في دعاية تسويقية اجتماعية غريبة.. ويطلقون عليها عبقرية ومبدعة لأنها استطاعت أن تلفت النظر ليس علي مستوي البلد الذي انطلقت منه فقط بل علي مستوي العالم بأكمله.. حتي تحولت إلي تحدي يسمي »دلو الثلج»‬ ولتصبح تحدياً شديد الانتشار في كل الأوساط والأعمار والبلدان..  ويكفي أن تفتح مواقع التواصل الاجتماعي حتي في مصر لتجد صور الكثيرين وهم يسكبون دلواً مليئاً بالثلج فوق رؤوسهم بتحد غريب! بدأت القصة في أمريكا عندما اكتشف شاب منذ عامين أنه مصاب بمرض »‬ التصلب الجانبي الضموري »‬ فابتكر تحدياً بسكب »‬ دلو الثلج» فوق الرأس من أجل دعم التوعية بالمرض. الفكرة تأتي في إطارعلم »‬التسويق الاجتماعي» وهو أحد فروع علم التسويق ويهدف لاستخدام أفكار للترويج لحملات التوعية المجتمعية المختلفة.. مثل الحملات ضد الأمراض.. أوحملات النظافة وغيرها.. ومن هنا انطلقت حملة »‬تحدي دلو المياه المثلجة» بحيث يقوم المشاركون إما بسكب دلو الثلج فوق رؤوسهم أو التبرع بـ100 دولار لصالح مؤسسة أبحاث طبية متخصصة في علاج هذا المرض.. وقد لاقت الحملة تشجيعا فاق التصور بعد أن قام المئات من المشجعين والمهتمين والمشاهير بدعمها.. حتي لم يعد أحد يندهش من ظهور المئات علي مواقع التواصل الاجتماعي وهم يسكبون دلوا من الثلج فوق رؤوسهم! الفكرة تم اقتباسها في سوريا حيث قرر شاب سوري بالاستفادة منها واستخدم فكرة سكب »‬سطل ميّ عربي بارد» للترويج لسوء الوضع السوري وللمناداة بالاهتمام بالتعليم وسط كل هذه الظروف.. حتي إنه حصل بالفعل علي تبرعات كبيرة! أما في غزة فقد اختار الشاب الفكرة ذاتها.. ونشرها علي الوسائط التقنية الحديثة.. ولكن بعد أن حول الثلج إلي تراب..حيث أعلن أن غزة لاتجد حتي الماء كي تسكبه لذلك فقد استعان بملء الدلو بركام التراب الذي نتج عن تهدم البيوت بغزة.. واستغل الفكرة لنقل المعاناة الشديدة التي يعيشها شعبه الفلسطيني.. والتي يحاصرون فيها بكل قسوة ومنذ 7 سنوات.. وهكذا ابتدع الشاب فكرة سكب »‬دلو أو سطل التراب» فوق رأسه.. ونشر الفكرة علي العالم من خلال النت.. وروج فيها ضد الخراب الذي تعيشه غزة خاصة مع حرمان غزة من المياه نتيجة ضرب إسرائيل لخطوط المياه.. وليتحول الثلج إلي تراب في »‬ تحدي الدلو» تضامنا مع غزة.. وأهلها ممن تحولت منازلهم إلي ركام هائل.. وقد تم نشر الفيديو بالفعل علي مواقع التواصل الاجتماعي.. وشارك فيه العديد من الناشطين والفنانين كما تم دعوة نواب فلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي إلي هذا التحدي! وبالأمس فقط وجدت ابنة جارتي وعمرها 10 سنوات تُلح علي والدتها إلحاحا وصل لحد البكاء تشبثا بالفكرة كي تسكب فوق رأسها »‬دلو الثلج»!. >> مسك الكلام.. أعتقد أن علي العرب أن يسكبوا علي رؤوسهم »‬دلو الماء المغلي» بعد مافعلوه بأوطانهم وأنفسهم!