى تمويل خطط التنمية الوطنية مسألة هامة يجب أن نتوقف عندها، إذ ليس تلك المرة الأولى التى تتقدم أعلى سلطة سياسية فى الدولة بهذه المناشدة، فى المرة الأولى كان طلعت حرب يتوجه إلى الرأسمالية الوطنية المصرية لإنشاء بنك مصر كبنك وطنى يتم تمويله برؤوس أموال مصرية. وكان هدف البنك هو إنشاء صناعات وطنية وتشغيل أياد عاملة مصرية.

نجح طلعت حرب فى تأسيس صناعة وطنية مصرية لاتزال تقف على أقدامها حتى الآن، رغم محاولات الاحتلال إفشال التجربة المصرية. كان ذلك درسا يميز بين الرأسمالية الوطنية التى ساهمت فى تأسيس بنك مصر وتأسيس الصناعة المصرية، وبالتالى بين الرأسمالية العميلة التى تواطأت مع الاحتلال الإنجليزى لتدمير تجربة بنك مصر أو التخلص من طلعت حرب الاقتصادى الأشهر.

ذلك مدخل مهم لفهم أهمية أن تمتلك الطبقات الرأسمالية، ورجال الاعمال رؤية وطنية، وألا تتصرف بمعزل عن القضايا المصرية التى تشغل بال الأمة المصرية، فإذا ما تحركنا فى التاريخ بضع سنوات فسوف نصادف ثورة يوليو وسوف نستمع إلى عبدالناصر وهو يناشد الرأسمالية الوطنية المصرية، بأن تساهم بأموالها فى خطط التنمية وتوسيع القاعدة الصناعية.

ولكن للأسف فإن الرأسمالية الوطنية لم تكن تملك الأفق السياسى الذى يجعلها تقرأ الواقع وتستشرف المستقبل وبذلك أحجمت عن المساهمة فى مشاريع التنمية التى كان يطرحها النظام المصرى فى ذلك الوقت ولو فعلت لتغير مسار التاريخ المصري، ذلك الإحجام عن المشاركة فى البناء الوطني.

وها هو الرئيس عبدالفتاح السيسى يناشد الرأسمالية الوطنية ورجال الاعمال المساهمة فى برامج التنمية وتلك قضية ملحة وهامة لأننا نحتاج إلى برامج للبناء ورفع سقف التشغيل نظرا للزيادة السكانية التى طرأت على تكوين الشعب المصري، والتى تحتاج إلى برامج للتشغيل لا تستطيع الدولة أن تقوم بها وحدها.
لذلك فإنى أناشد الرأسمالية الوطنية المصرية أن تتعاطى وتتفاعل مع الواقع التاريخى الذى نعيشه وأن تنظر بعين الجدية والاعتبار إلى دعوة الرئيس السيسى وألا تكرر تلك الأخطاء التى شابت مسيرتها حتى لا يتعرض المجتمع إلى هزة اجتماعية سوف يكون هؤلاء الرأسماليون ورجال الاعمال أول المتضررين منها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة