الأحد، 09 يناير 2022 - 07:43 م

المشكلة الحقيقية أننا أخطأنا، واستمرأنا الخطأ، ومضت على الخطأ سنوات، ونرفض التصحيح. هذا باختصار ما حدث فى حياتنا طوال أكثر من 60 سنة. الخطأ لا يتحمله المواطن وحده، بل هو خطأ مشترك بين الحكومات المتعاقبة ونواب الشعب، والحيتان الذين سيطروا على قطاع البناء فى غفلة من الزمن. وبالتالى من حق الحكومة تصحيح الأخطاء، وإزالة التشوهات التى أحالت مصر الجميلة الى عشوائيات وفوضى. وارى انه لابد من القصاص من كل يد ساهمت فى هذا التشويه مهما مضى من زمن.

هذه المقدمة لابد منها ونحن نواجه العشوائيات التى ضربت مصر طوال عقود من الزمن، وكانت مرتعا للجماعات الارهابية والمتطرفين والبلطجية. وأحسنت الحكومة حين طرحت بدائل متحضرة متعددة على المواطن، ولم تتركه يواجه وحده الأخطاء المشتركة. ومن هذه العشوائيات ما حدث بالأحياء المختلفة فى مدينة نصر. فالمساكن تحولت الى ورش ومحلات وشوارع للبلطجة. قد تعجبون ان شققا ب3 الاف جنيه بيعت بملايين الجنيهات، وأن نواب الشعب ساهموا فى اجبار المحافظة على منحهم تراخيص بذلك. بالضبط كما حدث فى ارتفاعات العمارات، والتى كانت 4 أدوار واصبحت بقدرة قادر 11 و15 دور، ناهيك عن فساد المحليات الذى كان سببا مباشرا فى هذه الفوضى التى شوهت وجه مصر الحضارة.

ليس فى مدينة مصر، بل فى كل مكان بمصر. وهذا نموذج من الفوضى فى منطقة الميريلاند بمصر الجديدة. انتشار معارض وورش السيارات بشكل عشوائى رغم القرار الوزارى بنقل معارض السيارات خارج المدينة. والأسوأ تأجير جراجات العمارات لمعرض سيارات بالمخالفة للقرار. ورغم تقدم السكان ببلاغات عديدة للجهات المعنية فى رئاسة الحى والمحافظة ووزارة التنمية المحلية الا ان احدا لم يتحرك. بل هذا السكوت منح اصحاب المعارض استغلال الارصفة والشوارع. وتحول الهدوء المشهود بالمنطقة الى إزعاج يومى وبلطجة وإرهاب. هذا ما حدث فى شارع الأندلس، خلف شارع نهرو،خلف حديقة المريلاند.