آمال عثمان
آمال عثمان


اتكلم عربى!

آمال عثمان

الجمعة، 07 يناير 2022 - 06:22 م

 

حتى وقت قريب لم يكن الشباب بهذا المستوى من الاغتراب اللغوي، والخواء الثقافى والاضمحلال الفكري، صحيح أن الأمر لم يحدث بين ليلة وضحاها، لكن وتيرة الهبوط والتدنى تسارعت خلال العقدين المنصرمين بصورة مفزعة، تنذر بخطر حقيقى يهدد هوية أبنائنا وثقافتهم وانتماءهم.

لقد تمادينا فى الاهتمام بواقع اللغات الأجنبية فى التعليم، حتى قمعنا وازدرينا لغتنا العربية التى أصبحت تعانى من الغربة والاغتراب، وأضحى الشباب يتخاطبون بألسن معوجة تمتزج فيها اللغات بشكل تعسفى فاقد للهوية والانتماء، ويتعاملون بلغة مهجنة لا تخضع لأى أبجديات، وإنما خليط من الحروف اللاتينية الناطقة بالعربية، أما القراءة والكتابة باللغة العربية التى تشكل قدراتهم اللغوية والفكرية والثقافية، فحدث ولا حرج!! ولا أتحدث هنا عن أخطاء النحو والإعراب، ولكن عن خطايا إملائية ومفردات وتعبيرات كارثية!!

جميل أن ننفتح على لغات وثقافات العالم، ونتقن التحدث باللغات الأجنبية، لكن هذا لا يعنى أبداً طمس لغتنا وهويتنا وثقافتنا العربية، وأمر عظيم أن تولى الدولة اهتماماً كبيراً بتعلم أبنائنا فى الخارج لغتهم العربية، وتطلق وزيرة الهجرة المبدعة السفيرة نبيلة مكرم مبادرة «اتكلم عربي» بهدف ربط النشء المصريين المقيمين فى الخارج بهويتهم وجذورهم وثقافتهم العربية، لكن الاغتراب الداخلى أكبر خطراً، وأطفالنا وشبابنا داخل الوطن فى احتياج شديد وعاجل إلى عشرات المبادرات المماثلة لمبادرة السفيرة نبيلة مكرم التى وهبها الله نصيباً من اسمها.

إن بلدان وشعوب العالم تحافظ على لغتها مثلما يحافظون على ثرواتهم وممتلكاتهم، ويصل اعتزازهم بلغتهم الأم إلى حد التعصب باعتبارها جزءاً من هويتهم القومية، لذا علينا أن نولى كارثة انهيار اللغة العربية اهتماماً كبيراً، ونعطى لتلك القضية الأولوية باعتبارها قضية قومية، تتعلق بالهوية والثقافة والانتماء، قبل أن يأتى اليوم الذى يصبح فيه القابض على لغته وثقافته العربية، كالقابض على الجمر!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة