هشام عطية
هشام عطية


هتك الستر

أخبار اليوم

الجمعة، 07 يناير 2022 - 06:33 م

 

بقلم/ هشام عطية

إذا الطفلة البريئة بسنت بنت الغربية التى اغتيلت ظلما وعدوانا رغم أنها هى التى ازهقت روحها بنفسها سألتنا جميعا يوم القيامة بأى ذنب قتلت فماذا انتم فاعلون ياأهل السوشيال ميديا يامن تسببتم فى فضحيتها بالشير انتحرت؟!، وإذا معلمة الفصل التى نسيت واستأمنت فرقصت - حتى وان كنا ندين تصرفها- سألت بأى ذنب فصلت وفقدت مستقبلها؟

أخشى أن الإجابة تحمل إدانة لمجتمع بات معظم أفراده مصابين بشيزوفرنينا تحول أدوات التنوير والتواصل بين ايديهم إلى أدوات اظلام وقتل! منتهى التناقض أشخاص تمتلئ ذاكرة هواتفهم بالقرآن الكريم والادعية كما تمتلئ بالفضائح والمقاطع الجنسية!!

مرعب جدا أن تعيش فى مجتمع يعشق الفضيحة ويدمن «الشير» وإشاعة الفاحشة، لا أدرى ماذا فعلت بنا وفينا السوشيال ميديا، لا أبالغ إذا قلت انها افقدت الشريحة الكبرى منا أخلاقها وقيمها وربما نخوتها ورجولتها، لدرجة أن البعض يعرض راضيا مرضيا أدق تفاصيل حياته وأسراره الشخصية مشاعا ونهبا لذئاب الانترنت لينهشوا الأعراض ويبعثوا بها كيفما يشاؤون.

مرعب جدا أن تعيش فى مجتمع يحترف هتك الستر، من الممكن فى لحظة وقبل أن يرتد إليك طرفك ان تصبح «تريند» مفضوحا مجرسا عاريا بين أهلك وجيرانك لمجرد أن موتور معدوم الضمير اشاع عنك ما ليس فيك ووضعك تحت شفرات السوشيال ميديا الحادة التى تقتل بلا رحمة ودون أن يمنحك المجتمع فرصة أن تدافع عن نفسك!

من قتل بسنت واغتال سمعة المعلمة ليس من فبرك الصور وبث الفيديو فقط ولكن من شيرها أيضا والذى يصدق قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون».

مأساة بسنت رحمها الله وقصة المعلمة ومئات الجرائم آلاف المنازل إلى خربت بسبب السوشيال كشفت عن كوارث أخطر وهى أننا أمام مجتمع تم تجريف فضائله وزيف تدينه عمداً وماتت فيه الشهامة والجدعنة والضمير.
مجتمع تفكك وأصيب بخرس أسرى أصبح معظم أفراده عبيدا لهواتفهم ولصفحات الفيس بوك للايك و»الامشون» والشير حتى وإن كان الثمن أرواحهم وأخلاقهم وسمعتهم!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة