أمير كرارة
أمير كرارة .. ماهو سر بكــاء « باشا مصر » ؟
الأحد، 09 يناير 2022 - 11:58 ص
قد يعتقد البعض أن حياة النجوم سهلة، وأن الوصول إلى النجاح وشهرة قد يأتي بضربة حظ أو لمجرد مواصفات تتعلق بالشكل أو حتى عن طريق الواسطة والشللية، لكن هناك تفاصيل كثيرة في حياة نجوم الفن تثبت أن الأمر بالفعل شاق ويحتاج لصبر وإجتهاد.. قصة أمير كرارة تثبت ذلك، فقبل 14 عاما من حصوله على البطولة الأولى، تعرض للطرد من مخرج وصفه بأنه غير قادر على الوقوف أمام الكاميرا.. إليكم تفاصيل حياة كرارة من الطرد وحتى النجومية..
ولد في 10 أكتوبر عام 1977 في حي مصر الجديدة بالقاهرة، جده هو الفنان الكبير الراحل محمود شكوكو، بدأ حياته كرياضي، حيث شارك ضمن الفريق القومي لكرة الطائرة، وشارك في عدة بطولات عالم، لكن لم يستمر في مجال الرياضة، وتخرج لاحقا من كلية السياحة والفنادق.
لدى أمير شقيقين، أحدهما دخل المجال الفني منذ فترة قصيرة، وهو أحمد، كما أن لديه شقيقتين، أصغرهما وأقربهما إلى قلبه هي نور، التي تولى رعايتها بعد وفاة أمه.
تزوج كرارة عام 2006 بهند صلاح حسني، شقيقة الممثل ولاعب كرة القدم السابق أحمد صلاح حسني، وأنجب منها ولد أطلق عليه سليم، وإبنتان بإسم ليلى ونيللي - على إسم والدته الراحلة - .
ودائماً ما تشهد البدايات العديد من المواقف الصعبة والمحرجة التي قد تتسبب في إيقاف المسيرة قبل أن تبدأ عند البعض، كرارة روى أنه أنه شارك في البداية بأحد الإعلانات التجارية رغبة منه أن يكون الإعلان هو بوابته الأولى نحو التمثيل، إلا أنه فوجئ برد فعل مخرج الإعلان - الذي رفض ذكر إسمه - حيث استدعاه ووجه إليه الصدمة قائلاً: «ليه بتعمل إعلانات؟»، مؤكداً له أن هناك أزمة كبيرة تواجهه وهي أن الكاميرا لا تحبه، وحركته ثقيلة، وطالبه بالبحث عن مهنة أخرى.
انصرف وقتها كرارة وظل يبكي في منزله بسبب ما حدث، خاصة أنه شعر أن هناك حائطا كبيرا وضع أمام وجهه في تلك اللحظة.
غير أنه بعدها قدم حملة إعلانية ناجحة مع المخرج طارق العريان، ثم شاءت الأقدار أن يلتقي مع المخرج الذي قام بطرده في إعلان جديد ليفاجأ بالمخرج يؤكد له أنه قال كلماته كي يزيد من حماسه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث يروي كرارة موقفاً حدث له في تصوير مشهد أمام «الزعيم» عادل إمام في أحد الأفلام، حيث كان كرارة يقدم مشهدا واحدا يقول فيه 4 كلمات، إلا أنه كان يتلعثم أمام الكاميرا وتم إعادة المشهد أكثر من مرة، لينفعل عليه المخرج قائلاً: «إيه مش عارف تقول جمله؟.. إطلع بره»، وقتها شعر كرارة بالإحراج أمام الجميع وكاد يبكي بسبب ما حدث، وحينما حاول الإنصراف قال له عادل إمام «أقعد ياض»، وطلب منه أن يقول الجملة، فقالها كرارة، ورد عليه «الزعيم»: «طب ما انت حلو أهو.. دور يا أستاذ»، ليصور المخرج المشهد مرة أخرى، بعدها ظل كرارة جالساً أمام الأستوديو منتظرا الحصول على 50 جنيها وهي أجرة عن المشهد، ليفاجأ بتوجه عادل إمام إليه عقب انتهاء التصوير ليقول له: «هييجي يوم ويتمنى يشتغل معاك»، في إشارة للمخرج الذي قام بطرده، وبعد مرور 14 عاماً على هذا الموقف أصبح كرارة واحداً من نجوم الصف الأول، وحينما اتصل بـ «الزعيم» من أجل المباركة له على أحد الأعمال طلب منه الأخير أن يزوره.
وبالفعل توجه إليه كرارة بصحبة زوجته وعدد من أصدقائه، وأثناء الحديث قال له عادل إمام: «فاكر لما المخرج طردك من المشهد قدامي»، ليفاجأ كرارة بأن «الزعيم» مازال يتذكره.
إنطلق كرارة في بدايته بمجال الإعلانات عندما إكتشفه المنتج طارق نور، ثم أقتحم عالم التمثيل من خلال ست كوم «شباب أون لاين» عام 2002، لكن بدايته الحقيقية في عالم الشهرة كانت من خلال تقديمه لبرنامج «ستار ميكر» عام 2003، وفي نفس العام شارك بمسلسل «العمة نور»، ثم فيلم «أحلى الأوقات» عام 2004 إخراج هالة خليل.
بصمات قوية حققها كرارة وتمكن من خلال الكثير من الأعمال أن يثبت موهبته وقدراته التمثيلية وتميزه بإختيار أدوار متباينة ولعب شخصيات متعددة، منها الشعبي والرومانسي والإجتماعي والصعيدي.
واعتاد كرارة كل عام على المنافسة بمسلسل ضخم وسط الكم الهائل من الأعمال التي تقدم في الموسم الرمضاني، وحول استعداده للمنافسة أكد قائلاً: «الناس تتابع الأعمال التي تستحق المشاهدة وبها مجهود، ولا يمكن خداع الجمهور فهو حساس ويشعر ويفهم أكثر مما يمكن تصوره، أما فكرة التنافس فلا أفضلها، ولا تشغلني، وكل ما أهتم به هو خروج العمل بشكل جيد، ويعنيني أنا كممثل التركيز والإجتهاد والتطور وتنوع الأدوار، فهذه هي المنافسة الحقيقية، لكن من يفكر في الآخرين وتقدمهم وينشغل بذلك لن يتقدم، وسيظل بمكانه، بل سيتراجع كل يوم عن الآخر».
لا أحد ينكر - بشهادة كبار النقاد - أن كرارة أعاد لشخصية الضابط على الشاشة رونقها وقوتها، من خلال شخصية «سليم الأنصاري» بمسلسل «كلبش» بأجزائه الثلاثة، ثم تفوق في الجزء الأول من مسلسل «الإختيار» الذي حقق نجاحاً من خلال شخصية الضابط الشهيد أحمد منسي، مما وضع كرارة في منطقة فنية وإنسانية غير مسبوقة لدى قطاع جماهيري ضخم بمصر والوطن العربي، وعن «الإختيار» قال كرارة: «أعتز جداً بمشاركتي به وله مكانة خاصة في قلبي، وهو عمل وطني بإمتياز سلط الضوء على قضايا مهمة ووقائع مدعومة بالحقائق والوثائق وتؤرخ لمجهودات وبطولات جيشنا ورجال الشرطة، وهذه المسلسلات تجسد حقيقة الإرهابيين، وتكشف الكثير من التفاصيل المهمة للمواطن المصري والعربي والمؤثرة في التاريخ ككل».
وتابع كرارة: «لا أنكر أني وجدت صعوبة فى الخروج من شخصية أحمد منسي لأنها استثنائية، ولم أتخيل أن أظل متعلقاً بها وتلازمني حتى بعد تصوير المسلسل وعرضه، وشرف لي وفخر وسعادة كبيرة أن جسدت هذا العمل وهذه الشخصية، فهو رمز وطني مصري وعربي للشجاعة والشهامة والإنسانية».
والمفاجأة، أنه بعد نجاح 4 سنوات بشخصية الضابط، قرر كرارة إقتحام منطقة جديدة تماما ومختلفة جذريا عما قدمه، وأرتدى عباءة الرجل الصعيدي «غفران الغريب» الغجري المجرم الرومانسي في الوقت نفسه، ويقول كرارة عن هذا الدور: «سعدت بوجودي في (نسل الأغراب)، وتحمست له بمجرد أن روى لي المخرج محمد سامي قصته، لكن شعرت بالقلق لأن المسئولية كبيرة، خاصة أن اللهجة صعيدية، والتفاصيل كثيرة في هذه المنطقة، ولا بد أن تكون شديدة الإنضباط، وأي خطأ غير مقبول».
وحول مشاركته للسقا في البطولة ومدى تقبله الأمر بعد أن قدم بطولات منفردة قال: «لعل من أهم أسباب حبي وحماستي للعمل أنه بمشاركة أخي وصديقي الفنان أحمد السقا، نحن بيننا عشرة عمر وتربطنا علاقة صداقة وأخوة بعيداً عن الفن، وقدمنا عدة أعمال سوياً من قبل، والسقا متعاون ومتواضع ويفيد كل من يتعاون معه، وكان أحياناً يساعدني في اللهجة الصعيدية ويقف إلى جانبي، وسعدت بالقصة التي يبدو فيها الصراع ساخناً في كل لحظة بين (عساف الغريب) الذي لعبه السقا، و(غفران الغريب) الذي جسدت شخصيته، وأضحكنا ما تردد من إشاعات عن علاقتي بالسقا وأن هناك خلافات بيننا، وهذا لم يحدث، ولا يمكن أن يحدث أبداً، وأسعدني التفاعل الكبير مع الشخصية وتعلق الناس ببعض مفرداتها، وأهمها جملة (كتّع كسّح كسّل) التي تناقلها الجمهور على نطاق واسع بشكل لم يخطر على بال كل أسرة المسلسل».
لكن كأي ممثل لديه اخفاقات ونجاحات في مشواره الفني، فقد لاقى مسلسل «نسل الأغراب» هجوما من الجماهير والنقاد للكثير من النقاط السلبية في مختلف عناصره، والحقيقة التي لا جدال فيها أنه لا يوجد فنان استطاع أن يحقق نجاحات طيلة الوقت مهما كان حجمه ونجوميته وموهبته الفنية، وذلك ليس في مصر فقط، لكن أيضا على مستوى العالم، والمسلسل بشكل عام لم ينتقص من نجومية كرارة كما يعتقد البعض، لأنه ليس المسئول الوحيد عن هذا العمل، ولا حتى السقا.
ورغم نجوميته، إلا أنه لم يخجل من المشاركة في فيلم «موسى» بمشهد واحد صامت في النهاية لمساندة رفيق نجاحه المخرج بيتر ميمي.
عام 2020 نشأ خلاف كبير بين كرارة ومحمد رمضان، عندما قرر الأول استضافة الأخير في برنامجه «سهرانين»، حيث قدم رمضان واصفاً إياه بأنه «النجم»، ولم يبادله رمضان اللقب نفسه خلال حديثه، وما أغضب كرارة أكثر هو ما كتبه رمضان في حسابه الشخصي بـ «إنستجرام» للدعاية للحلقة، إذ قال: «أنتظروني مع (الموهوب) أمير كرارة»، وهو الأمر الذي أغضب كرارة، وقال في أثناء استضافته ببرنامج «عايشة شو» الذي تقدمه التونسية عائشة عثمان، إنه كان يتعشم أن يرد رمضان بالطريقة نفسها لكن ربما خانه التعبير في ذلك، ليرد رمضان بعدها بأنه لم يتعمد التقليل من نجومية كرارة.
وفوجئ رمضان الذي يقضي إجازة طويلة في الساحل الشمالي، بزيارة سليم إبن أمير كرارة ومعه أثنان من أصدقائه، وذهبوا لفيلته الخاصة بـ «مارينا 7» في الساحل الشمالي، وألتقطوا الصور مع رمضان، وقضوا معه بعض الوقت قبل أن ينصرفوا.
ولم يستطع رمضان تفويت الأمر ليصالح كرارة الذي يقضي هو الآخر إجازته في نفس المكان، حيث ألتقط صوراً مع نجل كرارة وأصدقائه ورحب بهم بشدة ونشر الصور في حسابه الخاص على «إنستجرام»، وكتب معلقاً عليها: «زيارة غالية من سليم كرارة إبن صديقي النجم الكبير أمير كرارة وأصحابه»، ليصلح بذلك الأمور ويعيد العلاقة الطيبة بينه وبين كرارة.