أ.د. إلهام سيف الدولة حمدان
أ.د. إلهام سيف الدولة حمدان


الكومبارس.. القابع في الظلال

أخبار النجوم

الأحد، 09 يناير 2022 - 03:28 م

إن المتعارف عليه لدى المشاهد هو “البطل الرئيس” في الأعمال الفنية؛ أما الكومبارس فلاتذهبوا بخيالكم بعيدًا؛ فالذي أقصده هُنا هو “الكومبارس” داخل العمل الفني السينمائي والمسرحي والتليفزيوني، وليس “كومبارس” السياسة والمجتمع وصالونات أصحاب الياقات البيضاء .. فهم كُثُر !
 والبطل دوما هو الأبرز بين المشاركين في أي عمل  الذي يحظى بكل الشهرة في تصدُّر “الأفيشات” و “الإعلانات”؛ وحصد الجوائز العينية والأدبية ، ويقبع في الظلال ـ خلف الأضواء ـ  من قاموا بملء فراغات اللوحات الفنية في طول مشاهد الفيلم وعرضه، لتبدو للعيان وكأنها حقيقية، وهؤلاء هم من نطلق عليهم اسم “الكومبارس”، دون أن تتم الإشارة إليهم أو ذكر أية بيانات عنهم ضمن من شاركوا البطل في العمل الفني، وفي الأغلب الأعم يطلق هذا الاسم على الممثل الصامت الذي يتحرك في جنبات المشهد المرسوم؛ بحسب  توجيهات مخرج العمل ورؤية مجموعة التصوير، ويظهر هذا جليًا في تصوير المسلسلات التاريخية الضخمة، وتصوير المعارك الحربية التي تستلزم ظهور المئات والآلاف في المشهد الواحد، ويكون “البطل” دائمًا هو المسيطر على بؤرة عين الكاميرا، وليظهر البقية كالأشباح التي تتحرك في الخلفية . 
ويقول تاريخ السينما والمسرح أنه يوجد العديد من الفنانين “الكومبارس” من أصحاب الأدوار الثانوية؛ كان لهم الباع الأكبر في نجاح العمل الفني؛ بالإبهار في أداء ماأسند إليهم من أدوار،وقد برع عدد من النجوم في السينما والمسرح؛ دون أن يعرف الجمهور اسمًا لأي منهم .. إلا فيما نُدر !  فكلمة”كومبارس” مأخوذة عن اللغة الإيطالية  Comparsa ؛ وهو مايُعدونه ممثلاً “زائدًا”، وهو مواطن عادي يجلبونه بأجر ليلعب دورًا بسيطًا في سياق العرض الفني، وقد لا يظهر له أهمية كبيرة، إلا أنّه غالبًا ما يساعد على خلق المناخ الطبيعي للقصة، بل يقنع المشاهد أن التصوير على الطبيعة في الشوارع والأماكن المعتادة . 
ويختلف دور “الكومبارس” عمن يقوم بدور “السنِّيد” للبطل في تحركاته خلال أحداث القصة موضوع الفيلم أو المسرحية، ولعلنا نذكر ـ على سبيل المثال لاالحصر ـ الفنان/عبد السلام النابلسي؛ وقيامه بدور “السنِّيد” مع العديد من فناني الطرب والتمثيل ابتداء من فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ واسماعيل يس وسعد عبدالوهاب .... إلخ !
وتطبيقًا للمثل القائل : إنه لايُفتى و”مالكٌ” في المدينة؛ فنترك الكلام لنقيب المهن التمثيلية ونائب رئيس أكاديمية الفنون المخرج المسرحي المخضرم أ.د. أشرف زكي الذي أكَّد في تصريحات صحفية: “ ... أن “الكومبارس” هم جزء لا يتجزأ من العمل الإبداعي، ويلعبون دورًا كبيرًا في الدراما المصرية والعربية، وأن النقابة توفر لهم الحماية من الاستغلال وتقدم لهم الرعاية الاجتماعية والطبية عن طريق نواديها والتعاقد مع المستشفيات والمراكز الطبية، وأن النقابة تقوم بمنح العضوية لمن يعمل أكثر من عملين، حتى لو أدي مشهدًا واحدًا حتى تستطيع احتواء عدد كبير من الشباب الذي يعمل في المهنة، وحول قيام بعض المخرجين أو المنتجين باستغلال الشباب...”  .
وأرى من جانبي أن مهنة “الكومبارس” مهنة مظلومة، لأن العامة تطلق على من يشتغلون بها أنها “مهنة من لامهنة له “؛ وهذا بالتأكيد إجحاف لكل من لديهم موهبة من المتطلعين إلى عالم الشهرة والمجد والنجومية، وكم من “نجوم” اشتهروا على الساحة الفنية؛ بدأت حياتهم بالأدوار الصغيرة، ومنهم على سبيل المثال النجم الراحل الكبير/احمد زكي في بعض المسرحيات والأفلام، والنجم “محمد صبحي” الذي تفجرت موهبته بعد القيام بالعديد من الأدوار الضئيلة جدًا من خلال المسرح، وانطلق بعدها إلى أقصى القمة وأصبح “نجم الشباك” في فترة وجيزة من الزمن بالإضافة إلى تألقه كمخرج مسرحي.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة