الأحد، 09 يناير 2022 - 07:55 م

ما أجمل الاحتفال بمولد الأنبياء والرسل على المستوى الشعبى والرئاسى والحكومى إنها ذكرى عطرة تملأ القلوب وتبعث على التعاون والانتماء ودرء المفسدة والتمسك بأخلاقهم وآدابهم.
لا يروق لى أن أسمع كلمة شركاء الوطن عند الاحتفال بأعياد المسيحيين فنحن جميعاً أبناء وطن واحد ولكل مواطن شأنه فى عقيدته كما أن إيماننا بكل الرسل والأنبياء يجعلنا نحتفل بميلاد كل منهم بنفس الدرجة والروح.

أذكر أننى فى مراحل عمرى المبكرة أن جارى المسيحى كان يصوم معنا رمضان ونفطر معاً ولا يشعر أحدنا بأى اختلاف.. كما أننا كنا نحترم عقيدة الصيام عند المسيحيين فلا نأكل ما هو ممنوع عندهم وقت الصيام مراعاة للإحساس المشترك بيننا واحتراماً للعقيدة التى نؤمن بها جميعاً.
كما أسعدتنى أيضاً مآدب الإفطار التى يقيمها بعض القساوسة لإخوانهم المسلمين فى رمضان والكل يشارك فيها وتكون احتفالا أيضاً.
إننا نسير فى مركب واحدة والاختلاف أمر طبيعى بيننا ولكن تحت سقف الوطن الواحد والمواطنة نعيش نفس الحقوق والواجبات تجاه بعضنا البعض ونحو وطننا.
كانت لى جارة يهودية وكنا أصدقاء وكانت عندما تقدم لى كعك احتفالاً بعيد الفطر تؤكد لى أنه مثل ما نعمله وأننا نأكل من نفس الكعك حتى وأن اختلفت المناسبات الدينية. ليت بنى صهيون يعودون إلى منهاجهم فى التآخى والتعاون.
ونحن أيضاً نصوم يوم عاشوراء.. ذلك اليوم الذى نجا فيه ربنا سيدنا موسى عليه السلام كما يصوم اليهود ونحافظ على صيامه دوماً كل عام.
إن أخوة الوطن رغم اختلاف العقائد تقرب الناس بعضها ببعض وتنبذ الصراعات الطائفية والجدل العقيم.. ومن مشاهد السعادة أن الكثير من مسلمى الوطن يحبون تسمية بناتهم باسم العذراء مريم التى اصطفاها الله على نساء العالمين وأيضاً تسمية أبنائهم عيسى دون أدنى إحساس بالحرج بل بكل حب.
إنها أخوة الوطن الواحد بعيداً عن النزاعات المتطرفة.. وكل عيد مجيد ونحن طيبون.. إنه عيدنا كلنا.