الإثنين، 10 يناير 2022 - 05:13 م

كل واحدة منهما كانت مثالا للجمال الصارخ، والأنوثة الطاغية والذكاء الحاد، عاشتا صداقتهما في جميع المراحل المدرسية حتى الجامعة، وأسرارهما واحدة، وملامحهما تكاد أيضا أن تكون واحدة.

وذات يوم تقدم مهندس للزواج من إحدى الصديقتين، انهارت الصديقة الأخرى في البكاء ليلة زفافها، بينما وعدتها بأن صداقتهما ستستمر للأبد، وفي نفس العام وجدت عريسا هي الأخرى، وتزوجت فقط لتشغل نفسها ببيت وأسرة مثل صديقتها.

تمر الأيام وتفشل في زواجها، ويتم طلاقها، وتملكتها حالة من الاكتئاب بعد الطلاق لشعورها بالوحدة، ولبعد صديقتها التي انشغلت بزوجها المهندس الذي تحبه بجنون وعنف، وأمسكت هاتفها تطمئن على صديقتها بعد طلاقها، وتسألها عن أحوالها، وأخذت تحكي لها عن هموم الدنيا التي تكاثرت فوق كتفيها لابتعادها عنها.

وطلبت منها أن تقوم بزيارتها يوميا، تفرضها على زوجها وأولادها لتثبت بأن صديقتها جزء لا يتجزأ من الأسرة التي أحبتها، وبعد عامين اضطر المهندس السفر إلى إحدى الدول العربية للعمل هناك واصطحب أسرته مرة أخرى، فوجدت الصديقة نفسها وحيدة في القاهرة، وأخذت تراسل صديقتها في غربتها، تتوسل إليها أن توفر لها فرصة عمل هناك، وبالفعل نجحت في أن ترسل لها عقد عمل وتذاكر الطيران.

واكتمل شمل الأسرة والصديقة في بلاد الغربة، وما إن عاد الجميع إلى القاهرة توالت المفاجآت، حيث صارح المهندس زوجته بأنه تزوج من صديقتها، وأنجب منها طفلين، علت وجه الزوج الدهشة من رد فعل الزوجة، حيث فوجئ بها تبارك زواجه من صديقتها، وأوضحت بأن هذا يعني بأنها ستعيش مع صديقة عمرها بل وتشاركها حبيبها المهندس، وقامت بإرسال باقات من الزهور، والورود لها وبرقية تهنئة، وتبادلتا الرسائل، وكل واحدة منهما تشعر بالخجل من الأخرى!

وبعد ٣ سنوات اشتعلت نيران الغيرة بينهما لأول مرة، وكل واحدة تطلب من الزوج أن يطلق الأخرى، بينما كان يرفض، فما كان منهما إلا أن اتفقتا الضرتان على الطلاق في وقت واحد للانتقام من سلوك الزوج معهما، وأقامتا دعوى طلاق أمام محكمة القاهرة للأحوال الشخصية، للضرر والسبب الزواج من أخرى.

وقف الزوج أمام هيئة المحكمة يروي قصة زواجه منهما، وقدم صورة من الرسائل المتبادلة بين زوجتيه، ورضاء كل منهما بزواجه من الأخرى قبل سنوات. 

وأصدر المستشار هاني عبد الحليم رئيس المحكمة، حكمه برفض الدعويين بعد ضمهما، وإلزام الضرتين بالبقاء في عصمة الزوج، بعد أن تأكد للمحكمة أن الغرض من القضيتين واحد، وهو الانتقام من الزوج!