خالد رزق
خالد رزق


مشوار

يناير ويونيو «نفس» الثوار

خالد رزق

الأحد، 09 يناير 2022 - 07:51 م

يعود يناير لتذكرنا نسماته الباردة التى تشيع فى النفوس راحة وتبعث فى الأرواح الأمل بتلك الأيام الرائعة التى عشناها وعاشها الوطن كله فى يناير قبل 11 عاماً عندما فجر شعبنا بعنصريه وبكل فئاته ثورته العظمى الأولى ناسفاً بتفاعلاتها كل أصنام ماض بغيض كان من تسيدوه ينشرون اليأس عمداً بين الناس ويروجون إفك الكلام عن المصريين حتى صاروا يصمونهم جهراً بالعجز وفقدان القدرة على الفعل والتغيير.. نعم كان أول ما فعله شعب يناير الذى داهمت ثورته سادة الماضى (أوضع من عرفت مصر) ودهمهم بعنفوان تحركه وصلابة موقفه هو إسقاط كل النظريات الخائبة التى قالت لزمن بأن 30 عاماً من الركود السياسى كانت كافية لضمان أبدية الحكم للنظام بكل مكوناته، وإن الشعب الذى لم يعتد التحرك فى حشود وجموع كبيرة لن يحركه شيء، ليس تعبيراً عن موقف سياسى مضاد ولا رفضاً لفساد ولظلم اجتماعى وليس حتى كرهاً لنظام قمعى ديكتاتورى طامع رأسه إلى توريث البلاد والعباد لولده المدلل.. تحرك الشعب نساؤه قبل رجاله وشبابه قبل الجميع فكان الطوفان، طوفان اجتاح كل ما أمامه من أدوات للقوة أرادت السلطة المتحكمة بها أن تسخرها لقمع الناس وانطلقت الهتافات فى كل شبر من المحروسة ومع ارتفاعها واتساع نطاقها وجدت المؤسسة الأهم نفسها أمام لحظة اختبار حقيقى لمبادئها، فانحازت للشعب ولحراكه لتؤكد بموقفها أنها ما كانت أبداً لتتخلى عن مبادئها وتسقط فى الاختبار.. نجح شعب يناير بمباركة جيشه وأسقط مبارك وحزبه وبرلمانه وحكومته وأودع المخلوع وزبانيته السجون، لكن أخطاء من سلمهم الشعب قياده فى صياغة قوانين انتخابية تخدم مصالح الجماعات والأحزاب على كونهم أقلية ضئيلة وتتجاهل حقوق المستقلين وهم الأغلبية الكاسحة، أتت ببرلمان مسخ مشوه لا يعبر بمكان عن واقع الإرادة الشعبية، وبعدها كانت الكارثة بالمؤسسة الأعلى الرئاسة التى وصل لها جاسوس خائن ينتمى إلى جماعة من الخوارج، وهنا هب الشعب من جديد.


ثوار يناير الذين أطلقوا الحراك الذى خلص البلاد من مبارك ورجاله هم أنفسهم من تقدموا الصفوف وبادروا إلى التحرك ضد «استبن» الجماعة الإرهابية فى القصر الرئاسى وحشدوا الناس للحراك الأكبر فى يونيو وعن ذلك الحديث يطول.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة